|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  29  / 10   / 2009                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

قيامة بغداد وسياسة صنع الغباء

زكي رضا
(موقع الناس) 

لقد اجرى العلماء يوما ما ، تجربة على خمسة من قرود الشمبانزي . لدراسة ردود افعالها (ليقارونها مع ردود الافعال عند الانسان) ، حيث جاءوا بالقردة الى قفص كبير، بعد ان منعوا عنها الطعام لعدة ايام . ووضعوا عدد من اصابع الموز بأعلى القفص ، بحيث لا تستطيع القردة الوصول اليها الا بتسلقها لسلم طويل ، وضعوه خصيصا لهذا الغرض . كما هيأوا خراطيم لضخ الماء ومراوح كهربائية كبيرة . وما ان رأى احد القردة اصابع الموز في اعلى القفص ، حتى اسرع وهو الذي يتضور جوعا اليها . متسلقا السلم العالي الذي وضعه هؤلاء العلماء . ولكن ما ان وصل القرد الى منتصف السلم ، حتى فتحت خراطيم المياه وتم تشغيل المراوح عليه وعلى زملائه . الذين انتابهم البرد بشكل كبير ، مما اجبر القرد على النزول . وحاول القرد بعد توقف تدفق الماء والمراوح ولعدة مرات ، تكرار المحاولة من جديد ، الا ان النتيجة كانت نفسها في كل مرة . الى وقت احس فيه القردة الاربعة ، من ان الماء والهواء الذي يصيبهم بالبرد . له علاقة بصعود زميلهم الى الاعلى لجلب الموز ، فما كان منهم الا ان يضربوه لكي يمنعوه من الصعود ثانية . وبعد ساعات اخرجوا قردا وجاءوا باخر ( بعد تجويعه ) ، وما ان هم بصعود السلم حتى انهالت عليه القردة ( ومن ضمنهم القرد المضروب ) بالضرب . على الرغم من عدم رشهم بالماء وتشغيل المراوح . واستمر العلماء بتبديل القردة واحدا تلو الاخر ، حتى كان في القفص في نهاية التجربة خمسة قرود ، لم تتعرض اطلاقا لما تعرضت له المجموعة الاولى . الا انهم بقوا يضربون القرد الذي يحاول صعود السلم ، وبذلك حوّل هؤلاء العلماء تلك القردة الى حيوانات غبية ، تعتقد ان كل من يتسلق السلم سيتسبب بالامطار والريح .

والان وبعد يوم القيامة في صالحية بغداد في يوم الاحد الاسود ، الذي اضيف الى يوم الاربعاء الاسود ، والذي سيضاف حتما الى ايام الاسبوع السوداء القادمة . خرج علينا السياسيون ( المايستحون ) وكعادتهم ، بتصريحات نسمعها منذ التاسع من نيسان 2003 وليومنا هذا . محملين البعث الفاشي ، و تنظيم كهوف ما قبل التاريخ من بهائم القاعدة المسؤولية . وكأن شعبنا العراقي بحاجة الى ان يمنح هؤلاء الساسة الفاشلون ، اوسمة جديدة في الاجرام والدموية والقذارة لهذين التنظيمين المعادين للبشر . ايها السادة ان شعبنا يعرف جيدا ، ان هذين التنظيمين المجرمين مسؤولين عن النسبة الاكبر من الجرائم التي حصلت وستحصل مستقبلا ضد ابناء شعبنا . ولنكن حسني النية تجاهكم ونقول ، ان كل الجرائم التي ارتكبت وسترتكب مستقبلا هي من تنفيذ البعثيين وبهائم القاعدة المجرمين . وبقبولنا اتهامكم ونحن معكم لهما ، علينا ان نسألكم السؤال التالي ، ما هو دوركم في محاربة الارهاب ؟ ومتى ستعملون على حماية الناس ، وتوفير الامان لهم ؟ وهل تستطيعون ان تنجزوا هذه المهمة ؟

ان الذي يوفر المناخ المناسب لهذين التنظيمين المجرمين ، لممارسة ارهابهم وقتلهم اليومي لابناء شعبنا هو انتم ايها السادة . باصراركم على تبني منهج الطائفية ، كوسيلة لحكم البلد . حيث يترك المجرمون دون عقاب او يتم تهريبهم الى خارج البلد ، في صفقات سياسية بينكم ، ليدفع بعدها شعبنا الثمن . فعندما يصدر امرا لاعتقال وزير الثقافة السابق لانه ارهابي ، تعتبر كتلته البرلمانية ان للامر دوافعا سياسية ما حدا بها لتهريبه الى مكان امن وقد يكون الان مع بهائم من امثاله من الذين يريدون دخول الجنة بجواز سفر مداده دماء اطفال العراق .ونفس الحالة حدثت قبل ايام عندما صدر امر برفع الحصانة عن نائبة برلمانية لمشاركتها وزوجها في عمليات تطهير عرقي حيث تكرر نفس السيناريو بعد ان صرح عضو برلماني كان حتى الامس القريب ولليوم بوقا للبعث الفاشي وعدوا للعملية السياسية من ان محاولة رفع الحصانة عن النائبة المتورطة بالارهاب له دوافع سياسية . هذا في المعسكر الطائفي السني . اما في المعسكر الطائفي الشيعي فتهريب وزير التجارة تم بعد ان تبنى القريبون منه نفس المنطق وهو ان لعملية محاسبته على سرقاته دوافع سياسية ونفس الامر طبق على حرامية مصرف الزوية .

ايها الساسة الفاشلون هل تستطيعون ان تشيروا الى دولة واحدة في هذا العالم قسمت وزاراتها على اساس احزاب وليس على اساس المواطنة ، فهذه الوزارة للصدريين وتلك للدعوة والاخرى لآل الحكيم ( ايران ) وهذه للتوافق وتلك للحزب الاسلامي ( البعث والدول العربية ) وتلك للكرد . وعلى غرار هذه التقسيمات تم تقسيم السيطرات في الشوارع فهذه السيطرة شيعية وتلك سنية والاخرى كردية . فاذا كنتم تريدون بناء دولة بهذه الطريقة فانكم كمن يحرث الماء او يزرع النخيل في الهواء.

ان صراع الاجنحة بين تنظيماتكم وموسم الانتخابات على الابواب لا يعطيكم الحق اطلاقا في ان تتاجروا بالدم العراقي بهذا الشكل البشع . ان دماء اطفال العراق امانة في اعناق الوطنيين العراقيين الذين عليهم اليوم وليس في وقت اخر ان يحملوا القوى الارهابية والبرلمان الطائفي والحكومة العاجزة المسؤولية الاخلاقية كاملة هذا ان كان لها بقايا اخلاق . ويطالبوها في ايجاد الحلول الحقيقية والناجعة لحماية ابناء شعبنا من كلاب البعث والقاعدة ودجل القوى المتنفذة التي تريد تحويل الانسان العراقي الى قرد للتجارب . حيث عليه ان يشير في كل يوم قيامة قادمة في العراق الى البعث والقاعدة المجرمين ودون ان يتساءل ، اين دور الحكومة والبرلمان في حمايتنا .


"
أي قدر او حظ قادك
الى هذا المكان ، قبل يومك الاخير ؟
من الذي ارشد خطاك ؟
أجبته : هناك في الاعلى ، في العالم الواضح في طريقي ،،
ضعت في واد من الكآبة
وقبل ان يكتمل عمري ضللت
"
                             
دانتي .. الكوميديا الالهية .. الجحيم

 

الدنمارك
28 /10 /2009
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter