| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأربعاء 7 / 11 / 2007 زكي رضا كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
فلتانه دائره سي
زكي رضا
(موقع الناس)
يحكى ان أحد الوجهاء العاطلين عن العمل ، اثناء الحكم العثماني ( النزيه جدا والذي يشبه الى حد بعيد من حيث الممارسات حكومتنا الوطنية الحالية حفظها الله !!! ) توجه الى احد اقرباؤه وكان واليا على العاصمة الاقليمية المهملة والمنسية حينها ( وللان ) بغداد . طالبا منه العمل في احدى دوائرها . بالرغم من انه لم يكن يحمل اية مؤهلات تؤهله لأية وظيفة حتى لو كانت جامع قمامة ( مع كامل الاحترام لاصحاب هذه المهنة ) . حاله حال الكثيرين من المسؤولين العراقيين الحاليين وخصوصا وكلاء الوزراء و المحافظين ونوابهم والالوية والعمداء. وبقية المراتب في الداخلية والدفاع والمستشارين السياسيين للعديد من المسؤولين الرفيعي المستوى في الدولة والمدراء العامين .
فرفض الوالي طلبه ليس لعدم كفاء ته والعياذ بالله . بل لعدم وجود وظائف خالية لان الاوضاع في الولاية مضطربة وغير طبيعية وهناك الكثير من المسؤولين غير النزيهين ( والوالي من ضمنهم طبعا !!!!!!!! ) . والمرتشين يقومون بتوظيف اشخاص وهميين في دوائر وهمية - ( كحمايات اعضاء الحكومة و نواب البرلمان مد ظلهم العالي ) . فرد الوجيه العاطل ، هذا يعني ان الامور ( فلتانه ) فرد الوالي بالايجاب .
فتوجه صاحبنا الى اقرب مقهى ، حيث يجلس امثاله من العاطلين عن العمل . وعلق يافطة من المقوى في المقهى كاتبا عليها ( دائره فلتانه سي ) . ووظف عدد من زملاءه العاطلين عن العمل ، على ان يتوجهوا الى المقابر . ويحصلوا على رسوم من الاهالي ، الذين يريدون دفن موتاهم . وهذه الرسوم تتصاعد حسب المستوى المعاشي لعائلة المتوفي . ولم تمض الا فترة قصيرة ، حتى تحسنت الامور الاقتصادية لصاحبنا . خصوصا وان عزرائيل قد ترك كل البلدان . وجاء بكل مساعديه ، وحتى العاطل منهم عن العمل ، للعمل وبساعات اضافية في العراق . نتيجة للدعوات المتواصلة لأولي الامر له اي لعزرائيل واتباعه ( كحال العراق اليوم ) . وشاءت الصدف ان تتوفى زوجة الوالي . وفي المقبرة وقبل الدفن ، جاء وكلاء مدير دائره فلتانه سي مطالبين ذوي المتوفاة برسوم الدفن . فتعجب الوالي وسألهم عن هذه الرسوم وهذه الدائرة التي لم يسمع بهما سابقا فأخبروه بما يعرفون عن الدائرة وعن مديرها العام . وطلب الوالي بجلب قريبه وسأله عن هذه الدائرة . فما كان من الوجيه الا ان يذكر الوالي بمقولته التي قالها للوجية من ان الامور في البلد ( فلتانه ) .
وحال عراقنا اليوم وبفضل الاخوة المؤمنين من الذين يديرون دفة البلاد لا يختلف بشيء عن الاوضاع في تلك الحقبة المظلمة ( ان لم يكن اسوأ ) وحكامنا لايختلفون بشيء عن الوالي . اما المسؤولين الكبار والصغار فلكل منهم دائرة اسمها (دائره فلتانه سي ) . والا هل يعقل في بلد تقوده احزاب اسلامية ، تحض الناس على الايمان بالله والالتزام باصول الاسلام ( لا نعرف اي اسلام ، هل هو اسلام شيعي ام سني ووفق اي مذهب ) قبل ان تصل الى السلطة . ان تتناسى كل شيء عن الاسلام بعد وصولها الى السلطة . وتبدأ بسرقة وبيع البلد بالمفرق والجملة ، وتوظف اتباعها الاميين في مراكز الدولة الحساسة .
و هل يعقل ان يكون مسؤول الحمايات في المتحف الوطني العراقي ضابطا رفيع المستوى برتبة عميد ( من الاحزاب الشيعية الحاكمة ) . وظيفته حماية ما تبقى من آثارنا التي كانت ولا زالت عرضة للنهب ويكون هذا المحروس ( بسبع الدجيل ) اميا .
سؤال اطرحه على وزيري الداخلية والدفاع وعلى رئيس وزرائنا الساهر ( والمطرب كاظم الساهر ) على خدمة ابناء شعبه . واذكرهم من ان العراق وبجهودهم هذه تحول الى عراق فلتانه سي .
الدنمارك
٧/١١/٢٠٠٧