| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 25 / 2 / 2018 يحيى علوان كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
"جلالــةُ" النسيان
يحيى علوان
(موقع الناس)
لَمْ يَبقَ لي الكثيرُ ، سوى أنْ أُحرّرَ نفسي من نفسيَ ...
أنكُشُ الكلمات من تحت رمادِ "اللامعنى"، أجلوها من صدأ الصمتِ ،
ومُكرِ التَوْرية ...
أُهجِّجُ مطمورَ وَشْوشاتِها ،
أُقشّرُها مما ليس منها من بثور ...
ألُمُّها من جموعِ ما يهربُ جَزَعاً من سَقْطِ المَقيلِ والمكتوب ،
أسقيها فتُزهِرُ ...
أُطعِمُها بما غَفلَتْ عنه المعاجم ...
نكايةً بـ"جلالةِ" النسيان !
....................
سأكحّلُ الغُربةَ بلونٍ يعلّمني من جديدٍ ما نَسيتُه من فرحٍ ...
كي أسرقَ لفحَةَ النُجيمات من مَستورِ سَهرتِها ،
وأسترِدَّ رنينَ أزمنةٍ تضاعَفَ ، فيما العمرُ يعدو!
أصطاد المفردةَ من تُرَعٍ تاهَتْ في بُرَكِ الهراء الرقراق ...!
وفي بحورِ صمتٍ يَتزيّا بأشباه التراتيل !
أُطاردها مثل غجريٍّ يبحثُ عن خبز المعنى ، كي لا يضِلَّ الطريقَ إلى بهجةٍ مُشتهاة !
...................
يا قارئي ، أرِحْ ناظريكَ إنْ نَفَرَ الوحي منكَ ...
إشحذْ قوسَ قريحةِ الذكرى .. فالدورُ آتٍ عليك !
لا تبحثْ عن جَرّةِ الحكمةِ الذهب في "أرضِ بلقيسَ"..
صَيَّروها خراباً كـ"أرضِ السواد"، حيثُ يَلصِفُ النجمُ في عِزِّ الظهيرة ،
الكلماتُ مشنوقةٌ من حواجِبِها ،
أو مركونة في كُمِّ مقامرٍ باللغةِ البِكرِ..
فلا تُتعبْ نفسَكَ في تفسيرِ صمتِ المُغني ،
إذْ نامَ "النواطيرُ"والمرابونَ السَمينون ،
بعدَ أنْ زَيَّنوا الموتَ بشعاراتٍ عاهرةٍ ..
سَمّوا الأشياءَ بغيرِ أسمائها ،
تَلحّفوا بالصمتِ نُطقاً ، إذْ أعلنوا بَراءةَ الخطأ ..!!
...................
...................
فغداً ينسى النجمُ وَميضَه ... والموجُ رَذاذَه ...
إلاّ ما حَفِظَه "القرطاس" رغيفاً للروح ،
وما أمتطى ظهرَ النَغَم !!