|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  5  / 10  / 2007                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

من هم اصدقاء الكرد ؟

زكي رضا
(موقع الناس) 

هل بات الكثير من العرب العراقيين ، وخصوصا الديموقراطيين والعلمانيين منهم ، يعضون اصابع الندم لوقوفهم ولعقود طويلة الى جانب الشعب الكردي ونضالاته من اجل نيل حقوقه العادلة ، بعد ان كانوا ولايزال الكثير منهم يدافعون عن قضايا الشعب الكردي ، اكثر احيانا من القيادات الكردية نفسها (اي ملكيين اكثر من الملك) . وهل سيخسر الشعب الكردي اخلص اصدقائه بسبب النظرة المصلحية الضيقة للقيادات الكردية مستقبلا . وخصوصا من ان هذه القيادات لم تتخلى عن اصدقاء وحلفاء الامس فقط بل وتحالفت مع قوى تكن لها ولتطلعات شعبها العداء في اي ظرف سياسي آمن وليس كالظرف الذي يمر به العراق الان .

ان الموقف الكردي الاخير من قرار الكونجرس الامريكي بتأييدهم تقسيم العراق على اساس طائفي سوف يبعد الكثير من الوطنيين العراقيين المستقلين ومناصري ومؤازري الشعب الكردي من منظمات واحزاب عراقية و تحت ضغط قواعدها عن تبني القضايا الكردية والتي ناضلوا سوية مع الاكراد للحصول عليها مستقبلا (ان لم يكن قد ابعدها بالفعل) . ولما كانت مواقف المعسكر الاخر (الشيعي والسني) من الاكراد وقضاياهم معروفة وواضحة كالشمس في رابعة النهار . فعلينا ان نعرف مدى الخسارة التي سببها هذا الموقف والذي يضاف الى موقف القيادات الكردية وتنسيقها مع الائتلاف الشيعي لشرذمة العراق .

ان القيادات الكردية تعرف قبل غيرها بإستحالة قيام كيان كردي منفصل في كردستان العراق وتصريح السيد الطالباني في حديثه الى هيئة التلفزيون البريطانية بتاريخ ٨/٤/٢٠٠٦ والذي قال فيه (ان فكرة انفصال اكراد العراق عن جمهورية العراق امر غير وارد وغير عملي لكون اكراد العراق محاطين بدول ذات اقليات كردية لم تحسم بها القضية الكردية بعد واذا ما قررت هذه الدول غلق حدودها فان ذلك الاجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل عن العراق) .
ان هذا التصريح المنطقي للسيد الطالباني يقابله وللاسف الشديد تصريحات اخرى (واحيانا للطالباني نفسه) ولمسؤولين اكراد كبار ورفيعي المستوى تنسف مثل هذه التوجهات العقلانية وتحشر الشعب الكردي في زوايا ضيقة جدا بإصرارها على تبني قضايا يرفضها الكثير من العراقيين وخصوصا فكرة الفدراليات الطائفية والتي يشجعها الاكراد بدعمهم لحلفائهم الجدد (الاحزاب الطائفية الشيعية) في تبنيهم لمثل هذه المواقف .

ان القيادات الكردية عليها ان تعي جيدا من ان المعسكر الشيعي قابل على صراعات سياسية (وقد تكون مسلحة) من اجل حسم مسألة فدرالية الجنوب والتي يطالب بها آل الحكيم وبين رفضها من قبل آل الصدر ونسبة كبيرة جدا من الاحزاب والشخصيات السياسية الشيعية ضمن قائمة الآئتلاف او خارجها .

وفي حالة انتصار المعسكر الثاني (يضاف اليهم القوميين العرب والاحزاب الطائفية السنية) واستقرار الوضع في العراق (اذا لم يعمل المحتلون على تقسيم البلد) فإن الخاسر الاكبر سيكون الشعب الكردي . وخصوصا بعد ان يكون قد خسر حتى اصدقاء الامس الحقيقيين من الديموقراطيين والعلمانيين .

على القيادات الكردية ان تعرف ابعاد اللعبة السياسية وتداعياتها بشكل جيد لكي لا تفرط بكل المنجزات التي حققها الشعب الكردي بدماء ابناءه لحد الان . كما ان قيام نظام ديموقرطي علماني فدرالي (غير طائفي) في بغداد يعتبر انتصارا للشعب الكردي وللاقليات الاخرى في العراق قبل ان يكون انتصارا لعرب العراق .

ان ابسط وصف لما سيؤول عليه العرس الشيعي الكردي هي الكناية العامية البغدادية الجميلة والمعبرة ............. عرس واويه ....

٥/١٠/٢٠٠٧


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter