|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  21  / 6 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

النازحون (4)

النازحون كقوة فاعلة , مؤثرة

ابراهيم الحريري

طرح ختام الحلقة السابقة هذا السؤال : هل للنازحين دور ازاء قضيتهم ؟ و الأصح القول : كيف يمكن ان لا يكون للنازحين دور ازاء قضيتهم ؟ اليسوا هم الذين تم اجتثاثهم من بيوتهم و محلاتهم و اعمالهم ومدارسهم و جامعاتهم الخ... من كل مظاهر الحياة اليومية التي اعتادوا عليها و القي بهم الى المجهول  ؟ اليسوا هم الذين جرى تحويلهم بوحشية , بكل مظاهرها  التي لا تصدق ( الٍاغتصاب , الأسترقاق , الأبادة الى غير ذلك من بشاعات يطول تعدادها )  من قوة فاعلة, منتجة , مؤثرة في حياتهم و في حياة مجتمعاتهم الى كتلة هلاميية لا حول و لا قوة لها تعيش , مكرهة على المعونات , و هذا هو الأخطر , الذي  سيترك تاثيره البالغ على النازحين حتى بعد عودتهم ,  و ربما لأجيال قادمة ؟

المسألة الملحة , الآن , هي هل يمكن اعادة تأهيل النازحين ليصبحوا , من جديد , و لو بقدر ,  قوة فاعلة مؤثرة في تحقيق هدفهم الأسمى : العودة ! و تحسين ظروف حياتهم حتى يتحقق لهم ذلك ؟

اجل  ! ذلك ممكن و يتطلب الأمر من الجميع , منظمات المجتمع المدني , منظمات دولية , فضلا عن الحكومة الأتحادية  و الحكومات المحلية و الأحزاب و الحركات السياسية المعنية حقا بشؤون النازحين , مساعدتهم على تحقيق هذا الأمر .

العودة ؟ اجل !  لكن ذلك يتطلب استعادة الأرض , المدن , و لا يمكن تحقيق ذلك الا بطرد داعش منها .  هنا ايضا يمكن للنازحين ان يكون لهم دور ,  بدل الركون الى الياس أو انتظار ما سيفعله الآخرون من اجلهم . يمكن لذلك ان يخرجهم من حالة الأنتظار السلبي الى حالة المشاركة الفعالة في الأقتراب من تحقيق هدفهم , ما يمكن ان يشيع الأمل في نفوسهم .   يمكن لمن هو قادر , الشباب خصوصا , ان ينضم الى التشكيلات المسلحة , الرسمية و الشعبية , التي تنشط في مناطقهم . و يمكن الآستشهاد بالفصائل المسلحة للأيزيدين و بفصائل اخرى جرى و يجري تشكيلها لمقاومة العصابات الهمجية و لدحرها , و يمكن الاستشهاد  , ايضا , رغم اختلاف الظروف , بالتجربة البطولية لأكراد كوباني .

غني عن القول ان ذلك يتطلب ان تعمل هذه التشكيلات , خصوصا القيادات السياسية و العسكرية منها , على استعادة  ثقة الناس بها , خصوصا النازحين , بعد ان خذلتهم , و تسببت , الى جانب عصابات داعش , فيما هم عليه الآن . ومن المؤسف ان بعض التجارب الأخيرة و ما يشاهده النازحون و غيرهم على الأرض من تخاذل و تردد القيادات السياسية / العسكرية , و  تذبذبها  , خصوصا السياسية  ,التي تتجاذبها ضغوط مختلفة , احيانا متعارضة , لا تساعد على استعادة الثقة بها , بل تعمل على اشاعة البلبلة و التشوش و لا يساعد هذا الا عصابات داعش  .

يمكن ,على الجانب الآخر , جانب حياة النازحين اليومية , بل يجب ان يكون للنازحين , للنشطاء الواعين خصوصا , دور هام في تنظيم شؤون حياتهم المختلفة . يتطلب ذلك  , ان يبادر النازحون في مراكز تجمعاتهم الى تشكيل لجان تساعدهم على ادارة شؤوون حياتهم اليومية , و تمثلهم لدى الهيئات الرسمية و غير الرسمية , المحلية و الأتحادية و الدولية  المعنية بشؤونهم (يتساءل المرء هل للنازحين دور اوتمثيل في الهيئة الوزارية الأتحادية التي يرأسها السيد المطلك ؟)

و هل من قبيل المبالغة في الحلم ان تتجمع لجان المخيمات في مؤتمر يمثل مخيمات النزوح المختلفة ينبثق عنه اتحاد يمثلهم على مختلف الصعد ( او الصعدان كما اجتهد الراحل الصديق هادي العلوي من جملة احتهاداته اللُغوية  ! ) و ان يشارك ممثلو  هذا الأِتحاد في الوفود الرسمية لدى الجهات المانحة ؟ الا يكون هذا ادعى للأِعتقاد بصدقية هذه الوفود و احترامها , على الأَخص بعد ما اثير من شبهات طالت لجنة المطلكَ ؟

سيتساءل البعض : اليس هذا كثيراً ؟ شفكرك ؟ نعيش بالمخيمات الى ان نموت ؟
لا ! ليت العودة تتحقق " الآن , الآن و ليس غدا " !  لكن حتى لو تم ذلك الآن او في وقت قريب , و هو امر , مع الآسف , لا يبدو" قريبا جدا " ! اذا استعرنا لغة بعض دور العرض السينمائية ( الله يرحمها ! ) في الدعاية لعروصها القادمة . حتى لو تم ذلك ستظل قضية النازحين - وليس هذا من قبيل التشاؤم – بكل تعقيداتها و مضاعفاتها , ستظل قضية ماثلة , لسنوات , و ربما لعقود , قادمة . 

 

 
الحلقة القادمة " النازحون كقوة منتجة " !


 

 


 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter