| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
السبت 21 / 11 / 2009 زكي رضا كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
لبيك اللهم لبيك .. سرقنا العراق وجئنا اليك
زكي رضا
(موقع الناس)
هل حج المسؤولين العراقيين الى بيت الله الحرام هو فساد اداري ام لا ؟ سؤال قد يبدو غريبا للبعض ، ولكن هذا لا يمنع من ان يطرحه المرء على نفسه . خصوصا ونحن العراقيون والحمد لله نحتل احدى المراكز المتقدمة بين الدول الاكثر فسادا في العالم .
في موسم الحج من كل عام ، يشد العشرات من اعضاء البرلمان العراقي ، واعضاء مجالس المحافظات وعوائلهم واقربائهم واحبائهم ، رحالهم الى بيت الله الحرام . طالبين العفو والمغفرة ، لذنوب اقترفوها في حياتهم (وليس التي سيقترفونها مستقبلا ) ، على حساب المئات من كبار السن العراقيين ، من الذين يحلمون ان يؤدوا هذه الفريضة ولو لمرة واحدة في حياتهم . والصدفة وحدها على ما يبدو !! ، هي التي جعلت موسم الحج يتزامن خلال الحكم الطائفي في عراق ما بعد التاسع من نيسان ، دوما مع اوضاع سياسية وامنية غاية في الدقة .
ولو تطرقنا الى الوضع السياسي اليوم ، فاننا سنرى القانون الانتخابي المصاب بانفلوانزا الطائفية ونقضه من قبل السيد نائب رئيس الجمهورية . يشكلان المساحة الاوسع من احاديث الصالونات السياسية ، التي ابتلى بها العراق وشعب العراق . و تعتبر الاحزاب الشيعية هذا النقض على الرغم من دستوريته ، غير قانوني ويصب في خانة البعث . الذي طالب السيد عمار الحكيم وقائمته الانتخابية دخوله ( البعث ) العملية السياسية رسميا ، في لقاء له مع العاهل الاردني عبد الله بن الحسين . متناسيا من ان قائمته الانتخابية كانت قد اساءت بشكل غير حضاري لحزب سياسي ( الحزب الشيوعي العراقي ) ، واغتالت عدد من كوادره وحرقت البعض من مقراته ، لان الحزب دخل في الانتخابات السابقة ضمن القائمة العراقية بقيادة اياد علاوي . ومن حقنا ان نسأل السيد عمار ، هل البعث تغير من ذئب الى حمل وديع خلال السنوات الاربع الماضية ، ام ماذا ؟ اما شريكه السيد بهاء الاعرجي ، الذي بسببه وبسبب تياره اصيبت الحياة السياسية في العراق بالعرج . فنود ان نسأله بما قاله السيد الحكيم ، لانهما ضمن قائمة انتخابية واحدة . وبالضرورة فلهما رؤى سياسية واحدة او قريبة من بعضها على الاقل . عن رأيه بما قاله السيد الحكيم الذي يجذف واياه بقارب العراق صوب كعبتهم في طهران ؟
ودعونا نعود الان الى السؤال الذي طرحناه في بداية المقالة ، حول حج نواب البرلمان واعضاء مجالس المحافظات وتغيبهم لمدة شهر كامل عن اعمالهم . هل هي من الشرع بشيء ؟ وهل يرضى الله عن حجاج متخمين ويتضور الالاف جوعا ؟ وهل عرف الحجاج من ان الله قد منَ اخيرا على العراقيين بالمطر ، ولكن شوارعهم ومدنهم قد غرقت بسببه لعدم اهلية شبكات المجاري ؟ وهل عرف الحجاج عدد الارامل والايتام في عراقهم الاسلامي الطائفي ؟ وهل عرف الحجاج ( وهم يعرفون ) من ان السرقة هي احدى اوجه الفساد الاداري ، وان حصولهم على رواتبهم الخرافية وملحقاتها ، دون ان يكونوا في موقع العمل وخارج اوقات الاجازة الاعتيادية تعتبر سرقة من بيت المال ( لان الدولة اسلامية ) . وهل سيعودون الى اعمالهم بعد موسم الحج ، ام ان العطلة ستستمر لانهم مشغولون بدعايتهم الانتخابية في الحسينيات اثناء شهر محرم . وهل يتوقع هؤلاء الماكرين ان يغفر الله لهم ذنوبهم وهو خير الماكرين ؟
واذا كان اعتراف الالاف من الحجيج بوحدانية الله وكماله وهم في اقدس بقعة عند المسلمين فيقولوا له ، ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك ) . فأن اعتراف حجاجنا من البرلمانيين واعضاء مجالس المحافظات ولكي يعفو الله عنهم وهو غير فاعل هو، ( لبيك اللهم لبيك سرقنا العراق وجئنا اليك ) . واقترح على حجاجنا الحرامية ، ان يقوموا برجم تمثال يمثل النزاهة والعفة والوطنية بدلا من رجم الشيطان . اذ من غير المعقول ان يرجم المرء نفسه .
الدنمارك
21 / 11 / 2009