|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  3  / 12 / 2014                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

ملامح لتفكيك الأزمة والتحشيد للدفاع عن العراق وبنائه

آلا طالباني

يعتبر السياسيون اللقاءات بين كبار المسؤولين تتويج لإتصالات ومباحثات واتفاقات سابقة، تكون زيارات القيادات تكريساً رسمياً لها، وإضافة لمسات ختامية.

وزيارة السيد نيجيرفان بارزاني والوفد المرافق له، ضمنه السيد قباد طالباني نائب رئيس الوزراء، حفزت الدفء التاريخي لعلاقات التحالف بين كل المظلومين في العراق. خصوصاً وأن رؤوساء الكتل النيابية، في لقائهم مع وفد الإقليم، كانوا واضحين في الإشادة بالتضحيات الكبيرة التي قدمها مقاتلو البيشمركه لوقف هجمة داعش الظلامية ودحرها، فليس بخاف على احد أن القوات الكردستانية، بجانب الجيش والحشد الشعبي، قدمت أكثر من 700 شهيد في بداية المواجهات، و3121 جريحاً و22 مفقوداً. والدم الكردستاني يراق دفاعاً عن الإقليم، كذلك لإستعادة أراض عراقية اخرى سيطرت عليها داعش في "غفلة" من الزمن.

الشيء المهم هو أن المباحثات بين الجانبين لم تكتفِّ بالمجاملات، لأن الطرفين يعرفان جيداً بأن المرحلة تستدعي تلاحماً حقيقياً قائماً على اسس واضحة يحكمها الدستور، ومنطلقها التعامل بحرص شديد على ضمان حقوق المواطنين جميعاً، فليس من المعقول ان تعود الدولة إلى اجراءات العقوبات الجمعية التي دأب النظام الدكتاتوري على ممارستها ضد الشعب العراقي، الذي صارع النظام وكان من ابرز منجزاته، على حد تعبير السيد عمار الحكيم ود. احمد الجلبي، إقامة إقليم كردستان.

ونحن في الاتحاد الوطني الكردستاني بقدر ما نصر على ضرورة اطلاق مستحقات الموظفين وبقية المستفيدين من الموازنة العامة في الإقليم، وتجنب اي شكل من أشكال العقوبات ضد الإقليم، خصوصاً ما يلحق الضرر بالمواطنين، ترحب في الوقت نفسه بملامح التكريس العملي لمضمون الدستور في ان تكون ثروات العراق لإبنائه جميعاً، ومعالجة هذه المسألة وفق منطوق المادتين 111 و112، فما هو قائم من الحقول المطورة ضمن خطط الدولة الاتحادية، لكن تطويرها وتطوير الحقول المكتشفة وعمليات الأستكشاف ينبغي ان تتم وفق خطط مشتركة بين الحكومة الاتحادية والإقليم والمحافظات غير المرتبطة بإقليم ("معاً" وفق منطوق المادة 112).
كما نرحب بملامح الوعي بأهمية قوات البيشمركه ودورها البطولي في الدفاع عن الإقليم وبقية الأراضي العراقية.

دفع الكرد ثمناً غالياً نتيجة تدخلات القوى الدولية في الشأن العراقي، وستظل اتفاقية الجزائر بين النظام الدكتاتوري وشاه إيران درساً مأساوياً لكل من يعي ضرورة التعامل الحذر مع اية قوة دولية، خصوصاً الجوار، تزعم دعمها "الكامل" لحقوق كردستان، فالتجربة تؤكد أن الأطراف الحقيقية المساندة فعلاً لحقوق شعب كردستان هي القوى السياسية الكردستانية وجماهيرها والقوى المدنية الديمقراطية والإلسلامية المتنورة من بقية العراقيين، لذلك فأن العمل على ترسيخ جبهة مناصري الدولة الاتحادية المدنية الديمقراطية، والتعاون مع أية قوة سياسية لها برنامج يستوعب الطموحات الكردستانية في العراق والجوار، تشكل حجر الأساس في مواصلة مسيرة النضال المشترك لكل العراقيين لإقامة دولة عصرية يعيش فيها العراقيون جميعاَ بكرامة وحرية والأمل في تحقيق حياة لائقة تليق بكل تراثنا الوطني لمكونات طالما كانت متلاحمة في النضال ضد الدكتاتورية وحققت منجزات كبيرة على طريق خلعها.

ومع هذا فأن الآمال الكبيرة لن تنسينا وجود قوى وأفراد لا يستسيغون السلم الآهلي في العراق ولا يطيقون إزدهار الإقليم وقواه الديمقراطية الجمهورية.

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter