|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة   2  / 10 / 2015                                 يعكوب ابونا                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



امريكا
ماذا بعد خطاب اوباما....؟؟

يعكوب ابونا

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945 وانتصار الحلفاء على دول المحور تم تقسيم العالم بين المنتصرين واستحوذت امريكا والاتحاد السوفيتي على مناطق النفوذ بالعالم لتثبيت وجودهم وتحقيق مصالحهم في العالم من خلال سيطرتهم على تلك المناطق ، ولكن هذا التقسيم وهذا الاستحواذ لم يمنع اي من الدولتين من السعي لاثبات الوجود بتوازن القوى بينهما على الساحة العالمية كمنافس احدهما للاخر في الصراع من اجل البقاء والسيطرة ، وقيل بان الرئيس الامريكي قال بانه كان من الخطأ ايقاف الحرب بعد القضاء على النازيين والفاشست ( المانيا هتلر ، و ايطاليا - موسليني ) لانه كان المفروض ان نستمر بالحرب ضد الاتحاد السوفيتي الذي كان منهك ومتعب من جراء الحرب وبذلك كنا قد انهينا الشيوعية واسقطنا الاتحاد السوفيتي وانتهى الامر ، وليس كما فعلنا بان تحالفنا معه واستأثر بانتصاراتنا وشكل قطب دولي منافس لمصالحنا .. وهذا الذي حدث فعلا اذ بسط الاتحاد السوفيتي سطوته وسيطرته على اوروبا الشرقية واصبحت جزء من المنظومه السوفيتية وبحكم شيوعي فشكلت تلك المنظومه الدولية قوة عظمى اطلق عليها المعسكر الاشتراكي منافسا قويا للمعسكر الغربي الامريكي واوروبا ، .....

الامر تطور الى صراع بين المعسكرين الغربي والشرقي ليأخذ شكل الحرب الباردة بينهما لسنوات طويله ، فكانت امريكا تسعى لزعزعة الفكر الشيوعي باي شكل واسقاط الحكم السوفيتي لانهاء دوره وتأثيره بالعالم ، لتستقطب العالم تحت جناحيها والاستحواذ على موارده وثرواته ، الاتحاد السوفيتي كان بالضبط منذ ذلك مع حقوق الشعوب ونيل استقلالهم وتحقيق مصالحهم الوطنية والسيادية ، فكان السوفيت بهذا التوجه يشكلون حجر عثرة في طريق الامريكان في تحقيق تلك المصالح ، فكانت حيرة امريكا بسبب الدور السوفيتي الكبير على ارض الواقع وكعضو فاعل في مجلس الامن الدولي ،...

فاحتدت المنافسه بينهما كقطبين متنافسين لسنوات فدخلا في الحرب الباردة ، واستمر الصراع بينها لاثبات القوة والتوازن الدولي حتى سقوط الاتحاد السوفيتي ، وهناك من يقول بان لامريكا الدور الكبير في اسقاط الاتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية في عام 1991 ، ومهما كان الامر فان امريكا حققت النجاح في مسعاها وهدفها بان تكون القطب الوحيد في العالم بدون منافس بعد انهيار منظومه الدول الاشتراكية ، واخذت تمارس سياسة القطب الواحد مصحوبا بالسطوه والقوة بتدخلها في شؤون الدول بشكل مباشر او غير مباشر وتقرر مصير دول بدون استئذان من احد وكأنها الحاكم الوحيد للعالم ومسؤوله من ادارة شؤونه فتدخلت في افغانستان والعراق والصومال واليمن وشمال افريقيا وجنوب شرق اسيا ووسط اوروبا ووووووووووو..

ولكن ماذا بعد كل هذا التدخل وما كانت نتائجه ؟؟ القناعه لدى الغالبية العظمى من الناس بان امريكا لم تدخل مكان الا دمرته ، وهذا ما هو حاصل فعلا ،، في العراق وافغانستان وليبيا واليمن ووو.. هذا هو الواقع ولكن طبيعي ان تحاول امريكا ان تعزي ذلك الى اسباب ومسببات اخرى كثيرة لا يد لها بها ، ولكن الواقع يبقى مقروءاً بنتائج تدخلها وليس بتبريرات لاخطاء غيرها وهي ارتكبتها فكانت هي سبب تلك النتائج وما الت اليه الامور في تلك البقاع والدول ،، مسؤوليتها متحققة كونها القوة الفاعلة و الوحيدة في ادارة دفه الشؤون العالمية بشكل مباشر او بشكل غير مباشر عن طريق هيئة الامم المتحده ، عليه فامريكا تتحمل وزر تلك الاحداث لانها القطب الوحيد المستأثر بمجريات الاحداث هنا وهناك باستعمال قوتها وسطوتها لكل ما يجري ويحدث ..

ولكن ماذا بعد ان استأثرت امريكا لاكثر من عقدين من الزمان على مجريات الاحداث بالعالم ؟؟ نتعرف على ذلك ونتأكد الى ما قاله الرئيس الامريكي اوباما في خطابه الاخير بما اشار اليه وبما يعنيه ان ( امريكا بعد تجربتها بالعراق لا تستطيع ان تتحمل لوحدها مشاكل العالم ) ؟؟ هذا الاعتراف يؤكد فشل امريكا بتحقيق الحلم التي سعت الى تحقيقه منذ سنوات طويله ، وفعلت الكثير بالاضرار بمصالح الشعوب من اجل تحقيق ذلك كما عملت على اسقاط الاتحاد السوفيتي الذي كان قوة عظمى تحافظ على التوازن الدولي لصالح الشعوب والامم ، فاعتراف امريكا واقرار اوباما بهذا الفشل يحمل بين طياته امرين مهمين :

الاول - هو فعلا فشل مسعاها في ان تكون القوة الوحيده بالعالم لا ينافسها احد وهذا ما لم تستطع تحقيقه على ارض الواقع وطلبت ان يكون هنالك قوة اخرى تشاركها هموم العالم .

ثانيا - الاقرار بالفشل جاء بعد ان وجدت بان روسيا التي ورثت تركة الاتحاد السوفيتي بزغت شمسها من جديد وبدأت تأخذ دورها الفاعل بين الامم لتشكل قوة منافسه لامريكا في ارض الواقع ، فعلى امريكا ان تأخذ بنظر الاعتبار بان الدب الابيض ظهر من جديد ليس كما كان سابقا بل كما يجب ان يكون اليوم وفق المعطيات الجديدة في العالم الجديد ليعيد التوازن الدولي الى سابق عهده ، بعد ان فشلت سياسة القطب الواحد وادت الى هذه الفواجع التي المت بالعالم ... فالعالم بحاجة الى تعدد القوى والاقطاب لتجنب الحروب وتحقيق السلام والامن الدوليين ..

..... طوبى لصانعي السلام لان اولاد الله يدعون ....

 

 2 / 10 /2015

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter