|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  25  / 6 / 2017                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

الاطلاق والتعميم لغة الانحياز والتعتيم

ابو حازم التورنجي
موقع الناس

بين الحين والاخر يسرب موظفو الدوائر المعنية بمفردات المشروع الاحتلالي الامريكي في حكومة العبادي يسربون ، احصائيات يزعم انها دقيقة عن اعداد الارهابيين العرب الذين قاموا بتفجير انفسهم في العراق ، وأن كانت هذه الاحصائيات والارقام صحيحة ، فهي تعتبر كلمة حق يراد باطل ،لأنها مقصودة الغرض والنوايا ، لكونها نابعة من خلفية طائفية يراد بها زيادة الشحن الطائفي البغيض ، وتسعير الروح العدائية التعميمية خصوصا ضد الفلسطينيين، كونهم يتصدرون تلك الاحصائيات المزعومه ، فأذا ما فجر ارهابي فلسطيني نفسه في العراق كجريمة مدانة بلا ادنى شك ،قامت القيامة وكأن كل الفلسطينيين قد ارتكبوا هذه الجريمة النكراء ، فهذا الفلسطيني لا يمثل الشعب الفلسطيني بأسره ، وليس كل الشعب الفلسطيني يرتضي و يوافق على العمل الاجرامي ، بل على العكس فظاهرة الانتحاريين قد غدت مدانة في الاوساط الفلسطينيه وتثير استنكارهم وانزعاجهم كونها تشوه اساليبهم النضاليه وتشوه سمعتهم ، بالاضافة الى ادانه اي عمل (مقاوم !!) خارج الاراضي الفلسطينية المحتله ، وقد تم نبذ هذه الاساليب حتى من قبل اشد القوى والمنظمات الفلسطينية التي كانت في السابق متحمسة لعمليات التفجيرات الانتحارية ، بعد مراحل التحول العديدة التي مرت بها المنظمات الفلسطينية المسلحة ، ولم يعد الفلسطيني الانتحاري الا حكرا على القلة القلائل من الافراد، المنضوين لأشد القوى الدينية المتطرفة المدعومة والممولة من الدول الخليجية المعروفه الدور والمهام في المشروع الصهيوامريكي الرامي الى تشويه سمعة الفلسطينيين والنيل من اساليبهم النضاليه وطمس حقوقهم ، وانهاء القضية الفسطينية كليا وفق المشيئة الصهيونية ، وهذا هو الغرض الاساسي من محاولات ابراز الفلسطينيين على انهم قتله وارهابيين وانتحاريين بلا استثناء ، وليكيل العراقيون المكتوون بجحيم التفجيرات والارهاب ، جام غضبهم وشتائمهم على كل ما هو فلسطيني ، ولكي ننسى عذابات وقهر وموت الفلسطيني اليومي في الاراضي الفلسطينية والسجون الاسرائيلية ، وهذا ما تصبو اليه اسرائيل ومن وراءها المحتل الامريكي ، وهذا ما يجري على ارض الواقع حاليا …

الارهاب ليس لا دين له فحسب بل ولا هوية له ولا انتماء وطني او قومي أيضا ، ففرنسا التي ابتلت بالانتحاريين من تونس والجزائر ، لم تتعامل مع الملايين من الجزائريين و التوانسه المقيمين في فرنسا ، على انهم هم ايضا انتحاريون على ذات الشاكله ، على الرغم من عمق وسعة الجرائم التي أقترفها أولئك الانتحاريون بحق الابرياء في فرنسا ، فكل حالة تؤخذ بحالها بلا تعميم ولا اطلاق التهم على مجموعة بشرية بجريرة افراد محدودين ,,

(ولا تزر وازرة وزر أخرى)،

فمن الظلم ان يجرى التجني على من ينتمي اليه في الهوية ،ولا ينتمي اليه في السجيه ، وليس هنالك شعب بأكمله من الملائكة وشعب اخر من الشياطين ، ففي كل شعب ملائكة وشياطين ، وليس كل مجرمي داعش فلسطينيون وعرب ، بل أن غالبتهم العظمى عراقيون ، وهم من ذبحوا من العراقيين اكثر بكثير مما اقترف العرب القتله من جرائم ، وجريمه سبايكر خير دليل على ذلك ، فمن خطط لتلك الجريمه ومن نفذها ؟؟ أليسوا عراقيين ، لكنهم يختلفون عن بقية العراقيين بانهم عتاة مجرمون وقتله متوحشون، اغتالوا حياة 1700 شاب بعمر الزهور غدرا وغيله وليس تفجيرا ،

وعليه فنحن ضحايا ارهاب وحشي بلبوس ديني زائف ، فليس من العدل ان نظلم اشقائنا الفلسطينيين ، وهم ضحايا ارهاب وحشي مثلنا ، وليس من الحكمة التعيمم في احكامنا فنحن والفلسطينيين في الظلم والمآسي سواء سواء ولكل منا محنته ،

ادلو برأيي هذا ليس دفاعا عن الفلسطينيين فحسب ، بل هو تعبير موقف ينسجم مع قناعتي المبدأية بالنضال ضد كل النوايا الصيهيونية والامريكيه ، ومن أجل مواصلة المواقف المشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني ، واعبر عن تقديري واحترامي للرأي المخالف ، لكني اهيب بكل ذي نزعة وطنية و يسارية ان لا ينسى بان الصيهونية وكيانها الغاصب، كانت ولا زالت من أعتى أعداء شعبنا العراقي ، وكل ما يجري على ارض الواقع الان من حروب وصراعات تصب في خدمتها وفي صالحها ،لانها هي المحرك الرئيسي فيها، مشاركة مع المحتل الامريكي ،

فحذاري ايها العراقيون من تلك الاحصائيات المزعومة الملغومة هي ايضا .

وعلى وطني السلام
 


25 حزيران 2017

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter