|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  10  / 12 / 2019                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

الى المتشككين بقدرة الانتفاضة

صبيح الزهيري
(موقع الناس)

اثناء رصدي لعملية تطور الانتفاضة لا حظت ان هناك من يشكك بانتصار الانتفاضة بسبب امكانيات النظام الحالي القمعية و المادية و اعتماده على العامل الاجنبي و الاقليمي و الطائفي و العشائري و الاثني . ومن منطلق الشعور بالمسؤولية كتبت هذه المساهمة البسيطة :

عليكم ان تعرفوا ما هي الانتفاضة . الانتفاضة يا سادتي هي اختمار ثوري جماهيري ينشأ في ضمير الشعب عبر شعور متواصل بالظلم و التهميش و الاستعباد و يتطور من مرحلة الى اخرى تدريجيا كالمرض في الجسد الانساني . فهو يبدأ بممارسات تذمر و احتجاجات بسيطة و متقطعة ثم يتكاثف كالغيوم المتقطعة ليشكل غيمة سوداء معبأة بالريح العاصف (اي الثوري) ويتم هذا عبر زمن قد يطول او يقصر . وان الذي يزيد من سرعة نضوجه هو النظام الحاكم نغسه . فهو الذي يغذيه بوقود التسخين الى ان يصل الى حالة الاشتعال كالاشجار اليابسة وقد يشتعل فجأة كما تشتعل الحقول اليابسة من عود ثقاب او زجاجة معرضة لاشعة الشمس -(تذكر ما حدث في تونس البو عزيزي وكذلك ذلك الجندي العراقي المنسحب من الكويت عندما حطم احدى جداريات صدام الموجودة بالبصرة فانفجرت انتفاضة اذار عام 1991).

وقد علمتنا تجارب الشعوب ان الغضب اذا انفجر فمن الصعوبة اطفائه بسهولة وحتى لو انطفأ فانه سيشتعل غدا و بشكل اقوى لان بيئة المجتمع مهيأة لا شتعاله مرة اخرى . وهكذا لن تستطيع السلطات اطفاء ناره في المرة القادمة طالما مادة الاشتعال موجودة وهي استمرار الازمة والقمع و التهميش و البؤس . وهكذا ما رصدناه بالعراق منذ 2003 و لغاية اليوم فدائرة الحريق تزداد وتتسع مع مرور الوقت بسبب التظام الطائفي الرجعي العميل الموجع لشعبه السارق لقوته وكرامته .تبقى قضية من الضروري ان ننبه عنها وهي ان السلطة تستطيع بالبداية ان تحاول قمع الانتفاضة بشراسة بسبب كونها تمتلك امكانيات ذلك القمع و لكن امكانيات قمعها تتضاءل مع الوقت بسبب اولا صمود المنتفضين الذيين سيشلون قدرتها في ادارة شؤؤن الحكم و ثانيا ان هؤلاء المنتفضين يشكلون قمة جبل اجنماعي اي طليعته و تحت هذا الجبل قاعدة من الجماهير تتسع افقيا و تزود بالمدد المتواصل اي ان القاعدة الجماهيرية تشكل العمق الاستراتيجي لقمة جبل الانتفاضة .

ولو استعملنا لغة علم الاجتماع فان نسيجا سايكوجيا سيتماسك و يتعقد و يتوحد و يتطور كما و ونوعا ويكون تطوره بشكل طردي مع مؤشر صمود المنتفضين من جهة و عناد السلطات من جهة اخرى بحيث يتحول الى معول ينخر جسم النظام الحاكم من الاسفل مما يوهيأ وقت سقوطة دراماتيكيا في اية لحظة . وهذه الحالة جربتها جميع شعوب الارض وارختها جميع ثورات الشعوب في التاريخ الانساني . لذلك فاني مقتنع قناعة تامة بان النظام العراقي الحالي قد سقط منذ الاول من اكتوبر بعدما نخرته الهبات الجماهيرية السابقة وهو الان يعاني من سكرات الموت . اما عنجهبته وبلطجته فهي رفسات من يصارع سكرات الموت فاليطمأن المتشككون بان الانتفاضة منتصرة لا محالة غدا.

ملاحظة لابد من ذكرها حول ابرز اسباب التشكيك:
التشكيك يأتي من : ضعف الوعي النظري عند ذوي النوايا الحسنة المتاتي من ضعف متابعتهم لتجارب الحركات الثورية عند الشعوب ,وكذك فقرهم النظري بالماركسية وخاصة في موضوعة ربط الحاضر بالماضي و استشراف المستقبل. وكذلك ربط القانون بالظاهرة و الظاهرة بالحالة والتي هي افراز موضوعي للظاهرة و القانون .


 10/12/2019
 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter