|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  4  / 5 / 2016                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

هل ستصمد الرئاسات الثلاث أمام ثورة الشعب ؟

م.م هديل هاني صيوان الأسدي
(موقع الناس)

لا يزال العراق يشهد الكثير من الازمات المختلفة وأكثرها خطورة الازمة السياسية التي لم يعرف لها مثيل منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 , وفي ظل هذه الظروف جعل تردي الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والخدمية المترقب للوضع العراقي ينتظر دقيقة بعد الأخرى متى سينفجر بركان الغضب الشعبي الذي سئم حكومة محاصصة التي فشلت في ادارة ملفات البلد منها الامنية والاقتصادية وغيرها من الملفات, وان عجز الحكومة والبرلمان بتنفيذ الاصلاحات الضرورية للخروج من هذه الازمة ومماطلتهم بعدم تقديم بعض التنازلات من اجل المصلحة العامة ولو لمرة واحدة طيلة مسيرتهم السياسية, وبرغم من التظاهرات التي انطلقت في تموز الماضي للضغط على السلطات الثلاث بالمضي في الاصلاح لكن لم يستجب احد, الامر الذي جعل الوضع متأزم أكثر فأكثر إلى ان جاء يوم السبت الموافق 30/نيسان/2016 لعقد جلسة مجلس النواب والتي لم تعقد لعدم اكمال النصاب القانوني لعقدها وتأجيلها إلى يوم اخر , مما ثار غضب المعتصمين واقتحموا مبنى البرلمان وقاموا بأعمال تخريب , وبرأيي كان على المعتصمين أن لا يتجاوزوا على املاك الدولة والمحافظة على سلمية اعتصامهم لانهم خرجوا للإصلاح والعمل على بناء الدولة لا للتخريب .

نحنُ لا نريد أن نرجع إلى نقطة الصفر واقصد ما بعد أحداث 2003 , وأرى السبب الرئيسي في التخبط القائم حالياً هو أن التغيير السياسي جاء على اساس خاطئ وهو تقسيم العراق إلى مكونات وعدم أتباع القادة في كل من السلطة التشريعية والتنفيذية بجناحيها والقضائية المبادئ والقواعد المتبعة في العملية السياسية إذ أغلبهم جاءت بهم المحاصصة كما يدعوها البعض بالسرطانية لا رأي لديهم سوى ما يقوله رؤساء كتلهم حتى وأن كانوا على خطأ ويمس مصالح الشعب لان السياسة كما يقال هي (فن الممكن) إذا ترجمت على ارض الواقع بحكمة وموضوعيه وبذكاء ودهاء ومراوغة لما وصل الامر إلى هذا الحد .

باختصار هناك غباء سياسي مستفحل, والجدير بالإشارة أن عبارة (فن الممكن) قالها المستشار البروسي اوتو فون سيمارك عام 1815-1898 الذي عرف بقوله المشهور "ان القضايا الكبرى اليوم لا يمكن تسويتها بكثرة القرارات والكلام ولكن بالحديد والدم" ونحن لا نريد ان تراق الكثير من الدماء يكفينا أننا نخسر المئات من شعبنا يوميا ما بين داعش بالجبهة من جهة والتفجيرات التي تطال الكثيرين من جهة ثانية, بل نحتاج إلى حل يحقق للعراقيين ما يريدونه لا يبقى مجرد وعداً مثل السابق .

غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا إذا كان قادة السلطات الثلاث تواجهون صعوبة أن لم يكن الامر مستحيل التنفيذ بخروج العراق من الازمة الحالية هل ستصمد الفترة المقبلة أمام غليان الشعب العراقي؟ والذي وصل للبرلمان بالأمس هل سيصل لمجلس الوزراء ولرئيس الجمهورية في حال بقاء الوضع دون حل يذكر ومن ثم الوصول إلى فوضى ؟ هل ستتطور الاعتصامات إلى عصيان مدني؟ لذلك نرى على الكتل المشاركة في العملية السياسية الاستفادة من الفرصة الاخيرة التي منحها أياهم الشعب واتخاذ قرار يصب في مصلحة العراقيين وتنحي خلافاتهم جانباً في الجلسة القادمة , لان الوضع لا يحتمل تأجيل وأن وجود فراغ سياسي او الذهاب إلى حكومة تصريف اعمال او انتخابات مبكرة ليس وقته الأن, لاننا بمعركة مع داعش وتحتاج منا التصدي لها وكل ذلك يحتاج إلى وقت واموال طائلة , والا سيتصرف الشعب بنفسه هذه المرة وستقام ثورة والاطاحة بنظام الحكم القائم بأكمله على غرار ثورة 25 يناير المصرية لانه شعبُ تعب من كثرة الوعود وعدم تنفيذها وحان له أن يستريح .







 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter