| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

 

الأثنين 13 /11/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

كلدواشوريين في محاكمة صدام


المحامي : يعكوب ابونـــا

لظروف طارئة لم يتسنى لي متابعة جلسات محاكمة صدام حسين في قضية الانفال وخاصة جلسة يوم 8/ 11 / 2006 التي تخللتها بعض المفارقات ، منها ما اشار اليه الاخ ( ثامر ) في مقاله المنشور في موقع ( زهريرا ) تحت عنوان (( في الوقت الضائع ، صدام يسجل نقطة لصالحه ، هل من متعض )) ...
بصراحة كانت التفاته موفقة ومعبره من لدن السيد ثامرحول ما جرى في جلسة المرافعة في اليوم المذكور ، فكان تشخيصه واردا لحالة اراد بها البعض اثناء المرافعة ان يطمرحقيقة الاضرارالتي اصابت غيرالاكراد من ( كلدو اشوريين ) من عملية الانفال .....في الوقت الذي يجب الاقرار والاعتراف بالواقع حتى وان كان ذلك لعدوك .. ولاهمية الموضوع نقتبس بعضا مما جاء في المقال المذكور:
يقول (( .... والشواهد كثيره على ذلك, وهي كما نرى اليوم تتوالى بشكل لا إرادي على ألسنة المشتكين /الشهود ..أنفسهم رغم مساعي البعض المشكوك فيها من قبل أطراف معينه في المحكمة فالمترجم على سبيل المثال في جلسة يوم الأربعاء 8_11 _2006, وهو كردي من دون شك, يثبت من خلال ترجمته لأقوال المشتكين من الإخوة الأكراد,بأنه يحرص بإصرار على جعل ضحية الأنفال هي كردية فقط, ... وكذلك حينما يتوجه أحد محاميي الدفاع عن المشتكي(الدفاع الشخصي)بسؤاله لموّكله ,سائلا إياه السؤال الأتي:(هل كان يسكن تلك القرى التي تم قصفها من قبل النظام من غير الأكراد)؟ أم جميعهم أكراد؟ .... كان رد المشتكي باللغه الكرديه :أن إحدى القرى(ماركاجيا , إيكمالا) كانت كلّها من ال(فله)أي من المسيحيين ,وقرى أخرى كان يسكنها ( الفله والمصلمان) اي المسيحيون والمسلمون معا ,ألذي جذب إنتباهي وربما الكثيرون معي هو طريقة ترجمة المترجم لهذه العباره(الفله والمصلمان) حين ترجمها بالقول : يسكن القرية مسيحيون وأكراد!وحسب معرفتي ,فإنّ المترجم(محلّفا), ... فمن أين جاء لنا بهذه الترجمة؟ وهل هو فعلا يجهل ماذا تعنيه كلمة (المصلمان) وما يقابلها في اللغة العربيه؟ هل فعلا كلمة(المصلمان) معناها الأكراد؟ بينما كلمة (فله) تعني فقط المسيحي , ... أم أن السيّد المترجم قد أقسم اليمين على تكريد كل ما يرد في محاضر جلسات المحاكمة ؟ .
وعلى المحكمة الموقره أن لا تكون هي الأخرى في لامبالاتها ضالعة في تهميش ضحايا الأنفال ودماء الكلدواشوريين السريان(المسيحيين)حتى يتم طمس حقهم في إستعادة كل ما خسروه من قرى وممتلكات وأراضي وكنائس طالتها ألة الدمار الحربية في حينها... وفي نفس الصدد وعلى نفس المنوال, كان تعليق محامي الدفاع الشخصي الكردي ، لقد أصرّ محامينا العبقري قائلا بأن المسيحيين في تلكم القرى هم أكراد ......
واما صدام حسين المتهم, المدان,والمجرم, وقائد الأنفال سيئة الصيت, وقاتل الألوف والديكتاتور الذي عرّب كركوك, ومدّمر الدجيل, ومستخدم الكيمياوي ضد شعبه,وراعي المقابر الجماعية , وهوالذي إستكرد مدينة نينوى وإستعرب العديد من قراها الكلدواشورية حين جلب الألوف من جحوش العشائر الكردية والعربية وأسكنها في نينوى وقراها من أجل ضمان أمنه وفرض سلطانه , صدام المتهم/المدان , يقول فقره مقتضبة قالها وكأنه أراد من خلالها التكفير عن ما إقترفه من ذنوب حيث قال بما معناه
((( أن الاشوريون الكلدان المسيحيون اليوم هم أحفاد أولئكم الذين بنوا العراق منذ ألاف السنين , وهم تاريخ العراق,فعلام تكريدهم قسرا؟,أتركوهم بحريتهم كي يعلنوا عن إنتمائهم القومي بكل راحة وحرية , سواء كانوا يزيدوين او كلدواشوريون…. (((… انتهى الاقتباس ...

نقول فعلا ان هناك البعض من الذين يتصيدون ويتاجرون بحقوق الاخرين من اجل مصالحهم ، ويعملوا جاهدين في سبيل ان يذوبوا الاخرين ويصهروهم في بودقهم من اجل مصالحهم ، ولكن الحقيقية لابد ان تنكشف اذا وجد من يدافع عنها ويناضل من اجلها ...
كانت التفاتة السيد ثامر بترجمة كلمة ( فله ) بالكردية التي تعني ( مسيحي ) وكلمة ( مصلمان ) تعني ( مسلم ) موفقة لان هذا ما لايختلف عليه اثنان من المتكلمين بالكردية .. ولا تعني كلمة مصلمان بمعنى كردي مطلقا . الا اذا اريد تاويلها بشكل مقصود .. بالنسبة لنا لا يهمنا مطلقا ان يفسركل واحد تسمياته بالشكل والمعنى الذي يريده .. ولكن بشرط ان لايكون ذلك على حساب اسمنا و حقوقنا وتسمياتنا ، فلا احد يقبل ان يختزل اسمه وانتماءه ويضاف الى الاخرين لان ذلك يعني الغاء شخصية الانسان ووجوده وكيانه عندما يلغى اسمه او يغتزل ...
من هنا يجب ان نكون اكثر حذرا لكي لانستغفل وتهضم حقوقنا بدون وجه حق ...
اما القول بالنسبة لموقف المحكمة عليها ان لاتهمش حقوقنا ،،، اقول المحكمة لا تستطيع تهميشنا نحن ( الكلدواشوريين ) من اضرارالانفال ، اذا نحن لم نهمش انفسنا.. لذا يجب على المتضررين من ابناء الكلدو اشوريين ، ان يرفعوا الشكوى امام المحكمة المختصة والمطالبة بحقوقهم عن الاضرارالمادية والمعنوية التي اصابتهم من جراء تلك العملية القذرة التي راح ضحيتها الالاف من ابناء شعبنا ... لان المحكمة لا تستطيع ان تنظراو تقرر في حق لم يطالب به احد ، فالمحكمة ملزمة بالنظر في عريضة الدعوى المرفوعة امامها فقط .. وذلك استنادا لاحكام قانون اصول المحاكمات الجزائية بالنسبة للدعاوى الجزائية ، وقانون اصول المرافعات المدنية بالنسبة للدعاوى المدنية ....
لهذا السبب كنا قد طلبنا منذ مدة من كل من تضرر بشكل او باخر من نظام الحكم السابق ان يقدم شكواه للمحكمة المختصة للنظربها ، لان من لم يقدم شكوى لا يتوقع ان يحصل على اي حق له مهما بلغت جسامة الضررالحاصل ، فمن لايطالب بحقة لا احد يمنحه له...
وبالعكس لا يستطيع احد ان يهمش حقا وراءه مطالب .......
اما الالتفاته الاخرى هي تلك الفقره التي اشارة اليها السيد ثامرمن ما قاله صدام حسين في تلك الجلسة ، اذ قال صدام ((( أن الاشوريون الكلدان المسيحيون اليوم هم أحفاد أولئكم الذين بنوا العراق منذ ألاف السنين , وهم تاريخ العراق,فعلام تكريدهم قسرا؟,أتركوهم بحريتهم كي يعلنوا عن إنتمائهم القومي بكل راحة وحرية , سواء كانوا يزيدوين او كلدواشوريون…. (((…
ان هذا القول قد يعنى الكثيرلان قائله ليس شخصا عاديا رغم انه الان في قفص الاتهام ومحكوم عليه بعقوبة الاعدام في قضية اخرى ، لانه كان يوما ما رئيس لدولة العراق ، وهو الذي عمل جاهدا ان يلغي تاريخ الاشوريين وانتماءهم القومي ، لانه كان يخشى هذا التاريخ العريق الذي يتجاوزعمره سبعة الاف سنه ،، فحاربهم بشتى الوسائل فوصل به الامران بمنع تسجل اولادهم في دوائر السجل المدني باسماءهم القومية اوالتاريخية ، والغى كافة الاسماء القومية والتاريخ لبلاد الرافدين من سجل الاسماء التجارية بحجة انها اسماء غيرعربية ،،، سجن وعذب واضطهد وقتل الكثيرمن ابناء شعبنا ، هدم وخرب العشرات من قرانا وبيوتنا وكنائسنا التاريخية ، ومدت يده المجرمة على ابطال شعبنا مؤسسين الحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعــا ) فاعدم كل من( يوسف توما و يوبرت بنيامين و يوخنا ايشو ) في شباط 1985 .. لا لشىء الا لانهم شكلوا حركة باسم اشوري تطالب بحقوقهم القومية اسوة بالاخرين من ابناء شعبنا العراقي الذين يطالبون بحقوقهم كذلك ، فخشى هذه الحركة واسمها وانتماءها التاريخي ، عدمهم بدون ذنب او جريره ارتكبوها لاضد السلطة ولا ضد احد ، فكل ذنبهم وتهمتهم كانت انهم اشوريين ليس الا ، لهذا السبب لا غيره اعدموا هؤلاء الشباب .....
فيكون مستغربا ان ياتي اليوم الذي به صدام حسين يطالب بحقوق الكلدواشوريين ..؟ حتى ولو هو في قفص الاتهام ، فلقوله اهميته لان له ابعاد سياسية على اقل تقدير ....
قد يقول البعض انها صحوة ضمير ، ليعترف بحقوق هذا وذاك بعد ان هضم هو حقوقهم .. لانه ثبت لديه بان كل ما عاناه شعبنا من ظلم وقهر واضطهاد وتدمير كان على يده ويد جلاوزته ، الا ان الحقيقة تبقى ثابته وان الشعب دائما وابدا هو المنتصر.... فعليه وجد ان الوقت قد حان ليقول ولو مرة واحدة في حياته كلمة الحق بحق الاخرين واستحقاقاتهم ..
وقد يكون السبب الرئيسي كما نعتقد هو ان صدام حسين قرأ الرسالة التي كان يجب ان يقراءها في زمن حكمه وقبل سقوطه ، لكان انذاك قد تجنب ما هو عليه الان ، ونجى بنفسه وعائلته وحزبه وجلاوزته ، وانقذ العراق وشعبه ......
وبصراحة نقول للاسف ان صدام حسين قرأ الرسالة متاخرا جدا...بعد فوات الاوان ، لان الوقت الان قد حان وعليه ان يدفع ثمن ما اقترفت يداه من جرم بحق شعبه ... لان حقوق الشعب هي ديون مستحقة الاداء باعناق المسؤولين يجب ان يؤدوها لمستحقيها ... وقد يكون لرسالتة بعداً اخر، كانه يريد ان يقول بشكل غير مباشر لسلاطين اليوم ان الرسالة التي اهملتها زمنا ، هذه نتيجتها التي انا بها الان انظروا .. اقراؤا الرسالة بموضوعية ايها السادة التي اهملها صدام لعنجهيته وكبريائه لتكن لكم دروسا وعبر .. .. فالويل كل الويل لمن يستهزء بالتاريخ ويهمل قراءته ولم يتعض باحداثه ...

يمكن الاطلاع على مقال سابق :

( محاكمة صدام وانعكاساتها )