|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  17  / 4 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

الحشد الشعبي

نور عادل

بعد دخول داعش الموصل والانهيار الكبير الذي حصل في تكريت وديالى وكركوك والانبار، اصدر السيد السيستاني فتوى "الجهاد الكفائي" و الجهاد الكفائي محدد، فهو دفاعي لا يشمل النساء ولا الطلبة او الموظفين او كبار السن او من يعيل عائلة وانما فقط من تسمح لهم الظروف وامكانية حمل السلاح والقتال، و يتم من خلال الدولة والحكومة ، وفي هذه الفترة كان المالكي، القائد العام للقوات المسلحة، في حالة انهيار كامل، مهزوم نفسيا و يبحث عن حلول سريعة، ولم يكن امامة الا ذات السلاح الذي بدأ به مشواره السياسي، سلاح الطائفية، حيث بدأ بالنفخ الطائفي مستغلا فتوى الجهاد الكفائي.

اواخر الشهر السادس من عام 2014 بدأ المالكي بفتح مكاتب خاصة تهتم و تنظم تشكيلات مسلحة، تحت مسميات سرايا وافواج والوية واختار لها اسماء طائفية التوجة .وتم تسليح هذه المجاميع بسلاح الدولة وزودها بباجات خاصة تسمح لها بالوصول الى اي مكان في العراق وبعجلات حديثة، وفي اوائل الشهر السابع من العام الماضي انتشرت هذه المجاميع في شوارع بغداد تخطف وتعتقل وتقتل بدون رادع وحسب ما ذكره حاكم الزاملي، رئيس اللجنة الامنية البرلمانية، عبر وسائل الاعلام (في منطقة الشعب فقط سجل 150 حالة خطف وقتل خلال شهر واحد) وفي مناطق نفوذ التيار الصدري تم منع هذه المفارز المسلحة، واعتقل بعضهم، اما في المناطق الاخرى فلا زالت هذه المفارز تصول وتجول وتعتقل بحرية وبدون رادع.

ويتكون الحشد الشعبي من:
1- المتطوعين الذين دفعت بهم للقتال، فتوى السيد السستاني، وهؤلاء اصدق واكثر التزام من غيرهم ودافعهم لقتال داعش عقائدي وطني ويرتبطون بالحكومة ومرجعهم السيد السيستاني وسلاحهم وعتادهم ومخصصاتهم من الدولة، حاربهم المالكي وحاول دفعهم الى احضان المجاميع الاخرى كي يسهل السيطرة عليهم من خلال الامتيازات والمخصصات ونجح بكسب البعض منهم (ما يعيب هؤلاء المتطوعين ان قياداتهم مرتبطة بالمالكي).

2- الفصائل الشيعية المسلحة التي لها اجندات سياسية ويبحثون لهم عن موطئ قدم سياسي في الحكومة من خلال السلاح وقتال داعش، مثل بدر وعصائب اهل الحق وحزب الله وغيرهم، ارتبطوا بالمالكي وايران كي يوفروا المال والسلاح، دوافعهم مصالح سياسية وعدم اشتراكهم في عملية اقتحام تكريت تحت ذريعة وجود طيران التحالف الدولي خير دليل. رواتب مقاتليهم عالية.

3- فصائل مسلحة اخرى مثل سرايا الخرساني وكتائب الامام علي وغيرهم ، أرتباطهم مباشر بأيران ولهم سطوة وسلطة كبيرة على الفصائل الاخرى رغم قلة عددهم ( في الشهر الاول من عام 2015 قامت قوة من كتائب الامام علي مكونة من عشر عجلات محملة بالمقاتلين والسلاح المتوسط والقذائف في الكرادة وسط بغداد وفي وضح النهار بخطف الامين العام لكتائب حزب الله عباس المحمداوي من بين مقاتليه وتسفيره الى ايران دون ان يتدخل احد).

4- المجاميع التي شكلها المالكي بعد سقوط ثلث العراق بيد داعش، وهذه المجاميع يعمل اكثرها في بغداد ومهمتها الاغتيال السياسي و خطف المعارضين و المنتقدين لفشل سياسة المالكي السابقة مثل ما جرى للشيخ قاسم وابنه وحمايتهم حيث تم اختطافهم في الدورة وقتلهم في حي اور بمنطقة الشعب، ويقوم هؤلاء بمهام خاصة، مثل اقتحام القرى والجوامع و المناطق المحررة من داعش ليقتلوا و ينهبوا و يحرقوا. وسط هذه المجاميع ينتشر، ضعاف النفوس والفاشلين والطائفيين الحاقدين والشباب العاطلين عن العمل الذين يبحثون عن فرصة لكسب المال للعيش وبعض من الذين يبحثون عن اثبات ذاتهم والبعض الذي يبحث عن السلطة والقوة وسط مجتمع يعاني من مشاكل نفسية مجتمعية عميقة.


بأستثناء المتطوعين، كل المجاميع الاخرى تعيش وتقتات على ميزانية 2014 المسروقة، وعلى الدعم الايراني، وقتالهم لداعش خيمة يتسترون بها لما يطمحون له بالوصول الى السلطة والحكم عن طريق دعم المالكي، يحاولون افشال حكومة العبادي بكل الطرق حتى لو كان القتل و الخطف والنهب وما جرى في تكريت خير دليل على هذا و اهم ما يقومون به منع اي تواجد سني مسلح لغرض تحرير مدنهم من عصابات داعش، وهم يصرحون في الاعلام بأنهم يطلبون من اهالي المناطق التي تحت سيطرة داعش الاشتراك في القتال و يدعون انهم على استعداد لتسليحهم واشراكهم في القتال ولكن الحقيقة غير مسموح للسنة بالتواجد على الارض.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter