|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  17 / 5 / 2016                                 يعكوب ابونا                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



 هل تمت الطبخة بين
رئيس مجلس القضاء الاعلى و رئيس الجمهورية .؟؟
على حساب النواب ؟؟؟

يعكوب ابونا
(موقع الناس)

في عام 399 قبل الميلاد تجرع الفيلسوف اليوناني سقراط كاس السم ليموت تنفيذا لقرار الحكم الصادر بحقه في الوقت الذي كان في مقدوره ان يهرب من السجن بمساعدة تلاميذه وزوجته الروحية وينجُ بحياته من هذا العقاب .. الا انه رفض قائلا كيف لي ان اهرب من تنفيذ القانون ، وانا ادعو لتطبيق العدالة ... فمات هذا الانسان العظيم مصرا ان يحترم قرار القضاء رغم اجحافه بحقه ...

ذكرتني هذه الواقعة عندما قرأت خبر زيارة رئيس مجلس القضاء ( السلطة القضائية ) لرئيس الجمهورية ( السلطة التنفيذية ) ليتداولا ليس بالشان العراقي بل بمشكلة مجلس النواب ( السلطة التشريعية ) كما سماها رئيس الجمهورية وطلب الاسراع بحلها ، واجابه رئيس مجلس القضاء سوف يتم ذلك بحيادية تامة وموضوعيه قصوى ،،!!!!!! ؟؟

ونحن نسأل اية حيادية وموضوعية يتكلم عنها رئيس مجلس القضاء وهو يستشير رئيس السلطة التنفيذية حول المخرج لهذه القضايا المرفوعة من قبل النواب المعتصمين وبعض الوزراء المقالين ، منذ متى اصبح رئيس الجمهورية خبيراً قضائياً او أدعاء العام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لكي يتداول رئيس القضاء معه بشأن الدعاوى المرفوعه امام القضاء ؟؟ كيف يسمح رئيس القضاء لنفسه ان يتحدث عن قضايا مطروحة امام القضاء وقبل البت فيها مع جهة غير قضائية ؟؟ اليس هذا انتهاكا لحرمة القضاء ؟ ومن قبل رئيس القضاء ينتهك هذه الحرمه ؟؟ حتى وان كان المتداول معه رئيس الجمهورية ،؟؟ السلطة القضائية لا سلطان عليها من احد ، وهذا ما نص عليه الدستور بالمادة 88 منه " القضاة مستقلون، لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون ، ولا يجوز لاية سلطة التدخل في القضاء او في شؤون العدالة " ....

الدستور حمى القضاء من اي تدخل بشؤونه وفق المادة اعلاه ، اذا لماذا يطرح موضوع القضايا المرفوعة من قبل النواب امام رئيس الجمهورية ؟؟

لان الحديث عن دعاوى مرفوعه امام القضاء مع جهة غير قضائية ؟؟ هل ذهب رئيس القضاء يبشر رئيس الجمهورية بحسم تلك القضايا ، وهذا ما لم يحصل ،؟؟ فالامر واضح وضوح الشمس بانه جاء لكي يتفق كيف تحسم تلك القضايا ولصالح من ؟؟ بمعنى اخر جاء لكي يتفقا كيف يطبخان الطبخة ويلزما بها القضاة المحال اليهم تلك الدعاوى ، لاصدار قراراتهم بحسم تلك الدعاوى وفق مصالح كتل الفساد الحرامية ......

لان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري رفض رفع الدعوى امام المحكمة الاتحادية لبيان مدى قانونية القرار المتخذ من قبل النواب المعتصمين باقالته رغم ان المحكمة المذكورة منحته الفرصة لاقامة تلك الدعوى او يمكن ان نسمية تظلم من قرار الاقاله. ... ولكنه استمر بادارة رئاسة المجلس كرئيس للمجلس ,,

اعتبر النواب المعتصمون هذا الامر مخالف للقانون فاقاموا دعاوى امام المحكمة الاتحادية طاعنين بقانونية جلسات مجلس النواب بعد اقاله رئاسته ... بصراحة لا علم لي بما نصت عليه عريضة الدعوى المقامة من قبلهم ، الا انني اجد بانه يجب ان يكون طلبهم :

1- وقبل كل شئ التأكيد بان اقالة رئاسة مجلس النواب كانت وفق القانون بمعنى ان الجسلة كانت كاملة النصاب ، لان هذا اهم شئ سيتحقق منه قضاة المحكمة الاتحادية ان كان النصاب كاملا ام لا ، لان هذا الجانب هو الجانب الشكلي في قرارات مجلس النواب ان لم تكن الجلسة كاملة النصاب لا يمكن اتخاذ اي قرار.. ، هذا هو الاجراء الطبيعي الذي يسلكه القضاء لتطبيق العدالة ، ولكن بعد الاجتماعات اعلاه هل نأمل ان تكون هناك عدالة في تلك الاجراءات ؟؟؟ هذا ما نشك به ....

ومع ذلك لنفترض حسن النية بالقضاء ، ونقول ان رفض سليم الجبوري رفع دعوى التظلم امام المحكمة طالبا الغاء قرار اقالتهم والتجاءه الى جلسة نيابية طالبا الغاء قرار الاقالة وهذا تم فعلا ، اليس هذا بحد ذاته مخالفه قانونية واقرار ضمني منه بان قرار اقالته كانت مستوفي للشروط القانونية .. لان ليس من اختصاص مجلس النواب النظر بمثل هكذا قرارات ، بل هي حصرا بالمحكمة الاتحادية.. وبخلافه لا يؤخذ به ..

2- الجلسة التي تم بها تعيين بعض الوزراء تكون والحاله هذه غير قانونية لان من ترأس الجلسة مقال لا يضفي على الجلسة شرعيتها القانونية ، فتكون الجلسة باطله . والمبني عل الباطل باطل .. بمعنى ان القرارات التي اتخذت فيها بما فيه تعيين الوزراء تكون باطله ..

3- اقامة الدعوى من قبل النواب المعتصمين ، يجب ان تكون على الاقرار بشرعية وقانونية اقالة مجلس الرئاسة ، اولا وعدم الدخول في متاهات غيرها .. مثلا اذا كانوا قد اقاموا دعوى الطعن بقرار تعيين الوزراء لعدم اكتمال النصاب القانوني للمجلس ، فهذا يعني انهم يقرون بان قرار اقالتهم لرئاسة المجلس لم تكن قانونية بمعنى اخر اقرارهم بشرعية رئاسة البرلمان واعتراضهم على شكلية انعقاد الجلسة وقراراتها. وهذا سيكون جانب اخر غير الذي يريدون تحقيقه ، نأمل بان يكون التركيز على دفع الدعوى بان انعقاد الجلسات برئاسة الرئاسة المقاله غير قانوني، وعدم الطعن باجراءات المجلس ان كانت الجلسه مكتملة النصاب ام لا .. لان ذلك يعنى التحقيق من قانونية انعقاد الجلسة وليس صحة قراراتها وقانونيتها .. نأمل بان يكون النواب المعتصمين قد اخذوا هذا بنظر الاعتبار وفق سياقها القانوني كما ذكرنا انفا .. لان قرارات المحكمة الاتحادية حاسمه وفق المادة 94 من الدستور ،..

ومع ذلك لنا الثقة بان القضاء العراقي سيكون كما تعودنا ان يكون ..

..... واذ حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل .....

 

16 / 5 / 2016






 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter