|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  13  / 6 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 



تراث عراقي غنائي

حضيري أبو عزيز
صوت ذو عذوبة وشجن ...لا يتكرر.

صباح راهي العبود

التراث الغنائي العراقي كان وما زال غني بمفرداته ومعانيه الشعبية وخصوصية التغني به,فهو غناء لا يشبهه غناء في كل الدنيا تجسدت فيه طيبة العراقيين ورقتهم ورهافة حسهم,فعملوا على صيانته وحفظه من الضياع على مر العصور, وما أكثر المطربين العراقيين الذين تأثروا بالفرح والحزن في غنائهم سواء اكان هذا الغناء من جنوب العراق ام من شماله والذي تميز بالتنوع . وما زال هذا الفن منتشراً ما بين دجلة والفرات ولقد إجتهد فنانوا الطرب لينقلوا إنتاجهم الرائع الى العالم من مقامات وابوذيا ت ونايل وعتابه وبستات وموشحات وغيرذلك وفي مقدمتهم قامات كبيرة ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين لعل من أبرزهم حضيري أبو عزيز وداخل حسن وناصر حكيم ومحمد القبانجي ويوسف عمر وناظم الغزالي وحسن داود وسلطانه يوسف وزهور حسين ولميعة توفيق ووحيدة خليل وزكية جورج وسليمة مراد وحسن خيوكه وعفيفة إسكندر ومائدة نزهت وصديقة الملاية وغيرهم كثير من الرعيل الأول من مشاهير الغناء العراقي و بالأخص في أعوام الخمسينات من القرن الماضي. ففي المدن كانت المقامات والموشحات .أما الموالات فكانت تؤدى ضمن المقاما ت , وكل هذا يمثل إمتداد للفنون السومرية والبابلية التي سادت في زمن مضى. أما مطربوا الريف في العراق فقد نشروا أغانيهم في كل مدن العراق بكل ما تحمله من عذوبة وشجن وبأداء رائع فرض نفسة على الجميع. وحضيري أبو عزيز وهو بيت القصيد في موضوعنا هذا هو واحد من أبرز المطربين إذ هو موسوعة من العطاء الفني الرائع. قدم من الأغاني والأبوذيات والبستات .وأصبح بذلك مدرسة للمغنين الريفيين , ورائداً للغناء الريفي دون منازع .

حضيري أبو عزيز هو إبن حسن إرهيف غاني شلون ديوان الصرخبي من عشيرة العبودة المشهورة المنتشرة في جنوب ووسط العرا ق ويتمركز وجودها في مدينة الشطرة في محافظة الناصرية .

ولد عام 1908 , قتل والده بسبب تصديه لإحدى سفن المستعمرين التي كانت تمخر في الفرات فتبنته عمته (نورة) ورعته خير رعاية وكان يصغي لعمته وهي تنعي أخاها والد حضيري غناءا وعلى الطريقة الريفية (نواعي) فتأثر بها كثيراَ , وراح يطلق العنان لصوته الجميل القوي وهو يجوب ريف الشطرة . ويغني في اثناء ما كان يسرح بالماشية (أبقار عمته) فتتجمع حوله ( الناكولات) عند موسم الحصاد وموسم كبس التمور واللواتي يعملن في الحقول فيطربن ويهيمن وجداً لصوته لا بل كن ينتظرن حضوره للتمتع بما يؤديه من غناء شجي حزين وبصوت قوي رخيم وهو سعيد فرح بهذا الإهتمام . و كثيراً ما يغني عندما يختلي بنفسه على حافة نهرالفرات (جرف النهر) والتي تغفو على جانبيه بساتين النخيل والخضرة اليانعة وحقول الشلب مازاد من قوة صوته وأثر في حلاوته وجماله . وقد عرفه أهل الشطرة وهو يغني بأشجى الأغاني حتى أطلق عليه الناس لقب بلبل الريف الغريد . وقد زامنه في تلك الفترة المطرب الرائع داخل حسن, صاحب (البحة) الشجية في صوته , والذي كان يعمل في رعي الأبقار هو الآخر .فنشأت بينهما علاقة صداقة, وراحا يغنيان في مناسبات الفرح قبل دخولهما دار الإذاعة اللاسلكية في بغداد لاحقاَ .

وبعد إنتقاله من الشطرة الى الناصرية إشتغل مع خاله حسين الخياط عام 1927 ,وأخذ يخيط الثياب البسيطة وفي أثناء جلوسه على ماكنة الخياطة يقوم بالغناء فيتجمهر حوله الناس ليستمتعوا الى ألحانه العذبة .

يقول حضيري ,سمعني أحد المرات (متصرف المنتفك) اي محافظ الناصرية (عبد الله جسام), ومدير شرطتها (عبد الله عوني) وأنا أغني ,فوقفا أمامي ليستمعا ولم أحس بوجودهما . وبعد أن إنتهيت من الغناء , قام بتعييني خياطاَ في سلك الشرطة وبذلك أصبحت (نائب عريف خياطاَ). وفي تلك الفترة كان يحيي الحفلات في الناصرية وسوق الشيوخ متأثراً بعمالقة الطرب حينذاك الملا جادر وغريري مرتدياً ملابسه العسكرية التي يعتز بها ويتباهى, بعدها تم إرساله الى بغداد بكتاب رسمي معنون الى وزارة المعارف التي كانت الإذاعة العراقية تابعة لها زمن الوزير محمد رضا الشبيبي .(و مبنى دار الإذاعة آنذاك عبارة عن بنكلة منصوبة في الهواء في مكانها الحالي),فتم إختياره بعد إجراء الإختبار وتأدية مجموعة من الأغاني أمام لجنة من الفنانين رشيد القندرجي وسيد جميل البغدادي وجماعة الجالغي فغنى ون يا كلب وعلى الله ويا زماني وموهي البنية وذبني السريع إبليل و ألوجن وشريفة الواجفه وظليت أنا حيران وغيرها والتي كان قد سجلتها على إسطوانات لصالح شركة بيضافون ثم بعدها لشركة (هز مستر فويز) قبل دخوله الإذاعة عام 1936.

كانت أغنية (هلي يظلام) من بين ألأغنيات الأولى التي غناها في الإذاعة بدءاً من يوم قبوله كمطرب فيها في 18 -3 -1937 يخاطب حبيبته التي أحبها والتي كانت تبادله الحب , فلما تقدم لخطبتها رفض أهلها وهددوه وطلبوا منه مغادرة الناصرية موطن الحبيبة ففعل .

يقول حضيري إن غربتي عن حبيبتي قضت على مطامحي في حب الحبيب الأول فضاعت مني الى الأبد . لقد لاقى حضيري إستحساناَ من لدن جميع الأوساط العراقية. وكان المسؤولون في الدولة والميسورون يستدعونه لإحياء حفلاتهم , فلمع نجمه وإنتعش وضعه , وعندما كان يذهب الى الإذاعة ليغني في كل يوم جمعة صباحاَ من الساعة العاشرة الى العاشرة والنصف وعلى الهواء مباشرة (قبل إدخال التسجيل الى الإذاعة) ثم يخرج منها يرى النساء والرجال البغداديين متجمعين قرب الإذاعة في الصالحية ينتظرونه ليشاهدوه و يحيوه ويصفقون له ويعربون عن إعجابهم به وهو يحييهم. فهو أول من حبب الأغنية الريفية الى أبناء المدينة وجعل منها جسراَ يربط الريف بالمدينة . إشتهر حضيري بإستعمال أصابعه بصورة متزامنة مع الموسيقى لضبط الإيقاع (طك إصبعتين) إضافة الى طقطقة لسانه وهذا واضح في أغنية عيني يالأسمر مالك مثلاً, حتى أصبح سيد الغناء في الشارع العراقي . وإستطاع أن يهيمن على كل قلوب عشاق الغناء لعذوبة صوتة الذي يجمع ما بين الحزن والطرب وعرض المساحة الصوتية قراراً وجواباً,وبذلك شق طريقه الى كل مدن العراق.

حضيري أبو عزيز لمع نجمه وذاع صيته ليس في العراق فحسب ,وإنما في سائر الدول العربية لصوته الشجي الصداح فتوغل الى قلوب المستمعين صغاراَ وكباراَ. فعبر صوته الحدود العراقية الى أرجاء الوطن العربي.ظل صوته يرن في الأرياف والبوادي فيملأها سحراَ وروعة إيقاع . وكان حضيري مهتماً بالقضايا الإجتماعية من خلال بعض ما غناه إذ كان يُضمِن بعضاً من اغانيه التوعية والإرشاد كما في أغنية (عمي يبو التومين مشي العريضة) التي كان يعالج فيها الأزمة الإقتصادية المتردية أبان الحرب العالمية الثانية, وكذلك أغنية (إصعد فوك الرصيف) الموجهة للأطفال .

عمي يبو التموين مشي العريضة, والسمره عل جاي (شاي) صارت مريضه, إمنين أجيب الجاي والشكر غالي ,عذب أحوالي......
ومن قصص الغرام الأخرى التي عاشها حضيري ابو عزيز هي قصة حبه لفتاة من مدينته إسمها (هدية), لكن أهلها رحلوا بعدما سمعوا بأن إبنتهم على علاقة غرامية مع حضيري, وعندما علم حضيري برحيل عائلة (هدية) فجر يوم من أيام 1954 جن جنونه ,ولم يستطع تحمل الخبر فرحل الى بغداد وغنى في الإذاعة لحبيبته بيت الأبوذ ية التالية :- يروحي إشفادج من لحيتي .....(يلح) جم ماصخ بما صخ ملحيتي .........(مالح)...
كل اللي جرا لي من لحيتي..(اللحية) ..
مستاهله روحي وحيل بيه.

ثم غنى لها في وداعها (بالإشتراك مع صديقه المقرب داخل حسن) أغنية مزج فيها الحزن بالعتاب لأنها رحلت وتركته مهاجراَ الى بغداد التي عاش فيها بقية حياته وحتى وفاته . يغني اولاَ داخل حسن :- يحضيري بطل النوح واهجع اشوية, نوحك بعد شيفيد شالت هديه يجيبه حضيري والله ما بطل النوح عل الفاركوني , وبسم لسم الروح وأعمي إعيوني.
يحضيري بطل النوح نوحك إشفادك
ما تذكر اليهواك إو تارك ودادك
روح الله لا وياك يل عفت الأحباب
ما ظل بعد مشروه وتمر على الباب
مو دخت مو مليت مو شيبتني
ما خفت ربك ليش رحت إو عفتني
يرد عليه داخل خاتما الأغنيه :-

يحضيري بطل النوح واهجع اشوية, نوحك بعد شيفيد مو شالت هدية.

هذه القصة تحكي إحدى قصص الغرام ما بين دجلة والفرات يكتبها الشعراء ويتغنى بها المطربون لتصبح جزءاً من التراث الشعبي الذي يبقى يتوارثه من يحب الطرب الشعبي ويطرب له.

في مقابلة بثت من إذاعة بغداد في ستينات القرن الماضي يحكي داخل حسن واحدة من قصص التواصل بينه وبين حضيري عندما يكون داخل في الناصرية ويغيب عن بغداد طويلاً فيستدعيه حضيري عن طريق الإذاعة وفي أثناء أدائه لوصلته الغنائية بنايل أو أبوذية فينتبه داخل لندائه فيركب القطار (الريل) بإتجاه بغداد .مثلا:-
إتجدم الريل إتجدم الريل ... ذاك المكير ذاك إتجدم الريل.....لا خطوه لا تيل , منك يداخل ليش ؟؟؟
وين إبعدتهم وين إبعدتهم... خايب إهنا يا لريل وين إبعدتهم؟؟.....جان إسألتهم جان إسألتهم... إلهم ولف بالدار جان إسألتهم......

سجل حضيري أولى أغانيه على اسطوانات (طولي يا ليله, يلبس المودة ,وأبوذية فتحية ,وأغنية شريفة الواجفة وابوذية واغنية الناصرية).ثم تبع ذلك تسجيل أغنية هلي يظلام ,وشلك على ابن الناس واكعد اوحاجيني وغيرها كثير حتى بلغ عددها 92 إسطوانة . وهي مجموعة الإسطوانات لشركة بيضافون و(هز مستر فوز) وشركة نعيم للأسطونات وكولومبيا وراديون و شركة سودا الحلبية التي تعرف حضيري من خلالها على وديع الصافي و الموسيقار محمد عبد الوهاب في بيروت عام 1951 وغنى أمامهما أغنية هلي يظلام وأخرها شركة جقماقجي عام1956 . وكان قد إستلم 500 روبية مقابل تسجيله للعشر إسطوانات الأولى في حياته .

هلي يظلام هلي ...ما جابو ولفي إلي . .....خايبين يظلام تره الفركه جوت كلبي جوي.
لا يا هلي الظلام ولا رحم عدكم ........حنوا عليً عاد موش آنه بنكم
لا يا هلي الظلًام ما كو مروه .....خليتو كلبي بنار ومنكم تجوه.

وبعدما أفتتحت الإذاعة اللاسلكية العراقية عام 1936.تم إعتماد حضيري بعد فترة من ذلك كمطرب فيها . ثم إستمر بقية حياته لامعاً مطلوباً من قبل كل العراقيين. غنى النايل والسويحلي والابوذية والعتابه والركباني وغير ذلك وكان مبدعا . ونتيجة لهذا النجاح الكبير ولغرض تطوير الأداء فقد دعاه الأستاذ خليل مدير الإذاعة وقتذاك مع صديقه داخل حسن لتعلم العزف على العود على يد معلم الموسيقي الفنان جوزيف بعد أن إشترى لكل منهما آلة عود بمبلغ 70 ديناراً,ولما صعب عليهما أمر التعلم قررا مقاطعة هذا المشروع بالهروب, فإشتكاهما جوزيف لدى المدير الذي حاول إغراءهما بزيادة الراتب لكنه فشل في إقناعهما على إستئناف التعلم والتدريب الذي وجداه فوق طاقتيهما.

على الرغم من إدعاء بعض ممن كتبوا عن حضيري بأنه كان قد دخل المدرسة الإبتدائية في صغره وتركها مبكرا بعد تعلمه مبادئ القراءة والكتابة , لكن ذلك لا يبدو واضحاً في أثناء الغناء إذ كان ينسى أحياناً بعض الأبيات في أثناء الغناء فيبقى يدور حولها ثم يستدركها ,وأحياناً يرتجل أو يعلق ببعض العبارات وعلى الهواء فلو أنه يجيد القراءة لكان قد وظفها في أثناء الغناء . في أحد أيام الصيف الحارة وعندما كان يغني في الأستوديو (البنكله) خرج من النص فسمعه الناس يصيح (بويه إحتركنه من الحر يا جماعة) . كما ظهرت له تعليقات أخرى في بعض الأسطوانات مثل أغنية (على الله ويا زماني) التي غناها بالإشتراك مع المطربة (مسعود العمارتلي) .

الأبيات التالية أداها بمقام الدشت:-
أتت في صورة الأطياف ليلى بليل فيه قد هاجت شجوني جعلت لها صدري فراشاَ فعافته ونامت في عيوني
بهواها إل مهجتي صابت وعافت ...(العفو) ألوم إو ما برت علتي وعافت... (الشفاء) إجعلت صدري فراش إلهه وعافت...(تركت) تريد إلا بعيوني تنام إهيه  .

قدم عدة أغاني من شعره والحانه . غنى للوطن العربي (روحي للوطن , ويا عرب) . وغنى للعراق أغنية الموصل حلوه وفله و أحيا وأموت عالبصرة التي إنتشرت خاصة بين البصريين . مطلع الأغنية (أحيا وأموت عل البصرة أم الطرب والخمرة) لهذا منع بثها في الإذاعة في مطلع ستينات القرن الماضي بسبب ورود كلمة الخمر فيها إسوة بأغنية (إشرب كاسك وتهنه,واطلب علي وتمنه). لكن الناس ظلوا يغنونها بالشكل التالي : (أحيا وأموت عالبصرة خلت بكليبي حسرة) . ومن الاغاني المشهورة والتي لحنها بنفسه اغنية (عمي يبياع الورد) وهي التي أصبحت فيما بعد رمزاَ تراثياَ رائعاَ وكذلك أغنية وياك أروحن حبيبي وياك أروح .

عمي يبياع الورد كلي الورد بيش
بالك تدوس على الورد وتسوي خله
باجر يصير إحساب يبه لله إشتكله
مو كل ورد زرعوه ورد والريحه طيبه
يصح ورد مو خوش ورد إلراسك يشيبه...

من أشهر البستات التي غناها حضيري :- ويل كلبي , يمه الولد زعلان, على الله ويا زماني, يا روحي بس, العلوية, اليوم كلبي, يدرون يا حسن.

في 16 تموز عام 1958 وعلى اثر مقتل نوري السعيد في منطقة البتاوين وهو متخف بعباءة نسائية, طلع علينا حضيري في الإذاعة وهو يغني على الهواء بهذه المناسبة أغنية (يم العبايه) للمطربة السورية سهام رفقي وكالتالي :-
يم العبايه .... حلوه عباتج , من جوه العبايه .... بينت شيباتج. والى أخير الأغنية وبكلمات تناسب وصف الواقعة.

كتب أغانيه كل من الشعراء جبوري النجار ,عدنان السوداني ,محسن عبد الصاحب ,عبيد الحلي ,رضا الهنداوي ,قاسم الخطيب , علي بري ,ملا حميد السداوي ,الحاج زاير دويج , وغيرهم. ارسل الفنان محمد عبد الوهاب رسالة الى حضيري يدعوه فيها لزيارة مصر , وعندما سمعه عبد الوهاب قال إن في صوتك موسيقى طبيعية . أما طه حسين فقد أعجب بصوته عندما سمعه يغني أغنية (إحميد يا مصايب ألله) خلال حفل في لبنان حضره طه حسين .

كانت هناك إذاعة تسمى (محطة الشرق الأدنى للأذاعة العربية) تبث برامجها من قبرص كما أتذكر ,وفي برنامج (طلبات المستمعين) وفي مساء كل يوم ثلاثاء بالذات ,تذيع أسماء طالبي أغنية (احميد يا مصايب الله) إذ يربو عدد طالبيها على عدة مئات .

تقول الأغنية :-
أرد اشتكي لأهل الهوى حالتي ,واحجيلهم بما جرت قصتي ,ولفي هجرني بلا سبب وهو السلب راحتي احميد يا مصايب الله.
سلوني بعيد الدرب حكهم لكوا غيري اونسوني يا كلبي بيمن بعد إتأمن يخايب يا كلبي .
من بعد هجره ضاك مني الصدر, آني التنيته وكت العصر, سلمت لكن رد سلامه بزجر , كلي شلك عندي كتله أعتذر,كالي إبتعد عني او فك ياختي حميد يا مصايب الله.
كتله حبيبي آنه لك وانت لي ,كلي إبتعد ليشوفنه عاذلي , يروح من وكته ويخبر هلي , هم تنحرم من شوفتي وهم تبتلي, وما توصل الحارتي حميد يا مصايب الله. ....ألخ.

أحيا حفلات غنائية في عدة دول عربية بعد أن ذاع صيته وانتشر فنه الغنائي .

الفلم الوحيد (الذي قامت شركة الرشيد بإنتاجه) لحضيري هو فيلم عراقي – مصري مشترك يجمع الغناء بالتمثيل وذلك عام 1946 واسمه (ابن الشرق) ,سيناريو وإخراج ابراهيم حلمي اشترك معه مديحة يسري وبشارة واكيم والمغنية الممثلة نورهان وعزيز علي وآخرون, وغنى فيها أغنية (عمي يبياع الورد كلي الورد بيش) التي لحنها حضيري نفسه إلا أن المؤسف في الأمر عدم توفر الموسيقيين الذين بإمكانهم عزف اللحن بالطريقة العراقية المتميزة في أثناء تسجيل لقطات الفلم , فاضطر حضيري لأدائها بطريقة مختلفة ضاعت معها روعة اللحن والأغنية . عرض الفيلم في بغداد في 20 – 11 – 1946 في سينما غازي .

غنى حضيري كل الأطوار الغنائية تقريباَ . فالى جانب ما ذكرنا فقد غنى أطوار الحياوي ,الغافلي , العنيسي ,الشجن , العياش , المنصوري ,الشطيت ,اللامي, الصبي ,الجادري ,الملائي, المخالف ,الى جانب النايل والعتابه وغير ذلك حتى تجاوز رصيده من الأغاني 200 الى جانب 92 إسطوانه كما ذكرنا, وظلت أغنية عمي يبياع الورد عالقة في أذهان محبي هذا المطرب العراقي الفطري. ردد أغانيه عشرات من المطربين العراقيين والعرب ,واصبحت أغانيه من التراث العراقي الصميم .ولازال الكثير من المغنيين الجدد يرددون أغاني حضيري الخالدة .

رحل حضيري في 25-1-1972 مخلفاَ وراءه مكتبة ثرة من الأغاني الرائعة تشكل زاداَ كبيراَ للإذاعات العراقية والعربية لمحبي الغناء العراقي الأصيل.

أقيم له حفل تأبيني ضخم تقدمه المطرب محمد القبانجي الذي ألقى كلمة بليغة بحق حضيري أبو عزيز ,كما رثاه العديد من الشعراء . لقد اعطى المطرب الفنان محمد عبد الوهاب رأيه في الغناء العراقي حين قال :- كل الغناء العربي يدور في فلك الغناء المصري ما عدا الغناء العراقي فهو غناء له خصوصيته.


 2015



 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter