|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  15  / 5 / 2015                                 يعكوب ابونا                                 كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



 محاكمـــــــــــة الله

يعكوب ابونا

لا تستغرب من العنوان وتستنكره ،الا تقولون ان الله هو خالق وصانع كل شئ في هذا الكون ، بما فيه هذا الذي يسمونه الانسان و انه خلقه على احسن تقويم وصلاح ،؟ ولكن ما نجده اليوم وخاصة في بلداننا هل فعلا خلقه على احسن تقويم ؟؟ واين صلاحه وهو على صورة الله مخلوق ؟ هل من يحمل صورة الله يقتل الاخرين ام يعمل على ارهابهم ام سرقة اموالهم او اغتصاب بناتهم ونسائهم ام تهجيرهم من منازلهم وبيوتهم ،ام ام ام ... الكثر من المأساة الاخلاقية والانسانية والقانونية يعيشها ويعاني منها المواطن على يد هؤلاء المجرمين ان كانوا اصحاب سلطه او رجال دين ، فاين الله من كل ذلك ؟؟؟اليس هو القادر ان يفعل كل شئ وينهي كل شئ ، اليس هو من يحمل اكثر من مئة اسم كل اسم يدل على صفة من صفاته وقوته ، لماذا هو ساكت عنهم وهم يستعملون اسمه وصفاته في اجرامهم ؟ لا تهز مشاعره آلام ومعاناة وبكاء وصراخ اليتامى والارامل والفقراء والمساكين والمعوزين والمرضى والمعتقلين والمضطهدين والمهجريين والنازحين والثكالى وكل المحتاجين الى رحمته رغم الدعاء والصلاة والقرابين الا ان الامر يزداد سوءا يوما بعد يوم ، وكأن له غرض من هذا الذي يجري ،
( فالسكوت في معرض الحاجة بيان ).. ......،

امام هذا الواقع المؤلم والمأساوي وغير الأنساني وامام استغراب وتساؤلات الكثيرين لما يجري ، اخذ الثوار والغيارى من المفكرين على عاتقهم مسؤوليه مجابهة هذا الواقع ، وقرروا مجابهة الله ومحاسبته عن عمله وخلقه وصناعة يديه ،ولكي يكون الامر قانونيا وشرعيا وعادلا ، تم تشكيل ( المحكمة ) ، وكانت التهمه اولا - مسؤوليتة عن خلق الانسان وثانيا- مسؤوليته عما يقوم به الانسان من الشرور والاثام ، ثالثا - لانه لم يفعل شئ لايقاف هذا الاجرام او منعه ، وهو قادر على ذلك ،

نظرت المحكمة في هذه التهم فوجدت انها واقعيه وموضوعية جديرة بالدراسية والتأمل ، والاخذ بها والحكم وفق منطقها ، ولكي لا نطيل سوف اعرج على ذكر بعض حيثيات الحكم الصادر .....

الحكم ...
بعد التحقيق والمداوله ثبت للمحكمة مسؤولية الله عن كل ما يجري في الارض وهو مسؤول عن معاناة البشر وعن كل الذي يحدث في هذا الكون .. فهو خالق العالم وصانعه وهو المتحكم فيه وهو القادر على كل شئ ، اذ به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ مما كان ، فهو القادر على منع حدوث كل شئ او اي شئ لانه صنع يديه ،الا انه لم يتدخل ولم يعمل لايقافه او منعه ، وبما انه يعترف بكتبه بانه خالق وصانع كل شئ وله القدرة على تغيير او تبديل ومنع كل شئ من الحدوث ولم يعمل ، فتكون مسؤوليته متحققه عما نسب اليه ، لذلك يتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية والشرعيه عن ذلك، وعليه فقد حكمت المحكمة عليه بما يلي ....

القـــــــــــــــــــــــرار : -
بعد المداوله قررت المحكمة ان ينزل الله من عليائه ويعيش في الارض كانسان ليتحمل معاناة الفقراء واليتامى والمساكين ويعيش مع السجناء والمظلومين والمضطهدين والمهجرين والنازحين ومكسوري القلوب ، والارامل والثكالى وكل المضطهدين في الارض ليشعر بمعاناتهم والامهم واوجاعهم واحزانهم ويتعرض لما يتعرضون له اتباعه على يد حفنه تدّعى انها تمثله ، وليعش واقعهم بكل مسؤوليه مباشرة وغير مباشر .. وعلى ذلك تم الاتفاق وصدر القرار بالاجماع .... قابلا للاستئناف ..

تم استئناف القرار ضمن المدة القانونية :..
نظرت محمكة الاستئناف بالاستئناف المقدم وبعد دراسة اضبارة الدعوة وحيثيات القرار الصادر بالدعوى ، وجدت المحكمة 1- الله خلق الانسان وهذا ما تم فعلا ولكن خلقه حرا وليس عبدا ومنحه عقلا مميزا يستطيع به ان يميز الخير عن الشر ،، فهو مخيّر وغير مسيّر ، فهو مميز لاعماله وافعاله ولا سلطان عليه من احد فالذي يعمله بمحض ارادته ، فهو يختار اعماله فعلا وقولا ، وان كان مسيرا وغير مخير فمن العداله ان يتحمل من يسّيره مسؤوليه ما يقوم به لانه يكون معدوم الارادة فاقد الاهليه غير مميز في سلوكيه واعماله ، واما وهو يختار ما يشاء ويعمل ما يشاء بارادته وحريته بدون توجيه او اكراه ، فهو خُلق حرا طليقا وليس عبدا وغير مقيد لحريته وغير موّجه ولكن رسم له طريق الخلاص ، ليعرف خلاصه من مماته ، لذلك فهو يتحمل مسؤوليه ما يقوم به بمحض ارادته واختياره ..

قـــــــــــــــــــــــــــــرار الاستئناف :-
بعد المداوله وجدت محكمة الاستئناف بان قرار المحكمة الاولى مخالف للقانون ،، للاسباب التاليه :
1- ان محكمة البداءة لم تأخذ بنظر الاعتبار قانونية الاحكام وقطعيتها ، اذ لا يجوز ان يصدر حكم مرتين على ذات الفعل..
2- لان محكمة الاستئناف وجدت من الوقائع القضائية التاريحية بان الله سبق وان نفذ الحكم القاضي بالزامه ان ينزل من عليائه الى الارض وينفذ كل ما جاء في قرار الحكم الاول اذ لوحظ بان المحكمة الاولى لم تعرف او قد فاتها بان قبل اكثر من الفين سنه ، او اكثر نزل الى الارض وتحمل فيها اكثر ما حكم به عليه من قبل المحكمة الاولى ......
الوقائع التاريحية تثبت بانه سبق وان عاش في تلك الفترة معاناة الفقراء والمساكين ومكسوري القلوب والمضطهدين واليتامى والمسجونين والارامل والفقراء والمساكين والمعوزين والخاطئين وتحمل وزر خطاياهم وهو بدون خطيئة ،لا بل اكثر من ذلك عُذب وسُجن وصُلب ودفع بدمه على الصليب ثمن خطيئة العالم لكي يخلص كل من يؤمن به ....تحمل كل ذلك لان الله محبه فاحب العالم وبذل ابنه الوحيد من اجل خلاص كل من يؤمن به ، نقتطف بعض من انجيل يوحنا :
3 / 16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية
17 لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم ، بل ليخلص به العالم
18 الذي يؤمن به لا يدان ، والذي لا يؤمن قد دين ، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد
19 وهذه هي الدينونة : إن النور قد جاء إلى العالم ، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة
20 لأن كل من يعمل السيآت يبغض النور ، ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله
21 وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور ، لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة ."

من هذا وجدت المحكمة انهم لم يؤمنوا به ولم يعملوا اعماله وافعاله بل بالعكس خالفوا وصاياه وساروا في طريق الشيطان فارتكبوا الخطايا والمعاصي واما هو واتباعه ولحد يومنا هذا فقد تعرضوا الى كل انواع القهر والظلم والاضطهاد والقتل والارهاب ، معتقدين قاتليهم انهم يعملون ذلك تقربا لله ، وهذا ما نبهنا به ، الرب يسوع المسيح عندما قال سيأتي يوما يقتلونكم ويضطهدونكم فيه ويعتقدون انهم يقدمون خدمة لله ..

لكل مما جاء اعلاه وجدت محكمة الاستئناف بان قرار المحكمة الاولى ،مخالف للقانون ، فقررت رده ، ولكون الحكم صالح للفصل به قررت محكمة الاستئناف :-
1- براءة الله من التهم المنسوبه اليه ،
2- الحكم والزام البشر بوقف شرورهم واضرارهم للاخرين لان الله بريئ من كل هؤلاء المجرمين الذين يستعملون اسمه باطلا ، لان الله ليس مجرما او قاتلا او ارهابيا او زانيا او غاصبا او سارقا او منتهكا كرامه البشر لكي يرتكب هؤلاء اجرامهم ودناءتهم باسمه ، هذه اعمالهم اعمال الشيطان ، ولا تمد لله بصله ..
3- تجد المحكمة بان الرجوع الى الله الحقيقي الذي فدى الانسان بدمه الزكي من اجل خلاص كل الذين يؤمنون به ويقبلوه ، اما من يرفضه يمنحوا للشيطان مكانه في حياتهم ، ، فهم يكونون اولاد لشياطين واعمالهم خير دليل على ذلك ، الله يمد يده لهم جميعا لكي ينقذهم يردهم الى طريق الصواب طريق الحق والحياة ويمنحهم القوة والمقدرة لمحاربة الشيطان واذنابه وازلامه ..لان الله لا يكره الخاطئ بل يكره الخطيئة ، فتوبوا لله لتكونوا اولاد الله ، " واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه " يوحنا 1 : 12 ..
4- لا تيأسوا وتحملوا واصبروا لان الله يحب الصابرين والمؤمنين به ،، لان كل الاعمال تقود الى الخير ،
فالمجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسره ....


14/ 5 / 2015





 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter