|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  22  / 6 / 2023                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

من المحمودية (*)

منى سعيد
(موقع الناس)

تدَّخر المحمودية ، وهي أكبر قضاء عراقي، تاريخا ثقافيا وسياسيا ضاربا في جذور الحضارة الرافدينية يرجع للدولة الأكدية إذ سكنها سرجون الأكدي ، كما ضمت منطقة (سبار ابو حبّة) في اليوسفية منها أول مدرسة للتاريخ وعرفت فيها أول شاعرة (اندوخوما) ابنة سرجون . وشهد تاريخها الحديث تأسيس أول مدرسة ابتدائية في العام 1923 مع نشأة الدولة العراقية، مثلما تأسست فيها مكتبة (ابن خلدون العامة) في عهد الملك فيصل الأول، ومحطة قطار، ودائرة بريد .. وبهذا تميزت المدينة بطبعها المدني الحضاري ، وأنجب تاريخها المعاصر شخصيات أدبية و فنية وثقافية مرموقة مثل عبد المنعم الأعسم ، عامر بدر حسون ، أحمد المهنا، معاذ يوسف، قاسم حمزة، عباس الكاظم ..

تضم المحمودية أراض زراعية خصبة غنية حتى وصفت بسلة بغداد الغذائية .. كل هذه الرموز والشواخص بأهميتها التاريخية والجغرافية ، لم تمنحها حاضرا اهتماما كافيا بل بقيت ،كما الكثير من المناطق العراقية ،على الهامش لا تنال ما تستحق من رعاية.

إذ تفتقر المدينة لمركز ثقافي يستقطب مواهب أبنائها من فنانين وكتاب وصحفيين ليشكل مركز إشعاع ثقافي مضاف للمركز بغداد، رغم ذلك لم تخبُ فيها جذوة الأمل وهمة الحلم ببناء مستقبل أفضل ، إذ تناخى مؤخرا فنانان لإقامة معرض تشكيلي متميز في أحدى غرف مقر الحزب الشيوعي، اذ لا تتوفر قاعة تشكيلية في المدينة. وصاحب الفكرة الفنان ضياء مهدي الذي عمل مشرفا فنيا في مدارسها طوال سنوات موجها للحركة الفنية فيها ومقيما معارض فنية لطلبتها في المدارس قبل أن يتقاعد ويتفرغ لهوايته ساعيا لتطوير الذائقة الفنية الجمالية لأبناء مدينته ، ونشاط الفنان مهدي لم يختلف عن سعي ودأب فنانين من أبناء المدينة في شبابهما وهما (عباس الكاظم و قاسم حمزة) حين أقاما المعرض التشكيلي الأول في المدينة في العام 1974 بعنوان (معرض الأصدقاء) في مكتبة ابن خلدون مستقطبين أهالي المدينة مخصصين يوما لزيارة النساء حصرا دعما لهن ، ولم بزل ذلك المعرض علامة مميزة بذاكرة المدينة.

المعرض الأخير لضياء مهدي وعماد قدوري (وهو فنان فطري لم يدرس الفن) قدما فيه مشاهد من ريف المحمودية بأسلوب انطباعي وبألوان زاهية تناسب فهم المجتمع وتكسب اهتمامه وتشبع ذائقته ، فضلا عن تقديم لوحات بورتريه مع رسوم تعبيرية ورمزية متنوعة لموضوعات إنسانية عكست العلاقة العاطفية الراقية بين الرجل والمرأة، ومنحوتات خشبية وبمادة الثرمستون ، ويعد هذا المعرض بأعماله ال 35 من الرسم والنحت أول بادرة فنية تشهدها المدينة .

وهدفه ، برأي الفنانين، التواصل مع الناس وتقريب وجهات النظر جماليا بعيدا عن سمات العنف وإثارة النزعات الشريرة، وجذب الشباب على وجه الخصوص بدلا من تعزيز نزعاتهم الاستهلاكية في ارتياد المولات وغيرها من الأسواق، فللفن قيمة تعبيرية أولا وليست ترفيهية حسب ، و مهمة المثقف الذهاب للناس بدلا من انتظارهم القدوم إليه سيما أن كثيرا منهم لم يتطلع إلى لوحة ولا يفقه شيئا عن الفن .

 

(*) طريق الشعب - العدد 131 - الصفحة الاخيرة - عمود (أما بعد) -  الخميس 22  حزيران/يونيو 2023

 

هذا ، وكان مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المحمودية قد احتضن معرض رسم ونحت مشتركا للفنانين ضياء مهدي وعماد قدوري، حمل عنوان “مختارات ملونة”....

 

في مقر شيوعيي المحمودية.. مختارات ملونة من ابداع ضياء مهدي وعماد قدوري (*)

قاسم المعموري

احتضنت “قاعة الثقافة والفنون” في مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المحمودية، الأحد الماضي، معرض رسم ونحت مشتركا للفنانين ضياء مهدي وعماد قدوري، حمل عنوان “مختارات ملونة”. ضم المعرض منحوتات خشبية وجبسية، ولوحات طبيعية ملونة بقياسات مختلفة.

وحضر افتتاح المعرض عضوا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيقان د. علي مهدي وطلعت كريم، إلى جانب جمع من الفنانين والمثقفين والمهتمين في الفن التشكيلي.

وعن أعماله التي عرضها في المعرض، قال الفنان ضياء مهدي لـ “طريق الشعب”، أنها تنوعت بين النحت والرسم، مبينا أن المنحوتات اشتغلها بمادتي الجبس والخشب الزان، وجسد فيها المرأة العراقية متصفة بالشموخ والإرادة والتحدي.

وأضاف قائلا: “جسدت في إحدى منحوتاتي، امرأة قُطعت يدها خلال انتفاضة تشرين. وتوحي رمزية هذا العمل للمتلقي، ان المرأة بقيت متحدية كل الظروف الصعبة التي واجهتها”. فيما لفت إلى أنه شارك أيضا برسوم ملونة، تمثلت في بورتريهات تصوّر العائلة العراقية ومدى تمسكها بالموروث الشعبي. أما الفنان عماد قدوري، فقد ذكر انه عرض رسوما ملونة، تجسد الطبيعة في أماكن عراقية مختلفة، منها أهوار الجنوب وجبال وغابات كردستان، مبينا أن “أعمالي نفذتها وفق الأسلوب الواقعي، وبألوان مائية مبهجة تتلاءم مع جمال طبيعتنا العراقية”.

جدير بالذكر، أن الفنان ضياء مهدي ولد عام 1961 في قضاء المحمودية، وتخرّج عام 1985 في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وفي العام 2000 تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد. وهو عضو نقابة الفنانين وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وله مشاركات فنية محلية عديدة.

أما الفنان عماد قدوري، فقد ولد عام 1956 في بغداد، وهو عضو جمعية الفنانين التشكيليين، وله مشاركات فنية محلية أيضا.



(*) طريق الشعب - العدد 125 - الصفحة الاخیرة 07 حزيران/يونيو 2023

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter