|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  7  / 5 / 2018                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

السيّد السيستاني على مسافة واحدة من الخوش ولد والموخوش ولد!!!

زكي رضا
(موقع الناس) 

أخيرا وبعد ترقّب كبير من الشارع العراقي لآخر خطبة جمعة قبل الأنتخابات البرلمانية والتي ستجري بعد أيّام قلائل، تلك التّي شدّت اليها أبناء شعبنا التوّاقين للخلاص من فساد الطغمة الحاكمة بالخضراء من جهة، ومن أصحاب الأوهام الكبيرة من "ساسة ومثقفين" في أن يتّخذ السيّد السيستاني موقفا صريحا من الفاسدين من جهة أخرى. تمخّض جبل السيّد السيستاني الكبير عن فأر لا يُرى حتى من خلال تلسكوب هابل الفضائي، ليتبخر حلم أو أحلام من يشدّ أزره بالمؤسسات الدينية على أختلاف أديانها ومذاهبها، وأحلام من كان ينتظر منه موقفا واضحا ضد منظومة الفساد ورموزها التي جعلت شعبنا ووطننا "كعصف مأكول".

أمور عدّة تناولتها خطبة السيد السيستاني والتي ألقاها كالعادة الشيخ "عبد المهدي الكربلائي"، وبعيد عن تكرار ما قاله حول دور المرجعية في إجراء أوّل أنتخابات تشريعية بالبلد "دون ذكر تبنّيه للقوائم الطائفية الشيعية وقتها طبعا !!"، وضرورة التبادل السلمي للسلطة. فأننا نستطيع أن نشير الى صحوة ضمير في الوقت الضائع والتي لا تعني شيء سوى الضحك كما الفاسدين على ذقون فقراء شعبنا. فالمرجعية أكتشفت اليوم فقط وبعد أن بحّ صوت القوى المدنيّة وغيرها ليقول: أنّ المسار الأنتخابي لا يؤدي الى نتائج مرضية الا مع توفر عدّة شروط منها "أن يكون القانون الأنتخابي عادلا ويرعى حرمة أصوات الناخبين ولا يسمح بالألتفاف عليها"!!. ماذا تقولون ايها السيد السيستاني، فهل قانون سانت ليغو 1.7 قانون عادل!؟ وإن لم يكن عادلاً وهو فعلا كذلك، فأين كنتم ساعة أقراره وتطبيقه؟ ولِمَ لمْ تقولوا في خطب الجمع التي تلت تبنّيه من أن هذا القانون غير عادل ولا يرعى حرمة أصوات الناخبين ويسرقها، وهل طرحها اليوم وفي هذا التوقيت تحديدا سيفيد الناخب بشيء أو هل سيغيّر الفاسدون القانون الأنتخابي بعد سماع خطبتكم هذه!؟ من الأمور السلبيّة التي تحسب على المرجعية ، هو الحديث عن قانون أنتخابي ظالم بعد ثلاث دورات أنتخابية والرابعة ستجري على شاكلتها، هذه الدورات التي جعلت بلدنا من أكثر بلدان العالم فساداً على مرّ التأريخ. فساد طال كل مناحي الحياة ومنها حياة المرجعيّة والوقف الشيعي والعتبتين العباسية والحسينية، أسألوا عن مشاريع هذه الجهات ورساميلها لتعرفوا أنّ الفساد اليوم ليس ظاهرة بل وباء سيقضي على وطننا وشعبنا، أن لم يتغيّر نهج الحكم. فالأصلاح اليوم هو كأعطاء مريض بالسرطان حبّة أسبرين لذا فأنّ التغيير هو المطلوب، أي بتر العضو المسرطن وبمعنى آخر أبعاد الأحزاب الدينية الفاسدة والمتحاصصة معها عن السلطة أو تحجيمها كي لا تلعب دوراً مهماً في الحياة السياسيّة للبلد ، بعد أن ترجمت وجودها على رأس السلطة منذ الإحتلال لليوم الى خراب كامل وشامل.

تطرق السيد السيستاني في جانب آخر من خطبته على ضرورة تنافس القوائم الأنتخابية على "برامج أقتصادية وتعليمية وخدمية قابلة للتنفيذ بعيدا عن الشخصنة والشحن القومي أو الطائفي أو المزايدات الإعلامية"!!

و هل تعني هذا الكلام ، أنّ التنافس خلال دورات ثلاث بين القوى الطائفية لم يكن على أساس برامج أقتصاديّة وتعليمية وخدمية!!؟؟ يا للهول ماذا كنتم تفعلون أذن وأنتم كما يقال ، صمّام أمان هذا البلد المنكوب بحكم الأسلام السياسي وعمائمه. هل كانت المرجعية في سبات طيلة هذه المدّة من عمر الوطن، أم أنّ القريبين منها حولّوا العراق أمام أعينها الى جنات عدن تجري من تحتها الأنهار!!؟؟ يا ويلي على العراق من حكم العمائم.

كما تطرّق السيد السيستاني في مكان آخر من خطبته الى منع "التدخل الخارجي في أمر الأنتخابات سواء بالدعم المالي أو غيره، وتشديد العقوبة على ذلك"!! هنا علينا أن نتفق مع السيد السيستاني حول هذه التوصية، لكن من يحدد شكل العقوبة وشدّتها؟ هل لدينا مفّوضّية مستقلة للأنتخابات والتي نصّ على أستقلاليتها الدستور لتحاسب عملاء الدول الخارجيّة والتي يعرفها شعبنا بالأسم وتمنع أستمرارهم في السباق الأنتخابي، أم هناك قضاء مستقل ونزيه ليقدّم هؤلاء الى محاكمة عادلة؟ ولا ندري لماذا تجاوز السيد السيستاني أمراً لا يقل أهمّية عن التدخل الخارجي، وهو أستخدام أجهزة الدولة في الدعاية الأنتخابية علاوة على المال السياسي المنهوب أصلا من قوت فقراء شعبنا وجياعه، أم أنّ ما وراء الأكمّة ما وراءها؟ وهل يعرف السيد السيستاني أن القوى الخارجية لها قوائم ميليشياوية ستدخل البرلمان، أي سيكون لهذه الدولة أو تلك مقاعد نيابية في برلمان عليه أن يكون عراقيّا.

أستمر السيد السيستاني في خطبته ليقول: ومن المؤكّد أنّ الأخفاقات التي رافقت التجارب الأنتخابية الماضية - من سوء إستغلال السلطة من قبل كثير ممّن أُنتخبوا أو تسنّموا المناصب العليا في الحكومة، ومساهمتهم في نشر الفساد وتضييع المال العام بصورة غير مسبوقة، وتمييز أنفسهم برواتب ومخصصات كبيرة وفشلهم في إداء واجباتهم في خدمة الشعب وتوفير الحياةالكريمة لأبنائه - لم تكن الا نتيجة طبيعية لعدم تطبيق العديد من الشروط اللازمة - ولو بدرجات متفاوتة- عند إجراء تلك الإنتخابات ، وهو ما يلاحظ - بصورة أو بأخرى - في الأنتخابات الحالية أيضا، ولكن يبقى الأمل قائما بأمكانية تصحيح مسار الحكومة وإصلاح مؤسسات الدولة من خلال تضافر جهود الغيارى من أبناء هذا البلد وأستخدام سائر الأساليب القانونية المتاحة لذلك". هل تعلم المرجعية أن الذّين أُنتخبوا لثلاث دورات سابقا من الذّين أساءوا إستغلال السلطة وساهموا في نشر الفساد ونهب المال العام وغيرها من المفاسد، رشّحوا أنفسهم من جديد وفي ظل قانون أنتخابي فُصّل خصيصا على مقاساتهم ليعودوا من خلاله الى السلطة التي لم تفارقهم لليوم. لذا فأنّ ألأمل بأمكانية تصحيح مسار الحكومة وإصلاح مؤسساتها بوجود هذه الوجوه الكالحة، هو ضرب من الخيال ليس الا. أمّا محاولة تخدير شعبنا في عدم أنتفاضته ضد واقعه المزري من خلال المطالبة بـ"أستخدام الأساليب القانونية للتغيير"، فتعني الوقوف الى جانب الفاسدين وإن بشكل غير مباشر لأنهم أسلاميون ليس الّا. كون إستمرار سلطة الفساد الأسلامية لأربع سنوات قادمة تعني تراجع الأمل بأي تغيير عن طريق السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولا يبقى حينها أمام شعبنا الا أن ينتفض بوجه آلة الفساد الأسلامية ومن يقف ورائها.

ثالثة الأثافي خطبة الجمعة : أن المرجعيّة الدينية العليا تؤكّد وقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشّحين ومن كافّة القوائم الأنتخابية .... "!! هنا سنعود الى عنوان المقالة لنقول: هل من العدل أن تقف المرجعية على مسافة واحدة بين من أساؤوا إستغلال السلطة وساهموا بنشر الفساد ونهب المال العام وغيرها من الموبقات وبين غيرهم ممّن لم تتلوث أياديهم بالأمور التي أشارت أليها الخطبة ؟ نقول في لهجتنا المحكيّة عن الرجل الشريف والنزيه "خوش ولد" والـ "خوش ولد" هذا كان ولايزال محل إحترام الناس وتقديرهم للخصال الحميدة التي يحملها، ونقول للحرامي والفاسد والمرتشي "مو خوش ولد" والـ "موخوش ولد" هذا كان في زمن غير زمن الطاعون الأسلامي الذي نعيشه اليوم محل إحتقار وأزدراء الناس وأبتعادهم عنهم. ولا ندري كيف يمكن للسيد السيستاني أن يقف على مسافة واحدة بين "الخوش ولد" و "الموخوش ولد"، والثاني لازال يسرق وينهب ويقتل ويخون!!؟؟

ولأننا أستعرنا القليل من لغتنا المحكيّة الجميلة فلا نرى بأس من قول...

الإمام اللي ما يشوّر يسمّوه أبو الخرگ .



الدنمارك
5/5/2018

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter