|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  28  / 9  / 2007                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الهاشمي في النجف

زكي رضا
(موقع الناس) 

في نفس اليوم ( الخميس ٢٧/٩/٢٠٠٧ ) الذي اقر فيه مجلس الشيوخ الامريكي قرارا غير ملزما بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق شيعية وسنية وكردية . قام السيد طارق الهاشمي، الامين العام للحزب الاسلامي العراقي ( سني ) على رأس وفدا من جبهة التوافق ، بزيارة مدينة النجف الاشرف والاجتماع بالمرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني والمراجع الشيعية الاخرى . بهدف اطلاعه والمرجعية على بنود مشروع جبهة التوافق ( العقد الوطني ) .

وبغض النظر عما جاء في المشروع ، وعدم وضوح آليات تنفيذه لعدم طرحها من قبل الجبهة . اسوة ببنود الاتفاق على اساس، ان تتم مناقشتها لاحقا مع الكيانات السياسية الاخرى . فأن الزيارة كانت على جانب كبير من الاهمية . اذ من الواضح ان الهاشمي والوفد المرافق له . قد طرحوا مخاوفهم حول القرار الامريكي بتقسيم العراق امام السيد السيستاني . بأعتباره الراعي الرئيسي للأئتلاف الاسلامي (شيعي )، طالبين منه المشورة والعمل على اقناع قادة الأئتلاف . وخصوصا آل الحكيم بعدم المضي قدما بمشاريع تصب في النهاية لصالح المشروع الامريكي . ومشاريع بعض دول الجوار وبالضد من مصلحة العراق و شعب العراق .

ان غالبية سنة العراق ، الذين ربطوا مصيرهم وللاسف الشديد بحزب البعث المجرم على الاقل بعد السقوط المخزي للبعثيين . قد اكتشفوا ان الاستمرار بنفس النهج ومحاولتهم تأهيل البعثيين في الحياة السياسية سوف يفضي في النهاية الى تقسيم البلد . لان جرائم البعثيين وتغييبهم وتهميشهم لقطاعات واسعة من الشعب العراقي ليس من الممكن نسيانها وتجاوزها اذا لم تتم معاقبة جلاديهم ، عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب والوطن وان لم يعتذر بقاياهم .

ولهذا نرى ان جبهة التوافق ومن خلال البند التاسع في المشروع . اكدت على ان لا عودة لنظم الحكم الاستبدادية ايا كانت توجهاتها . و لاشرعية لاغتصاب الحكم بالقوة وتداول السلطة يجب ان يكون سلميا . عبر الآليات الديموقراطية المعروفة اي الانتخابات البرلمانية وهذا يعني ان الجبهة ( لا يعرف موقف جبهة الحوار بزعامة المطلك على اساس ان الجبهة تمثل البعثيين في العملية السياسية ) قد بدأت تعي ابعاد قربها من مواقف البعثيين . وبدأت بالابتعاد عن خطها السابق عندما شعرت ، من ان تشددها في بعض المواقف . قد يؤدي الى تقسيم العراق رسميا كما انها وافقت على الفدرالية على اساس ان للاكراد خصوصية ، ومسألة ادارة شؤونهم بانفسهم حالة مقبولة وطنيا (وحتى قبل المشروع كانت الجبهة تؤكد في بياناتها ليس على الموافقة بل على تفهمها للمطالب الكردية في نظام فدرالي ) . وبهذا الموقف وتعهد الهاشمي على اطلاع السيد السيستاني ومكتبه مستقبلا، بكل اراء ومواقف الجبهة . فأن جبهة التوافق قد بدأت اللعب على المكشوف ورمت غالبية كراتها في ملعب الأئتلاف الشيعي . لاعادة النظر جديا بالمشاريع غير المقبولة وطنيا في انشاء اقاليم على اساس طائفي . كما انها اي قوى الائتلاف الشيعي لا تستطيع منذ الان وصاعدا احتكار السيد السيستاني، والذي اعترفت جبهة التوافق من خلال زيارتها له والتأكيد على اطلاعه مستقبلا على سياسة الجبهة . بثقل شخصيته ودوره في الحياة السياسية العراقية .

كما رمت التوافق بما تبقى من كراتها في ملعب الاكراد. بقبولها بمبدأ الفدرالية على اساس قومي وليس طائفي . وهذا سيغير لاحقا الكثير من التحالفات في المشهد السياسي العراقي . لوجود تيارات لها ثقلها ترفض الفيدرالية على اساس طائفي كالتيار الصدري والفضلاء وغالبية الاحزاب العلمانية وشخصيات سياسية مستقلة وغير مستقلة في جميع التيارات السياسية .

ان شعبنا الذي ينظر اليوم مرعوبا على مصيربلده من المجهول الذي ينتظره. يعول كثيرا على دور السيد السيستاني والمراجع الدينية الاخرى ، وحكمتهم في انقاذ البلد . فهل هم فاعلون ؟

٢٨/٩/٢٠٠٧

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter