|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  7  / 12 / 2015                                 يعكوب ابونا                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



 شيخ الازهر لا يكفر داعش ولكن يكفر .....!! ؟؟

يعكوب ابونا
(موقع الناس)

قال (( شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في لقاء مفتوح مع طلاب جامعة القاهرة ،رداً على سؤال حول عدم إصدار الأزهر بياناً لتكفير داعش إنه “لكي تكفر شخصاً يجب أن يخرج من الإيمان وينكر الإيمان بالملائكة وكتب الله من التوارة والإنجيل والقرآن، ويقولون: لا يخرجكم من الإيمان إلا إنكار ما ادخلت به......
وأضاف الطيب “الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص، طالما يؤمن بالله وباليوم الآخر، حتى ولو ارتكبت كل الفضائح”، قائلاً: “داعش لا استطيع أن أكفره، ولكن أحكم عليه أنهم من المفسدين في الأرض، فداعش يؤمن أن مرتكب الكبيرة كافر فيكون حلال دمه، فأنا إن كفرتهم أقع فيما ألوم عليه الآن . )) انتهى الاقتباس ..

كلمة "كفر" تعني كما وردت في العديد من المعاجم العربية ومنها لسان العرب
لابن منظور تعني "غطّى"، فتقول كفَرَ الشيءَ أي غطّاه، كفرَ الليلُ بظلامه أي غطى نورَ النهار وحجبه ومن ثم يقال ليل كافر، وكفر الفلاحُ الحبَ، .....

اختلف المسلمون في تحديد تعريفا واحدا للكافر فاختلفوا في تحديد موقفهم ممن يتهم بالكفر، وخصوصا من يتهم بالكفر ردة. ولكن بشكل عام فإن أغلب اهل السنة والجماعة ، يتحدد موقفهم من خلال عقيدة " الولاء والبراء " بينما اغلب طوائف الشيعة تحدد موقفها استنادا الى موقف المخالفين لهم في انكار مبدأ " الامامة " .. لذلك نجد ان شيخ الازهر يحتج بعدم تكفير داعش الى انهم يؤمنون بالله وباليوم الاخر....

ولكن الشيخ لم يبرر لنا كيف يمكن ان يكون هناك شخص او مجموعه تؤمن بالله واليوم الاخر وتقوم بكل هذه الجرائم وبابشع صورة ينفذونها بخلق الله ، ؟؟ من سلب ونهب واغتصاب وحرق الاحياء واغتصاب العذارى وبيعهن في سوق النخاسة وجهاد النكاح وعمليات انتحارية وقتل الأبرياء وحرق المساجد والمعابد والكنائس ودورالعبادة وقتل من هم من أهل الكتاب على الهوية وقتل المسلمين كذلك وتكفيرهم ، ومن على شاشات التلفاز وصور حية وهم يقطعون رؤوس الأبرياء بدم بارد بأسم الإسلام وهم يرددون "الله أكبر" التي اخذت لا تستخدم إلا في قتل الأبرياء. هذه هي اعمال وجرائم داعش التي يندى لها الجبين ..

ان انت لم تكفرها فمن الطبيعي ان تكون هذه الاعمال والجرائم معاقب عليها ومدانه بموجب قوانين وضعية محلية ودولية وضعها البشر لتحقيق العدالة والامن والاستقرار والمساواة بين البشر ؟ لذلك غالبية دول العالم اجمعت على محاربة داعش والاقتصاص منهم لما اقترفوه من جرائم بحق الانسانية جمعاء ؟؟

كل ذلك وإمام الازهر لم يجد بان اعمال داعش وجرائمهم ليست من الكبائر السبع لذلك لا يجوز تكفيرهم ، والكبائر هي " الموبقات السبع المذكورة في حديث الصحيحين كما يفيد ابن حجر في الفتح ويدل له ما في رواية النسائي في السنن الكبرى: ويجتنب الموبقات السبع.

ونص حديث الصحيحين: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. ""

هنا نسأل الشيخ هل ان داعش لم يرتكب اي من المبوقات السبع ؟؟ لكي يستحق التكفير ؟؟ شيخ الازهر صراحة يحاول ان يغطي جرائم داعش التي تفوق المبوقات السبع باجمعها ؟؟؟ ، ولكي يبرر موقفه يقول بان داعش يكفر مرتكب الكبيرة ويحلل دمه ، فكيف انا اكفرهم سأقع فيما الوم عليه الان .؟؟ يفهم من هذا بان الشيخ يعترف بايمان داعش وبمرجعيتهم الدينية ، وانهم يطبقون شرع الله ،؟؟ كل هذه الجرائم التي يقترفها داعش والشيخ يخشى ان يكفرهم لكي لا يقع بما وقعوا هم به حسب قوله ؟؟ !!!

ولكن الشيخ وجامعته وجدوا في العقول النيره لدى المفكرين والمجددين المصريين ما يكيلون لهم تهم الخروج على ثوابت الأمة وصحيح الدين بعكس داعش !؟ وقد نال من الازهر الباحث المصري نصر حامد ابو زيد الذي اثارت ابحاثه العلمية النيرة حفيظة الازهر واعتبروه خارج عن الاسلام ، فطلقوا منه زوجته الدكتورة ابتهال يونس قسرا ، على أساس "أنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم". وطبعا الرجل مسلما للنخاع ولكن متنور ومجدد .. ومع ذلك تخلصوا منه بشكل او باخر .

وهناك الكثير من وقفات للأزهر ضد مفكرين ومبدعين ومجددين معروفين منهم نجيب محفوظ وفرج فوده ولويس عوض وجورجي زيدان وسيد القمني وحسن حنفي وحلمي سالم وأحمد الشهاوي وأحمد عبد المعطي حجازي وإبراهيم عيسى واسلام البحيري وكرم صابر وكثيرين فى انتظار تسلط الأزهرعليهم لينضموا إلى طابور المطاردة والاتهام ، وينالوا طبعا جزاءهم بسبب فكرهم النيّر المجدد فهؤلاء يجوز تكفيرهم لانهم يشكلون خطرا على الدين وعلى الازهر ، واما داعش فهو خارج سياقات الازهر ولا يجوز تكفيره لانه لا يشكل خطرا على الدين ، هل هكذا سوف يستطيع الازهر ان يقدم للغرب اسلاما معتدلا ووسطيا مقبولا.. .؟؟ ...

بصراحة موقف الازهر هذا لا يحسد عليه عندما يعطى لداعش غطاء شرعياً ولو بشكل غير مباشر بأسم الدين ، نسأل اي دين هذا الذي يسمح بما يقوم به داعش ،؟؟ وكيف يمكن ان يكون هناك من يدّعي الايمان ان يؤمن بايمان داعش ويعتبرهم مؤمنين بالله ،؟؟ اي الله هذا الذي يعبدونه هؤلاء الدواعش ؟؟ ويؤمنون به ؟؟ هذا الذي يسمح لهم ان يرتكبوا هذه الجرائم البشعة بأسمه ،؟ ، قد تكون هذه التي نسميها جرائم حسب القانون الوضعي هي غير ذلك عند داعش وشيخ الازهر ، لان القانون الذي يعتمده داعش وشيخ الازهر هو تطبيقه لاحكام وشرائع معروفه لديهم وواجبة التنفيذ والاتباع ، ...

ولكن هذه الاحكام والشرائع المطبقه لديهم هي احكام واعمال مدانه بموجب قوانين وضعية انسانية شرعوها في الغرب ليعتمدها الانسان المتحضر في مجتمع متطور يحب الحياة ويعيش من اجل اسعاد الانسان وتحقيق طموحه في غد افضل محققا لهم بموجبها العدالة والمساواة والامن الاجتماعي والسلام وتطبيق القانون .. هذه القوانين التي لا تفرق بين مواطن اصلي ولاجئ هارب من دولة المؤمنين بالله واليوم الاخر ليلتجئوا الى دول الكفر حسب مفهوم الشيخ لانهم يعملون الكبائر ؟؟ ليتمتع هؤلاء اللاجئين بانسانيتهم وادميتهم التي فقدوها في دولهم المسلمة..

ولكن الشئ بالشئ يذكر وعلينا ان نطرح سؤال هو من حق كل شخص بالعالم ان يطرحه وخاصة المسلمين منهم ، ايعقل ان يكون القانون الوضعي الانساني الذي انتجه ووضعه العقل الانساني ، خاصة الموجود في دول الكفار ، اكثر انسانية وعدلاً وانصافاً ومساواة وامناً واستقراراً وتحقيقاً الحياة الرغيدة للانسان بغض النظر عن شكله او لونه او جنسه او دينه او مذهبه او طائفته ، او. او. او ...

اليس المفروض ان نعرف ونتعلم من ان الله الرحمن الرحيم يكون قانونه اكثر عدلا ورحمة وانصافا وقيما واخلاقا وانسانية من القوانين التي يضعها الانسان ؟؟ فكيف يسمح ان تكون قوانين البشر اعلى قيما وعدالة وانسانية واخلاقا من شرائع داعش وقوانينه ، فكيف يكون الاله قديرا عندما يسمح للمدّعين باسمه ان يطبقوا شريعته بهذه البشاعة ؟؟؟؟

على المسلمين ان يستعملوا عقلهم ويعيدوا فهم شريعتهم ومبادى وقيم الله الذي يعبدونه ، لكي يرتقوا بانسانيتهم الى مستوى القيم العليا للانسان التي تلتقي بقيم الله الحقيقي الذي بسبب حبه للبشر خلق الانسان على صورته لكي يعرفه وينعمه بهذا الوجود الذي خلقه لاجل الانسان لكي يتمتع به . لا لكي يهينه ويقتله بأيادي هؤلاء المجرمين ..

بهذا الصدد يقول ابن رشد ..
"التجارة بالاديان هي التجارة الرابحه في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل ،، وأذا أردت ان تتحكم في جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني ،، الحسن ما حسّنه العقل ، والقبيح ما قبحّه العقل ،، الله لا يمكن ان يعطينا عقولا ويعطينا شرائع مخالفة لها ،، ان الحكمة هي النظر في الاشياء بحسب ما تقتضية طبيعة البرهان ،، اللحيــــــــــــــة لا تصنع الفيلسوف ،، العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة ،، ان الحكمة هي صاحبة الشريعة ، والاخت الرضيعة لها ، وهما المصطحبتان بالطبع ،، المتحابتان بالجوهر والغريزة ،،

ولكن للاسف كما يقال قتل المسلمون ابن رشد لصالح ابن تيميـــــــــــــــــه ،،،


7 /12 / 2015






 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter