|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  27  / 3 / 2016                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

وإن أنت .. اكرمت اللئيم تَمَردا !

المهندس حسن احمد
(موقع الناس)

هذا هو حالنا مع الذين صيّرناهم قادة يتحكمون بمصير هذا الوطن .. لقد تَنكّر هؤلاء اللؤماء للمعروف وانقلبوا اليوم أُسوداً وكَشرّوا عن أنيابهم ومخالبهم رافضين ان يتركوا المناصب ويتنازلوا عن الامتيازات .. هلافيت الامس وأسياد اليوم أوصلوا حال البلاد الى الخراب الشامل والدمار في كل مرفق ويعلمون يقيناً انهم لصوص اغبياء وليسوا رجال دولة .. يتجاهلون الملايين الغاضبة التي تدعوهم لترك مناصبهم بعد هذا الخراب !

لقد خرجت الجماهير بعد ان طفح بها الكيل وبعد ان لم يبق في قوس صبرها منزع .. تظاهروا في كل ساحة وفي كل جمعة صارخين : باسم الدين باگونه الحراميّة .. أصلحوا الفساد الذي وصل حد التعفُّن ورائحته وصلت الى كل دولة بأنَّ العراق في اعلى سلُّم الدول فساداً..

لقد إستفاق الشعب بعد سنين بان اكثر من ثمانمائة مليار دولار من عائدات نفطه لسنوات قد ذهبت الى جيوب حفنة لصوص تقمّصوا دور الزعامة بكل اشكالها دينية او أسرية او حزبية ..

لقد وصل البلد الى حال ان لا يكون ومستقبله لا عراق ولا بابل ولا سومر ولا آشور .. وهم متشبثون بكراسيهم وامتيازاتهم .. قال الشعب رواتبكم فلكية ونحن في ضائقة .. فَطَال التضييق رواتب الفقراء .. قال المتظاهرون رواتبكم التقاعدية غير شرعية فألغوها في الاعلام حسب / طالبهم الشعب بالترشيق فزادوا عدد المستشارين والحمايات من الأحباب والمقربين !

هلاّ تعلمتم من رئيسة الملاوي ( السيدة الفاضلة جويس باندا ) حين تنازلت عن نصف راتبها ورواتب وزراء حكومتها وباعت سيارات الرئاسة المرسيدس والطائرة الرئاسية الوحيدة لتوفر الغذاء لمليون جائع من أبناء شعبها !

وما اكبرها من اهانة حين يخاطبهم رؤساء البنك الدولي والإسلامي - تحت قبة البرلمان - بانهم سوف يقدمون لهم قروضا ميسرة في حال ضمان ان لا يسرقوها كحال عائدات النفط ..

حتى العاهرة والمومس تخجل من ان توصف بالعهر وهؤلاء لا يخجلون من وصف لص او فاسد او عميل .. الوزراء الفاشلون يعتذرون لشعوبهم بالاستقالة من مناصبهم والياباني ان فشل في مهمة او وظيفة يعتذر للناس بان ينهي حياته بالانتحار .. لقد تنازل الرئيس موخيكا عن امتيازاته ورواتبه وعاش فقيراً ولم يشتري طائرة رئاسية لانه في بلد فقير الموارد وجماعة شرفاء العراق ملأوا البلاد بالسيارات المصفحة والطائرات الخاصة / الجميع ينادي بالشرف والنزاهة والضرب على أيدي المفسدين والكل فاسد بامتياز ..

لا ادري كم سيمر على هذا الشعب لكي يعي انه ضحية بأيدي من خرج بالامس يمّجّدهم ويدعوا لانتخابهم ! وان هؤلاء ليس لهم نظير في سجل الساسة الساقطين أخلاقياً ..
وانه في ورطة وبين نارين ، نار اللصوص الغرباء والفقر وبعده الزوال .. او الثورة وإسقاط هذه الوجوه العفنة بالقوة !

لك الآه يا وطن
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter