|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  27  / 9  / 2007                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

علي مجدي موصل وعليجته من قديفه

زكي رضا
(موقع الناس) 

العراقيون بشكل عام هم من اكثر الشعوب في العالم ادمانا ليس على المخدرات والعياذ بالله ( وللاسف الشديد فهي موجودة الان بفضل بعض دول الجوار والميليشيات التي تروّجها بين صفوف الشباب اليائس والعاطل عن العمل ) . بل على الكثير من الامور الاخرى . فهم مدمنون وبإمتياز على انقطاع التيار الكهربائي ، وعلى تلوث وانقطاع مياه الشرب . والوقوف طويلا في طوابير من اجل الحصول على علبة معجون طماطة او صابونة . والوقوف في تجمعات بشرية كبيرة تحت رحمة الشمس الحارقة او الاجواء الممطرة في انتظار حافلة لنقلهم من مكان الى اخر . والقائمة لاتنتهي بالرغم من امتلاكهم لوطن غني بالثروات سواء تلك التي في باطن الارض او تلك التي فوقها .

وبالاضافة الى ذلك فإنهم مدمنون ، ومنذ وصول البعثيين الفاشيين الى السلطة عام ١٩٦٣. ولحد الان على الوقوف في طوابير طويلة ، امام ثلاجات الطب العدلي لاستلام جثث ابنائهم . من ضحايا الاعدامات والحروب العبثية للنظام المقبور. او من ضحايا التطهير العرقي الذي تمارسه ميليشيات الاسلام السياسي ، والارهابيين الاخرين من البعثيين او من اتباع القاعدة المجرمين .

وكان العراقيون وفي زمن البعث المقبور. مدمنون على متابعة اخبار ( القيادة الحكيمة ) ، وهي تتبرع بملايين الدولارات وكوبونات النفط . لمن هب ودب من دول واحزاب ومنظمات وافراد من مختلف دول العالم في وقت كان فيه دخل المواطن العراقي لايزيد عن بضعة دولارات شهريا .

وبعد سقوط النظام في ٩ نيسان ٢٠٠٣. راود البسطاء من ابناء شعبنا الكثير من الاحلام المشروعة لشعب ، يمتلك من الثروات والطاقات ما لايمتلكه الكثير من الشعوب . وخصوصا القريبة منا جغرافيا، والتي كانت الى الامس القريب عبارة عن صحارى وموانيء فقيرة لصيد الاسماك .

وتوقع هؤلاء البسطاء والبؤساء في آن . من انهم سوف يدمنون على وفرة الخدمات وتوفر فرص العمل والدراسة لهم ولابنائهم . او السفر خارج البلد للسياحة وليس كلاجئين . او على الاقل ادمانهم على عدم سماع اخبار تبرعات الساسة في البلد لنفس الوجوه الكالحة سابقا والتي كانت تمجد الطاغية وبالضد من تطلعات ابناء شعبنا. ولان الرياح لا تأتي دائما بما تشتهيه السفن . فإن شعبنا المبتلى ينظربخوف كبير وبألم الى سفينة العراق وهي تصارع الامواج العاتية في بحر هائج عاقدا أماله على ربابنة السفينة من اجل انقاذها.

ولكن يبدو ان ربابنة السفينة اليوم لايختلفون في شيء عن قرصان الامس . فالوطن وشعبه في اخر اهتماماتهم وتفكيرهم . وما يهمهم اليوم هو استجداء مؤيدين لهم من خارج البلد بأهدائهم اموال شعبنا المحروم من كل شيء الا من الموت اليومي والجوع والفاقه والمخيمات البالية العشوائية داخل البلد . والشعور بالذل والدونية في بلدان الجوار . نعم يبدو هذا واضحا من تصرفات المسؤولين العراقيين وهم يعرضون اموال شعبنا لشراء ذمم ساسة و حكومات ومؤسسات دينية. ناسين او متناسين من ان شعبنا هو الاحوج اليها في ايامه العصيبة هذه . وحالة شعبنا والعوز الذي فيه ، والكرم الحاتمي للمسؤولين العراقيين ينطبق عليه المثل العراقي علي مجدي موصل وعليجته من قديفه ( مع كامل تقديري واعتزازي لاهل الموصل الكرام ) . فالتبرع السخي للأزهر وبمبلغ مقداره ربع مليون دولار فقط من السيد ( غير العادل ) عادل عبد المهدي والذي جاء في عدد اليوم من صحيفة الحياة . والذي رفضه شيخ الازهر لحاجة الشعب العراقي اليه . لدليل واضح من ان هؤلاء الساسة غير امينين على العراق وشعب العراق .

والسؤال المطروح امام السيد عبد المهدي هو . هل مبلغ الربع مليون دولار هو من اموالك الخاصة ام من اموال الشعب ؟ فان كانت من اموالك الخاصة ، فمن اين لك هذا ؟ وان كانت من اموال الشعب فمن خولك في التبرع بها ( شنو هي ولاية بطيخ ) .

الا ترى ان الشعب العراقي هو الاولى بأمثال هذه الهبات في هذه السنين العجاف .

                              
 لقد اسمعت لو ناديت حيا         ولكن لا حياة لمن تنادي

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter