| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                    الأحد 29/5/ 2011

 

 الفاشية لم تكن يوما قدراً على شعب من الشعوب
(2)

صادق محمد عبد الكريم الدبش

تناولنا السياق التأريخي لنشوء الفاشية في الجزء الاول من هذا المقال وسنبدأ حيث انتهينا,ان السلوك المنافي للديمقراطية والذي يصب في خدمة الفاشية الجديدة والتي توفرت لها الأرض الخصبة لظهورها من جديد,والتي سلكتها الولايات المتحدة والدول الرأسمالية وبمساهمة مباشرة وبتمويل مالي من قبل دول الخليج للحركات الاصولية المتطرفة والأرهابية ورفدها بكل ما تحتاجه من خبرات لوجستية وتدريب وتجهيزها واعدادها لمحاربة القوى الديمقراطية والشيوعية وقوى السلام والتقدم .وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وعودة المقاتلين العرب من افغانستان بدأت التنظيمات المتطرفة بالانتعاش وقيام جمهورية ايران الاسلامية بتصدير الثورة وامداد كثير من هذه الحركات بالمال والسلاح وخاصة في لبنان لحزب الله, وحماس في فلسطين وفي السودان والاحزاب الاسلامية في العراق ,وعلى الجانب الاخر السعودية في تغذية الطائفية والحركات السلفية في العراق والقاعدة على وجه التحديد فأصبحت قوى الأسلام السياسي قوة على الأرض ولها قاعدة عريضة وتمتلك المال والسلاح وتلوح بأستخدامه متى دعت الضرورة لذلك ,وبدأت تتقن اللعبة الديمقراطية وكيف تتلاعب بمشاعر الجماهير من خلال اللعب بالمسألة الطائفية وتوظيفها في خدمة اهدافها وبرامجها وسياسة التظليل والوعود الكاذبة والنكوث بهذه الوعود وتبرير التراجع عن تعهداتهم التي قطعوها على انفسهم ,ويدعون ايمانهم بالديمقراطية والعدالة والحرية وهم لا يتورعون من التضييق على الحريات العامة واصدار التشريعات المنافية للحقوق والحريات الخاصة والعامة والتنكيل بالقوى الديمقراطية والتحريض ضدها وتكفيرها باستخدام ماكنتها الاعلامية وقدراتها المالية التي حصلت عليها من خلال النهب المكشوف للمال العام وما يأتي من خارج الحدود .ان المأزق العراقي يمر بأدق مراحله واخطرها منذ انهيار نظام البعث الفاشي في التاسع من نيسان 2003 ,ان من اسباب هذا التدهور هو تدني الوعي الاجتماعي والأزمات المتلاحقة وضعف القوى الديمقراطية وتبعثرها والتدخلات الخارجية والتأسيس لنظام طائفي واللعب على الوتر الطائفي والأثني والفساد المستشري في هياكل ومفاصل الدولة ونتيجة لصعود القوى التي لا تؤمن بالديمقراطية لا نهجا ولا ممارسة وهى المعوق الأساس لبناء دولة تقوم على اساس القانون والمؤسسات وديدنها الديمقراطية والتعددية واحترام حرية وكرامة الأنسان والحفاظ على امنه وسلامته وعيشه الكريم .

ان الأرهاب الذي اصبح يهدد امن وسلامة الجميع وخاصة القوى الديمقراطية والذي تغذيه الأصولية المتطرفة ,التي هي خارج العملية السياسية مثل القاعدة وحزب الله العراقي وجيش القدس وغيرهم ,ومن داخل العملية السياسية الذين يضعون قدم في العملية السياسية وقدم مع الارهاب ولا يخفون ولاءاتهم ومعاداتهم للعملية السياسية. واستمرار التجاذبات السياسية والصراع المستور والمعلن والنشاط المحموم للمليشيات والمحاولات الصريحة والمعلنة بأعادة ممارسة نشاطها والجميع يعلم ما الذي فعلته هذه المليشيات من دمار وخراب وقتل وخطف للألاف من الأبرياء وهذا الحديث يطول لو أردنا تناوله .

ان الأستعراض الذي قامت به ميليشيات جيش المهدي لهو نذير شؤم وغراب بين يطل بطالعه على عراقنا الجريح وقد بادر من الضفة الأخرى ومن الرمادي وعلى وجه التحديد بأنه بمقدور الفلوجة لوحدها ان تستعرض عشرون الف بدل العشرة الاف الذين استعرضهم جيش المهدي يوم 27 ايار الجاري ، وربما تحتدم المبارزة وتزداد العروض وتأتينا ربما من المناطق الأخرى وتحت شعار انصر اخاك وأن كان ظالما .

ان الأيغال في تنمية وتغذية الشحن الطائفي وسياسة التجييش وتأليب واعلان النفير لهو لعب بألنار التي سوف يكتوي بلظاها الجميع . وعلى القوى السياسية ان تعي جيدا بأن سياسة المراوغة والتلاعب بألألفاظ والمغازلة هنا والمخاتلة هناك سوف لن تجدي نفعا وسوف ينقلب السحر على الساحر وأن تصريحات السيد ظافر العاني وحيدر الملا لن تفضي الى ما يخدم العملية السياسية وسوف تلقى استهجان واستنكار كل من يشعر بألمسؤولية الأدبية والأخلاقية ,هذا من جانب ومن الجانب الاخر على القوى السياسية ان تدين وبشدة كل الأغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية مهما كانت اسبابها ومسبباتها ودوافعها وأن تدين وبشدة عملية اغتيال الرئيس التنفيذي لهيئة المساءلة والعدالة , لأن من يسعى الى ارساء دعائم دولة القانون والتي تقوم على المواطنة وصون حياة الناس وحريتهم لا يشرعن الأغتيالات السياسية وأزهاق ارواح الناس وهي مخالفة قانونية يحاسب عليه القانون وخاصة هم اعضاء في البرلمان العراقي السلطة العليا في العراق وحتى لا تتمكن القوى الظلامية والفاشية من تحقيق مأربها ومن اجل دولة المؤسسات والديمقراطية الهدف الأسمى لشعبنا ,لا يتم كل هذا الا بوحدة القوى الديمقراطية وتكثيف نشاطها ونضالها من اجل خير الجميع.

 

الفاشية لم تكن يوما قدراً على شعب من الشعوب (1)
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات