|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  3  / 8  / 2010                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

آقاى شهرستانى دست شما درد نكند !! *

زكي رضا
(موقع الناس) 

الديموقراطية ليست أقراص طبية ، كي يتناولها مجتمع مريض بنقص الديموقراطية مثل مجتمعنا العراقي . ليكون ديموقراطيا خلال فترة زمنية يحددها الطبيب ( وهو هنا امريكا والمطبلين لديموقراطية قوى الاسلام السياسي من العلمانيين والليبراليين !! ) من اسبوع الى اسبوعين ، وبواقع قرصين بعد الاكل او قبله ثلاث مرات يوميا . بل الديموقراطية ممارسة وتربية وتدريب مثلما يقال ، ولانها ممارسة وتربية وتدريب ، فهذا يعني من انها لا تأتي جاهزة كمادة من مواد الاستهلاك اليومي للانسان . بل تأتي عبر بناء مؤسسات قادرة على القيام بالمهام المناطة بها ، كي تأخذ هذه الديموقراطية طريقها في ان تترسخ في العقل الجمعي لذلك الشعب ، او لتلك المجموعة البشرية (ومن هذه المؤسسات على سبيل المثال لا الحصر النقابات ومنظمات المجتمع المدني ) . ومن ثم تساهم في بناء مجتمع انساني ذو قيم ، ليس بالضرورة ان تكون مستلهمة من دين سماوي ، لان المجتمعات التي تدين بالولاء لقيم دينية سماوية هي ابعد ما تكون عن الديموقراطية ، وذلك لتقاطع الديموقراطية مع ما جاءت به هذه الاديان من مفاهيم ومباديء . لان الديموقراطية تعني حكم الشعب ، والاديان تعمل على ان يكون الحكم لله ، والفرق بين المفهومين او النظامين كبير وشاسع جدا .

ولو اردنا ان نشبه الديموقراطية هنا بلعبة كرة القدم على سبيل المثال ، فالى اين سنصل وماذا ستكون النتيجة النهائية للممارسة والتربية والتدريب ، لفريق معين بعد فترة اعداد مناسبة، دعونا نعتبر الاحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات الاخيرة ، والعاجزة عن تشكيل الحكومة هنا فريقا كرويا ، ولنطبق عليهم المفاهيم التي ذكرناها . ولنفرض ان مدربا كرويا مشهورا ومتمكنا ، قد أخذ على عاتقه تدريب هذا الفريق ، والمدرب هنا بالتأكيد هو امريكا . ولنعتبر ان اعمار لاعبي الفريق هو عشر سنوات عندما دخلوا معسكر الاعداد والتدريب هذا ، فماذا ستكون النتيجة على فرض ان اولئك اللاعبين ، لم يمارسوا لعبة كرة القدم قبلها قط ، بعد سبع سنوات ؟

العلم والتجربة الرياضية تقول ، ان الاحزاب السياسية تلك سيشكلون فريقا كرويا رائعا ، بعد تلك السنوات السبع لاسباب عديدة . ففترة الاعداد طويلة ، والمدرب كفوء ، واللاعبين اصبحوا منسجمين فيما بينهم . ومصلحة الفريق ( الوطن ) هي هدفهم ، كي يثبتوا للمدرب ( المحتل ) ، والجماهير ( الشعب العراقي ) التي انتظرتهم لسبع سنوات ، من انهم جديرون في ان يمثلوا بلدهم في المحافل الدولية .

واليوم ونحن نعيش ازمة تشكيل الحكومة ، والخلاف الحاد بين الكتل السياسية ، التي دخلت معسكرا تدريبيا لتعلم مباديء الديموقراطية ، منذ سبع سنوات ولليوم . نستطيع ان نرى بل ونلمس لمس اليد ، من ان هذه الكتل لم تتعلم ركل الكرة بعد ، ولكنها تعلمت بدلا عنه كيفية ركل الجماهير ، ولم تتعلم مراوغة خصومها بعد ، بل تعلمت وبحِرَفية عالية مراوغة ابناء شعبها والضحك عليهم ، ولم تتعلم سرقة الاضواء في المحافل الاقليمية والدولية بعد ، بل تعلمت سرقة ثروات الوطن .

ولم يتعلم ساسة العراق الجدد الذين جاءت بهم الديموقراطية !! لليوم ، وبعد مرور سبع سنوات على بدء تجربتهم ، من ان النقابات هي ركن مهم جدا من اركان الديموقراطية . واذا لا يريدون تصديق ذلك فليسألوا راعي العملية السياسية في العراق ، أي الولايات المتحدة الامريكية . اما ان يسألوا نظام الملالي في قم ، ويرسلوا شرطتهم لمهاجمة مقار النقابات ومصادرة محتوياتها ، مثل ما فعلت شرطة الكهرباء التابعة لآقاى شهرستانى بالوكالة في مدينة الناصرية ، اثناء مهاجمتها لمكاتب نقابة الكهرباء في المدينة . فانها ليست من الديموقراطية بشيء ، ولا من القانون بشيء ، خصوصا وان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته ، ورئيس دولة القانون وحامي الديموقراطية يرى وكأن الامر لا يعنيه ، لان الغزل مع رفاقه في البيت الشيعي لم ينتهي بعد . ويبدو ان اولياء امر آقاى شهرستانى قد ابرقوا له من قم ب :

آقاى شهرستاني دست شما درد نكند

* جملة مديح فارسية وتعني (السيد شهرستاني سلمت يداك) .



الدنمارك
3 /8 /2010

 



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter