|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  4  / 5 / 2018                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

وكلاء الله ٠٠٠ و وكلاء الشعب

خدر شنكالى
(موقع الناس)

وكلاء الله ، هم من يخولون انفسهم بالتصرف نيابة عن الله او الذين يمنحون انفسهم الحق بالتحدث باسم الله وإصدار الأوامر والتعليمات نيابة عنه ، لذلك نراهم يصدرون الأوامر بالقتل والذبح والتعذيب والتكفير او دفع الجزية احيانا او الغفران عن الذنوب التي ارتكبوها أحيانا اخرى ، ويغطون عادة اعمالهم وتصرفاتهم هذه بنصوص من الكتب الشرعية على اعتبارهم وكلاء الله في الأرض وينفذون مشيئته ويفعلون مايشاءوا بالعبد المسكين وكأنها اوامر الهية صدرت من الله نفسه !!

فهؤلاء ليسوا بحاجة إلى محاكمات يحضر فيها محاموا الدفاع كالعادة او حتى أن يحضر المتهم نفسه وليس من حق أحد أن يسالهم أو يعارضهم باعتبار قد صدرت هذه الأوامر من الله ، طبعا ولا اعتراض على أمر الله !؟

كما التجأت اليها الكنيسة الكاثوليكية سابقا عند اصدارها لصكوك الغفران والتي كانت إحدى الأسباب الرئيسية لقيام الثورة الاصلاحية بقيادة مارتن لوثر في اوروبا الذي يقطف ثمارها اليوم .

وكما حصل ويحصل اليوم من الممارسات الوحشية والإجرامية لداعش من الذبح والقتل وغيرها وباسم الله .

وهناك نوع آخر من وكلاء الله في مجتمعاتنا يعيشون معنا حيث لا يقل تأثيرهم عن اللذين يأمرون بالقتل والذبح وان كانت بصورة اخرى ، فهؤلاء يحللون ويحرمون كل يوم من يشاءوا وكيفما يشاءوا وحسب مزاجهم ورغبتهم ويستخدمون اساليب الترهيب والتخويف من نار جهنم، ومن حقهم فقط ان يدعون الله بالنيابة عنهم ليباركهم في اولادهم وارزاقهم واعمالهم وسلامة حياتهم وحياة اطفالهم والتصرف باموالهم ، وما اكثرهم في مجتمعاتنا وبمختلف اديانهم ، وقد راحت ضحية هذه الأفعال والتصرفات الكثير من الابرياء ، وخاصة من الفئة الشابة بل ودفعهم إلى اللجوء إلى مسلك او طريق آخر للتهرب من تصرفات وكلاء الله اما خوفا على حياتهم او للحفاظ على سمعتهم.

وحياتنا مليئة بالامثلة على هذه التصرفات يعرفها الجميع ولا داعي لذكرها هنا .
اما وكلاء الشعب ، فإنهم وكما هو معروف مخولون من الشعب بعكس وكلاء الله المخولون من الله نفسه ، وهؤلاء اصبحوا ممثلين من الشعب بمجرد اختيارهم من قبل الاخير وبناءا على هذا التوكيل او التخويل يصبحون أحرارا في التصرف باموالهم وكل مايتعلق بحياتهم السياسية والإجتماعية والدينية وغيرها ودون اعتراض او محاسبة من احد على اعتبار أن المحاسبة او الاعتراض قد انتهت بمجرد التوكيل فليس امام الشعب الا الطاعة والقبول كما هو الحال عند وكلاء الله !!

لذلك نراهم يلعبون ويسرقون وينهبون اموال الشعب (موكلهم ) وباسم الاخير وحسب رغباتهم ومصالحهم الشخصية اولا باعتبارهم الادرى بمصلحة الشعب والوطن، وأول ما يلجأون إليه هو مناقشة امتيازاتهم ومخصصاتهم ومكافآتهم الشخصية ، وعلى لسان احدهم حيث يكلف كل نائب ميزانية الدولة خلال أربعة سنوات فقط مليار واربعمائة مليون دينار عراقي.

الا انه في هذه السنة ظهرت لنا نماذج جديدة من الوكلاء جمعت بين الاثنين ( الله و الشعب ) اي انهم ترشحوا باوامر الهية او رسلية او نبوية وما على الشعب الا اطاعة الله ورسله لاختيارهم ليكونوا وكيلا لهم في الدنيا والآخرة اي وكيلا من الله ومن الشعب في الوقت نفسه .

فإذا كان النواب يتاجرون بالشعب عادة فهؤلاء اصبحوا يتاجرون بالله والدين والشعب في آن واحد .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter