|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  10  / 7 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 


الشهيد (عدنان البراك) نجم ساطع في اول مؤتمر لاتحاد الطلبة العام في العهد الجمهوري
 

فاضل فرج خالد اللطيفي

كما هو معلومٌ فان الاتحاد العام لطلبة العراق قد عقد اول مؤتمر له (بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وبعد اجراء انتخابات طلابية حرة نزيهة) وذلك في يوم 16/2/1959 و قد استمرت اعماله لعدة ايام ،وانعقدت جلسة الافتتاح على قاعة (سينما الخيام) في الباب الشرقي وكانت برعاية وحضور الزعيم (عبد الكريم قاسم) حيث القى خطابا بهذه المناسبة وبعدها القى الشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) قصيدة تحية للمؤتمر مطلعها :

أَزف الموعدُ فالوعدُ يعنُ      والغدُ الحلوُ لاهليه يحنُ

ثم القى وزير التربية (محي الدين عبد الحميد) كلمة بالمناسبة وبعدها كانت كلمة رئاسة جامعة بغداد القاها رئيس الجامعة (الدكتور عبد الجبار عبدالله) وبعدها انتقل المؤتمر ليواصل اعماله في قاعة الشعب - باب المعظم والتي ضمت الطلبة المؤتمرين من طلبة بغداد و طلبة بقية الالوية (المحافظات) اضافة الى وفود مدعوة من دول العالم المختلفة ومنهم وفد كبير من طلبة الجمهورية العربية المتحدة باقليميها الشمالي (سورية) والجنوبي (مصر) وكذلك كان هنالك وفد (اتحاد الطلبة العالمي) برئاسة رئيسه (يرجي بليكان) وقد تناوب على ادارة جلسات المؤتمر عدد من الوجوه الطلابية التي لها ماض عريق في النضال الطلابي من امثال مهدي عبد الكريم وعدنان البراك وصاحب ميرزا وآخرون كما وقد عهدت لي مهمة تدوين محاضر جلسات المؤتمر .

وبعد ان قطع المؤتمر شوطا لابأس به من جدول اعماله المقرر، بدأ وفد الجمهورية العربية المتحدة يسفر عن نواياه رويدا رويدا في الكلمات التي كان يطلب فيها الكلام البعض من اعضائه بحيث كانت مراميه وفقا لتعليمات يبدو انه زود بها من الجهات التي ارسلته في تحويل المؤتمر وحرفه عن اهدافه التي رسمت له بدقه وتحويله الى منبر سياسي يتم في قاعته بث اقاويل وحكايات ليس لها سند قانوني لحرفه عن الخط التقدمي الذي تسير عليه حكومة الرابع عشر من تموز وقائدها الزعيم عبد الكريم وكذلك تخرصات اخرى منها مثلا حصول تزوير في الانتخابات الطلابية لصالح طلبة موالين لحكومة الثورة ....الخ .

ومما يذكر في هذا الصدد ان الجلسة التي كال فيها الاتهامات والاقاويل الكاذبه رئيس وفد الجمهورية العربية المتحدة في خطاب طويل عريض يحوي تلك الشاكلة من الاتهامات التي لا تقوى امام الحقائق الدامغة ، اقول ان تلك الجسلة كان يديرها ويرأسها عضو هيئة الرئاسة (عدنان البراك) وبعد ان انهى رئيس الوفد المذكور سلسلة اكاذيبه واقاويله المغرضة انبرى له المناضل عدنان البراك باسلوب هاديءٍ وكلام بليغ بعيدا عن الانفعال مفندا تلك الاتهامات والاقاويل المغرضة واحدة تلو اخرى ذاكرا الحقائق باسلوبه العلمي وبحججه الدامغة ولقد استمر واقفا امام الميكرفون لاكثر من ساعتين متواصلتين دون ان يكل او يمل او ينفعل او يقاطعه احد من المؤتمرين وهو يسوق الدليل تلو الدليل على كذب تلك الادعاءات .

ان ما قام به عدنان البراك في الاستمرار في الكلام المستند على الحقائق لمدة تزيد على الساعتين له ظاهرة متفردة لا يقوى عليها الا من كان قائدا جماهيريا ذو حنكة وتجربة كبيرة في النضال اليومي لشعبه وان مبادرته تلك اخرست ألسن الوفد الذي صاغ تلك الاكاذيب فاسكتته حتى انتهاء المؤتمر من اعماله وبعد ان انتهى عدنان البراك من كلامه البليغ المستند الى الحقائق دوت عاصفة من التصفيق من قبل المؤتمرين استمرت لعدة دقائق تحية لهذا القائد الطلابي الهمام  .


 




 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter