|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  10  / 7 / 2016                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

حفلة شواء عراقية

عادل صبر سالم
(موقع الناس)

.. في أواخر ايام رمضان تعوّد العراقيون أن تخرج عوائلهم بعد الافطار للتبضع أستعدادا لقدوم العيد لسببين الاول ان ايام العيد تشهد تقريبا المحلات التجاريه وخصوصا محلات المواد الغذائيه الاغلاق التام لذلك يقوم العراقيون بتخزين المواد اللازمه التي يحتاجوها خلال عطلة العيد والسبب الثاني بالتأكيد هو لزوم تهيئة الملابس الجديده وبالذات للاطفال المحتفلين .

هذه العادات الموروثه لم تفارق الناس في العراق رغما عن الاحداث المأساويه والاحزان المستديمه التي لم تفارق حياة الناس هنا فمن الحروب المستمرة الى الحصارات المتواليه مرورا بالكوارث المختلفه .

الكرادة العراقيه ظلت وطنا عراقيا مصغرا لم تؤثر فيه الاحداث الطائفيه فبقيت موزائيكا متجانسا متألفا يسكنه العربي والكردي والتركماني والمسيحي والشيعي والسني والتي ربما اصبحت من زمن بعيد المركز الرئيسي لتسوق البغداديين في مثل هذه الايام حيث تشهد اسواقها حركه استثنائيه تختلف كثيرا عن حركة بقية الايام فتمتلئ محلاتها وحتى ارصفتها بالبضاعة اللازمة واللائقه لاستقبال العيد .

الساعة الان تقارب منتصف الليل وحركة الشارع والمارة والاسواق بالعكس من المتوقع اخذة بالارتفاع والزيادة لا بالانخفاض فلم يدر في بال احدهم ان هناك شيئا سيحدث باعتبار ان حوادث التفجير كانت تحدث في النهار او اول الليل وزيادة بالاطمئنان كانت القوات الامنيه قد اغلقت طرق الحي امام السيارات .

فجأة جاءت الاوامر بالسماح للسيارات بدخول الحي والشارع الرئيس بعد ان تمر بسيطرات فحص اجهزة السونار كاشف المتفجرات , لم يمر من الزمن حتى أقل من نصف ساعة حتى سمعت بغداد كلها سماع دوي انفجار لم يحدث شبيها له من قبل , لقد شهد حي الكرادة من قبل انفجارات سابقه تختلف بشدتها وطابعها الاجرامي عن بقية الانفجارات التي شهدتها شوارع واسواق ومحلات العاصمه بغداد ولكن الذي حدث هذه الليله أن العدة قد أعدت تبركا برمضان واحتفالا بقدوم العيد لشيء مختلف وهو اعداد حفلة شواء ادميه عراقيه تم فيها شواء ونحر ما يقارب 500 عراقي بين مشوي ومسلوق ومذبوح ومقطع ومذاب ومنصهر تماما ولم يعد له وجود بتاتا وكأن الله لم يخلقه يوما .

أيها الناس اينما كنتم تسكنون شرقا ام غربا وشمالا أم جنوبا في دنيا الله الواسعه . ايها الاقوام والاديان والمذاهب كيفما كنتم , هل شهدتم يوما وطنا كريما يعد العدة في العيد لابناءه حفلة شواء أدميه ؟
 
                                             
 




 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter