|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  25  / 9 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

غدًا لناظره قريب

سامي سلطان

بلهفة وفرحة غامرة، يتابع الجميع المظاهرات التي انطلقت في الاول من آب 2015 في عراقنا الحبيب، حيث ازدهرت ساحات التحرير في بغداد والمحافظات الأخرى، بألوان العلم العراقي وغني الجميع للعراق وحده، رافعين مطالبهم العادلة في اقامة الدولة المدنية، التي تضمن العدل والمساواة لجميع المواطنيين بغض النظر عن دينهم وقوميتهم، من أجل تحقيق أحلامهم بحياة حرة كريمة، يسودها الأمن والسلام، رافضين دولة المحاصصة البغيضة، وكل أشكال الفساد المالي والإداري.

يبعث على الفخر، ذلك الإصرار المرسوم على جباه الشابات والشباب وجميع الأجيال، شيوخ, نساءا ورجالا واطفال، يحملون لافتات رسموا عليها أحلامهم، بسيادة العدل والاسقرار والعيش الرغيد، وهم مفعمين بالاصرار والتحدي لتحقيق الأهداف المشروعة، التي أصبحت حاجة ملحة، حيث لم يكن هناك مخرج من حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن وتردي الخدمات، وضياع كل الامال بالتغيير المنشود، بعد سقوط النظام المقبور، حيث فرحة الخلاص من الدكتاتورية تلاشت وضاع كل شئ، وتحولت إلى غصة مصحوبة بألم ومأساة تلتها مأساة، حس به المواطن منذ اللحظة الأولى حين تصدر المشهد السياسي غرباء، لم يكن يسمع بهم من قبل، ظهروا على شكل كتل وأحزاب تبرقعوا بالدين والقومية غطاء لهم كي يشرعنوا سرقاتهم وفسادههم، في زمنهم تقاطرت قوافل ضحايا التفجيرات التي لم تنقطع، مخلفة وراءها آلاف الثكالى واليتامى والمعوقيين، مع انعدام اسباب العيش الادمي حيث البطالة والفقر المتقع وفقدان الخدمات الأساسية، في بلد يعوم على بحر من البترول .

ان تداعيات المشهد السياسي وتعقيداته وضعت مهمات جسيمة أمام الجميع، لاعادة بناءا لبلاد الذي أنهكته الحروب ومن ثم الاحتلال، لكن المنتفعين من حالة عدم الاستقرار من هم في الخارج والداخل، وضعوا شتى العراقيل أمام القوى الوطنية الحريصة على مصلحة الشعب والوطن ، باستخدام كل الوسائل الخبيثة، من تزوير وفساد مستثمرين المال الحرام الذي سرقوه دون خجل، من قوت الفقراء والمعدمين ودون وازع من ضمير.

خطوات واثقة هي تلك التي وضعت راسخة في ساحة التحرير في بغداد الحبيبة ومحافظات البصرة الناصرية العمارة بابل الكوت كربلاء النجف الديوانية السماوة وبقية أنحاء العراق الحبيب، المسيرة مستمرة ولم تتوقف حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها التظاهرات، لإقامة الدولة المدنية، دولة العدالة والمساواة، هذا الحلم الذي يراود كل أبناء شعبنا العراقي، ويشاركه فيه ابناء شعوب المنطقة، حيث انطلق أشقاء نا اللبنانيين، منادين بالدولة المدنية، رافضين دولة الطوائف والمحاصصات البغيضة، وسيلحق بهم اشقاءنا الآخرين لامحالة، إذا نحن لسنا وحدنا بالميدان، وان غدا لناظره قريب، ومسيرة الألف ميل تبداء بخطوة .


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter