|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  18  / 11   / 2009                                 زكي رضا                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

دردشة مع السيد رئيس الوزراء

زكي رضا
(موقع الناس) 

قبل اربعة اعوام حبس العراقيون انفاسهم ، بعد ان وصل الصراع بين رجلي حزب الدعوة الاسلامية . السيد ابراهيم الجعفري من جهة ، والسيد نوري المالكي من جهة اخرى حول منصب رئيس الوزراء . وذلك بعد تأخر تشكيل الوزارة لاكثر من اربعة اشهر تقريبا ، من قبل قائمة الائتلاف الشيعي المدعومة من المرجعية الدينية في النجف . ولم ينتهي الخلاف حينها الا بعد ان حسم الصدريون النزاع ، بتصويتهم في اقتراع شيعي داخلي لصالح المالكي ضد غريمه الجعفري بفارق صوت واحد . والصدريون انفسهم وبعد احداث البصرة ومدينة الثورة في بغداد ، هم الذين صرحوا من انهم جاءوا بالمالكي ، وهم الذين سيبعدونه عن مركز رئاسة الوزراء متى ما يشاءون . وهذا يعني من ان السيد رئيس الوزراء ( وهو يعرف ذلك جيدا ) لم يصل الى منصبه هذا الا عبر المحاصصة الطائفية ، والتي اثبتت عمليا وعلى ارض الواقع فشلها في بناء الدولة . بل على العكس فانها ساهمت في انهيار ما كان قد تبقى من الدولة ، بعد ان الغت هذه المحاصصة المواطنة لتحل محلها الطائفية والمذهبية والقومية .

ومن النتائج الطبيعية للطائفية التي اوصلت السيد نوري المالكي لرئاسة الوزراء ، هي التزاماته امام الذين اوصلوه لهذا المنصب من اعضاء قائمته . وتوزيع كعكة السلطة بينهم ، ليس على اساس طوائفهم لانهم شيعة بالمطلق ، بل على اساس احزابهم ( الطائفية ) . ولذا نرى ولليوم ان الوزارات العراقية ليست وزارات دولة ، قدر ما هي وزارات احزاب . ولا يستطيع المالكي شخصيا اقالة ليس وزيرا ، بل مدير عام في اية وزارة خارج حصة حزبه فيها . وعليه فالسيد رئيس الوزراء كان يعرف ومنذ اليوم الاول ( وهو على رأس نظام محاصصاتي ) من انه اسير نظام محاصصاتي غير قادر على حل المشاكل ، التي سيواجهها الوطن والشعب وهذا ما اثبتته السنوات الاربع الماضية .

ولذا فأن المرء يقف متعجبا وهو يستمع الى كلمة سيادته ، التي القاها في مؤتمر الاصلاح والخدمات المدنية في 16 / 11 / 2009 مؤكدا [ على ان هناك العديد ( والاصح هو الكثير جدا ) من الذين تسلموا مناصب ادارية بسبب المحاصصة لا يمتلكون الخبرة والكفاءة بادارة دوائرهم ] .وهذه حقيقة يعرفها ابناء شعبنا جيدا ولكن السؤال هو ، هل السيد رئيس الوزراء يعرف هذه الحقيقة ام لا . الجواب وبكل بساطة نعم ، فأبو اسراء يعرف الكثير منهم ومستواهم الدراسي ومهنهم جيدا . فهذا ابو فلان وذاك ابو فلانه من خريجي الابتدائية او المتوسطة ، اصبحوا امراء في الجيش العراقي ، و من الذين قاموا بكتابة الدستور العراقي !! و سفراء و نواب برلمان ومدراء في وزارات لا يعرفون عنها شيئا . واقلهم حظا حصل على راتب تقاعدي ضخم ، وعاد ادراجه الى اوربا ليستمر في حصوله على تقاعده في بلد اللجوء ، وعلى حساب دافع الضرائب الاوربي .

اذن لماذا يتذمر السيد رئيس الوزراء من هؤلاء الذين لا يملكون الخبرة والكفاءة ؟ الم يصلوا الى مراكزهم هذه عن طريق المحاصصة مثله ؟ والسؤال الاهم ، لماذا لم يكتشف السيد ابو اسراء هؤلاء عديمي الخبرة والكفاءة الا بعد مرور اربع سنوات وعند موسم الانتخابات ؟

ودعا سيادته في مكان اخر من خطابه ( السياسيين الى مساعدة من يريد اصلاح نظام الخدمة المدنية وتعزيز التعاون في هذا المجال ). وهنا فان السيد ابو اسراء لا يدعوا نفس السياسيين الذين انتقدهم الى مساعدته ، لانهم عديمو الخبرة والكفاءة كما قال . بل يدعوا ساسة جدد يريدهم ذوو خبرة وكفاءة ، ولا ادري كيف يطلب السيد ابو اسراء هذا الطلب غير الواقعي والمستحيل . وقد قام وكتلته البرلمانية ، وبالتعاون مع الكتل الطائفية والقومية الاخرى . بابعاد كل ذوي الخبرة والكفاءة من السياسيين عن العمل بما يخدم الشعب والوطن . بعدما قرروا مجتمعين تكريس الطائفية واستمرار عديمي الخبرة والكفاءة في مناصبهم ، بعد ان شرعوا قانونا للانتخابات يعمق الممارسات التي ( ضايج منها ابواسراء ) . وليسمح لي السيد ابو اسراء ان ازيده من الشعر بيتا ، لاقول له من ان غالبية الذين كتبوا هذا القانون هم من عديمي الكفاءة والخبرة . اللهم الا خبرة السرقة فانهم قاموا بها على احسن وجه ، بعدما قرروا سرقة اصوات الناخبين جهارا نهارا وعلى عينك يا تاجر .

مثل عراقي : اكعد اعوج واحجي عدل .
 

الدنمارك
18 / 11 / 2009
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter