|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  24  / 4 / 2016                                 يعكوب ابونا                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



 يسقط الشعب ؟ يا.. يسقط ....؟؟؟
تعيش الحكومة.. !؟ تا ....!!!؟؟؟

يعكوب ابونا
(موقع الناس)

كيف يمكن ان نقيّم شعب يمتلك من التاريخ والحضارة اكثر من سبعة الاف سنة ، ويتظاهر لما يقارب سنة من الزمن مطالبا بتأمين ابسط حقوقه كانسان ومنها الكهرباء التي بدأت تظاهراته من اجل تأمينها ، ولم يستطع ان يحقق شئ ،.. ؟ اي شعب هذا الذي يقبل كل هذا الضيم ؟؟ لانه عندما طالبت الجماهير باقالة وزير الكهرباء الذي عجز عن تأمين الكهرباء للمواطن ولفساد وزارته ، تم استدعاء الوزير من قبل مجلس النواب الذي انتخبه هذا الشعب البائس فلم يجد البرلمان في هذا الوزير اية نقيصة بل اعتبره قدوة حسنة وانه اشرف من النواب الذين استجوبوه !!!!! ولم تكن المرة الاولى التي يجري بها استجواب مسؤول من قبل البرلمان ،ولكن كل الذين استجوبهم البرلمان خرجوا كما يقول المثل المصري مثل الشعرة من العجين وهم مرفوعي الراس واثبت اعضاء البرلمان باستجوابهم الهزيل بان هؤلاء هم كفوئين ابرياء وأسيئ اليهم قصدا وعمدا من قبل الشعب وعندما يكون هؤلاء كفوئين ومقتدرين بقرار البرلمان فيكون الذين اتهموهم هم الفاسدين طبعا وهو الشعب فليسقط الشعب الفاسد ، هذا المنطق لا يمكن ان يكون بزمن تسوده القيم والاخلاق بل يحدث هذا في الزمن الردئ الذي نعيشه الان زمن الحيتان والحراميه سراق المال العام...,.

طبيعي امام هذه السلوكية المدانة وهذا التصرف غير المسؤول فان الجماهير المتظاهرة رفعت سقف مطاليبها وطالبت بمحاسبة كل الفاسدين في السلطات الثلاث ، والضرب بيد من حديد على رؤوس الحيتان الكبيرة ، استمع رئيس الوزراء السيد العبـــــــــادي لمطالب الجماهير واستجابة لصوت المرجعية الدينية ووعد بضرورة اجراء الاصلاحات ومحاسبة الفاسدين .. فوعدهم خيرا وشمّر عن ساعديه وكتب على الورق قراره بمحاربة الفساد بكل قوة ، توهم الشعب بان القرار رادع ومدخل لتحقيق العدالة المرجوة !!؟؟ وهكذا انطلى الامر على هؤلاء البسطاء الطيبين عندما افترضوا حسن النية بهؤلاء الفاسدين ... !!

لان الذين طالبت الجماهير والمرجعية باجتثاثهم وضرب رؤوسهم بيد من حديد كانوا يضحكون بملئ اشداقهم لهذا القرار وهذا التوجه الذي ليس الا حبرا على ورق ، والذي يحصل ليس الا تمثيلية لا يمكن اخراجها بالمطلق ... لانهم يعرفون انهم اصحاب قوة ونفوذ وورائهم كتل سياسية وبرلمانية ، يحميهم الدستور المشوّه وتساندهم التوافقات السياسية المقيته التي تمنحهم حصانة وتمنع ان ينالهم اي ضرر حتى وان كان مصدره الشعب ومصلحته العليا ، لان مصلحتهم فوق كل مصلحة ، بدليل لم نجد شئ حققوه لناخبيهم على الاقل ، بل نجدهم حققوا الكثير لانفسهم وبدون ان يتمكن احد من محاسبتهم ومساءلتهم ،،؟؟..

لا يخف على احد بان جماهير شعبنا كانت تسعى الى التغيير لتحقيق مكتسبات عصرية بنضوج ذاتي ترتقى الى الطموح ، في تحقيق الافضل والاحسن في المطلوب تغييره ..ولكن الذي تم تغييره في العراق ؟؟ انهم ابتدعوا حالة جديدةلم تكن معروفه في العراق وهي المحاصصة بأنواعها لكي تتيح لهم فرصة اغتنام المكاسب والمناصب بدون وجه حق وعلى حساب الوطن والمواطن ....

اراد العبادي ان يلتف على الجماهير والمرجعية فوعد باجراء التغيير الوزاري من التكنوقراط المستقلين بعيدين عن التكتلات والاحزاب المتنفذة ، فجاء كما هو معروف بظرف مغلق الى البرلمان خلافا لكل الاجراءات الرسمية والشكلية المطلوبة ، وكان معروفا بأن برلمان الكتل والمبني على المحاصصة سوف لا يوافق على هذه الكابينه لانها من التكنوقراط فهي لا توافق مصالحه ولا تطابق منهج المحاصصة التي رسمته في تقسيم الكعكة ، فجاء العبادي بكابينه ثانية بالاتفاق مع هؤلاء الحرامية الذين يجب ان يساقوا الى العدالة بدلاً من ان يقرروا مصير الحكم ونوعه .

فكانت الكابينه الثانية المقترحه وهو المتوقع طبعا ان تكون طبقا لما ترسمه المحاصصة فكان التغيير فقط لاسماء الوزراء مع احتفاظ كل كتله بمستعمراتها الوزارية ومنافعها الاستحواذية في السلطة ، وبسبب الاخذ والرد بين الكتل والنواب ومراقبة الشارع والمعتصمين على هذه المهزلة وما يجري داخل مجلس النواب وبدلاً من يأخذوا صوت الشارع بنظر الاعتبار لتحقيق مطالبه في حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة سيئة الصيت ، نجد تأكيد المحاصصة في اجتماع الرئاسات الثلاث مع رؤساء الكتل والاحزاب ويوقعوا بشرفهم وثيقة الكعكة التي اسبغوا عليها كل شرفهم ووعدوا بان لا يمكن ان ينال احد من استحقاقاتهم السياسية وحقوقهم التي يعتقدون بانهم ورثوها من شعب فاسد تنازل عن حقوقه ومنحها لهم عندما انتخبهم ليكونوا هم الوارثون الحقيقيون له ، بالله عليكم هل هناك اهانه اكثر من هذه تلحق بالشعب العراقي ، تظاهرات واحتجاجات واعتصامات لانهاء المحاصصة يأتي هؤلاء رغم انف الشعب ويجتمعون لا لكي يحققوا للشعب مطاليبه بل ليهينوا مطاليبه واستحقاقاته ، بدون ان يعيروا له اية اهمية ؟؟

اي استخفاف اكثر من هذا ؟؟ اتخذوا قرارات بشكل وثيقة معززة للمحاصصة ومانحة لهم سلطة وسطوة وحكم وامتيازات ما انزل الله بها من سلطان ،،هل هذه هي اصلاحاتك التي وعدت بها شعبك يا سيد العبادي ؟؟

يقال بسبب وثيقة الشرف هذه التي سمتها جماهير شعبنا بوثيقة ( لا شرف ) لان هؤلاء الذين وقعوها لو كان لهم شرف لما اسبغوه على الورق ، وانما لعكسوه على اعمالهم بخدمة شعبهم ليكونوا شرفاء حقاً...؟؟ لذلك يطلق عليهم شعبنا بالحيتان الكبيرة والحرامية سراق المال العام ، احتج بعض النواب واستنكروا واعتصموا من جراء هذا التصرف اللا اخلاقي لهؤلاء الموقعين على الوثيقة ، تطورت الامور بشكل دراماتيكي فوصل الامر الى جلسه نيابية تم التصويت بالاكثرية على اقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبيه ، اي هيئة رئاسة البرلمان بكاملها ، واطلقوا على انفسهم معتصمون لحين تحقيق مطاليب الجماهير وهي القضاء على المحاصصة ومحاسبة الفاسدين وتشكيل حكومه تكنوقراط مستقلة بعيدة عن التكتلات السياسية والحزبية ..

يتساءل البعض عن قانونية قرار اقالة مجلس الرئاسة ، المعتصمون يزعمون بان النصاب كان كاملاً والقرار اتخذ بالاكثرية ، فهو من الناحية القانونية ملزم التطبيق ، ولكن بذات الوقت لرئيس مجلس النواب ونائبيه الحق بالاعتراض والطعن بهذ القرار امام المحكمة الاتحادية من الناحية الشكلية بمعنى ان يقدم ما يثبت بان النصاب لم يكن كاملاً .. واذا اثبت ذلك تبطل المحكمة قرار الاقالة وتنقضه لانه لم يتخذ بالاكثرية ووفق القانون ، لان للمحكمة حق الفصل بالقرار على ضوء المعطيات التي تحصل عليها . واما لجوء الكتل السياسية والرئاسات الثلاث الى حل الموضوع بطريقة عشائريـــــــــــــة خارج نطاق الدستور ، فهذا يمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون ، لان شرفهم هذا لا يمكن ان يصان بالتوقيع على ورقه بل باحترام الدستور وتطبيق القانون ،..؟؟

ومن جهة المعتصمين قلنا منذ البدء هؤلاء هم جزء من الفساد المستشري بالبلد وهم الذين حموا الفاسدين و الحيتان الكبيرة لانهم لم يحاسبوا احداً او اقالوه من الفاسدين مطلقاً ، والاكثر من هذا نجدهم يطالبون بحكومة تكنوقراط مستقلة بعيدة عن الكتل والاحزاب ، في الوقت الذي نجدهم وهم في اخر جلسه للترشيح لرئاسة المجلس يسيرون بذات التوجه المحاصصاتي عندما نجد احمد الجبوري او قتيبة الجبوري يرشح بدل سليم الجبوري ، ( الجبوري بدل الجبوري ) فما الجديد اذا ,,؟؟ وكاكا نوزاد او كاكا حمه بدل كاكا مروان وهكذا... ، اين سعيكم في التغيير بعيداً عن الكتل والاحزاب ؟ وانتم تطبقون استحقاقات الكتل فالوجوه هي لذات الكتل والاحزاب ..؟؟ من تغشون ؟؟ انفسكم ..؟؟

ملاحظة تشكيل حكومة جديدة لا يمكن ان ترتقي بمستوى السلطات الثلاث الى الافضل لانهم هم اقطاب المحاصصة والفساد .. اجتثاث هذه السلطات مطلوب ، وبسبب فسادهم كل مفاصل الدولة اصبحت فاسدة فالامر يتطلب قلعهم من الاساس ، ومع ذلك وبما انهم بدأوا باقالة رئاسة مجلس النواب وحسناً فعلوا لانها بؤرة الفساد بحماية الفاسدين ، ليكون هذا الاجراء مدخلاً لاقتلاع البقية واجتثاثهم .. ولكن يجب ان يكون عن طريق الجماهير وليس عن طريق اخر لكي لا يقودنا الى ذات الطريق المدان .؟؟. وصراحة نقولها ان الشعب الذي لا يستطيع ان ينال من حكومة فاسدة ويسقطها فليسقط هو لانه شعب لا يستحق الحياة ...

 

23 / 4 / 2016






 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter