|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  8  / 11  / 2007                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لنتساءل بصوت عال

زكي رضا
(موقع الناس) 

انطلقت ومنذ فترة حركة اعتصامات وتظاهرات امام السفارات السعودية في الكثير من البلدان وخصوصا في بلدان امريكا الشمالية واوربا للتنديد بفتاوى التكفير و القتل التي افتاها ممن يسمون انفسهم بعلماء دين ضد اتباع المذهب الشيعي تحديدا في العراق والعالم .
ان ما يسمى برجال الدين هؤلاء لن يستطيعوا ان يفتو باية فتوى مهما كان حجمها وتأثيرها من دون الرجوع لاولي الامر في المملكة وفي هذه الحالة فان اولي الامر هم العائلة المالكة . وهذا يعني ان العائلة المالكة وافقت وباركت هذه الفتوى وستبارك غيرها لتثبت علو كعبها حالها حال الاخرين من دول الجوار في التدخل في الشأن العراقي . وهي بذلك تكشف بشكل سافر عن وجهها الطائفي الكريه .

ولما كان من حق القوى الشيعية المنظمة لهذه الفعاليات ان تتظاهر وتستنكر وتعتصم وتمارس كل انواع النضال السلمي من اجل فضح العائلة المالكة في السعودية امام الرأي العام العالمي وفضح دورها في اثارة الحقد والكراهية بين المسلمين في كل ارجاء العالم . فان من حق المتابع ان يتساءل ليس بخجل بل بصوت عال حتى وان وصل الى حد الصراخ . هل هدف هذه الفعاليات هو ايقاف التدخل السعودي الوهابي في شؤون العراق ام وقف فتاوى التكفير بحق اتباع المذهب الشيعي والذين يمثلون النسبة الاكبر سكانيا من المسلمين العرب في العراق ؟

فاذا كان الهدف من هذه الفعاليات هو وقف هذه الفتاوى ودعم الاسرة الحاكمة لها . فللقوى المنظمة الحق في التظاهر على اساس طائفي ومذهبي لمطالبة السعوديين بالضغط ( وهم قادرون ) على المؤسسة الدينية الوهابية للكف عن اصدار مثل هذه الفتاوى التي تسيء لعشرات الملايين من المسلمين وتكفرهم .

اما اذا كان الهدف هو وقف التدخل السعودي في الشان السياسي العراقي الداخلي فعلينا اذا في هذه الحالة النظر الى الامور بشكل اخر وعدم الكيل بمكيالين عندما يتعلق الامر بالعراق كبلد يخص جميع العراقيين وليس اتباع طائفة معينة دون اخرى .

ان الكيل بمكيالين من قبل الاطراف المسؤولة عن عدم استقرار الوضع السياسي في العراق و هي الاحزاب الطائفية الشيعية والاحزاب الطائفية السنية والبعثيين والاحزاب القومية يبدا وللاسف الشديد . عندما تعمل هذه الاطراف على نفي او التقليل من حجم التدخل الاقليمي لهذه الدولة او تلك في الشأن العراقي تبعا لانتمائها المذهبي او القومي . من دون التفكير مطلقا بمصلحة البلد .

ولهذا نلاحظ ان قوى الاسلام السياسي الطائفية السنية والاحزاب العروبية لاترى الا التدخل الايراني ( الصفوي حسب ادبياتها ) في الشأن العراقي اما تدخلات القوى الاقليمية الاخرى كالتدخل السعودي او السوري وحتى التركي فانها ان لم تكن مبررة من جانبها للحفاظ على عروبة العراق ووحدته ( مثلما يدعون ) فانهم ينكرونها او يقللون من شأنها في افضل الحالات .

اما قوى الاسلام السياسي الطائفية الشيعية فهي بدورها ايضا ترى تدخلات كل دول الجوار وبقية القوى الاقليمية الا التدخل الايراني وتعمل حالها حال الفريق الاخر على انكار التدخل الايراني ( الذي يعترف به المسؤولين الايرانيين ) او التقليل من شأنه في افضل الحالات .

وعليه فانني اقترح على القوى والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل ليل نهار من اجل تنظيم هذه الفعاليات امام السفارات السعودية . ان تثبت وطنيتها وتنسق مواقفها مع اكبر طيف ممكن من القوى والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني العراقية لتعيين ايام محددة وساعات محددة للقيام بمظاهرات واعتصامات متزامنة امام سفارات الدول التي تتدخل في الشأن العراقي دون استثناء سواء كانت السعودية ام سوريا ام ايران ام غيرها . لان التدخل السعودي الوهابي لايقل خطورة عن التدخل الايراني او التدخل السوري او اية قوى اقليمية اخرى .

ان مثل هذه الفعاليات ستزيد من اللحمة بين ابناء شعبنا وتوجه لطمه الى وجه الارهاب بمختلف تلاوينه . فهل القوى السياسية العراقية قادرة على تنظيم مثل هذه الفعاليات ؟

الدنمارك
٨/١١/٢٠٠٧
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter