| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

يعكوب أبونا

 

 

 

 

الأثنين 6/11/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

أدانـــــة صدام حسين وانعكاساتها

 

المحامي - يعكوب ابونا

جاء قرار المحكمة بادانة صدام حسين متمشيا مع طموح غالبية العراقيين ، لانهم كانوا يتوقعون هذا الحكم ويؤيدوه ،، واما البعض الاخر استنكروا هذا الحكم ، ليس لانهم مع صدام او بعثيين كما يعتقد البعض . بل هم في وضعهم الراهن يدافعون عن مصالحهم وامتيازاتهم التي كانت لهم في زمن صدام وخسروها في الوقت الراهن ، نجد منهم في الساحة العراقية و في اماكن اخرى من العالم ، فالذي يجمعهم بصدام كانت تلك المصالح ليس الا ..اما لو كانوا بعثيين حقا لدافعوا عنه وعن مبادئهم الحزيبة ، ولا كنا وجدناهم يهربون من مواقعهم ويتركونه وحيدا ليلقى القبض عليه في ذلك الجحرالنتن.....

المهم القول بكل الاعتبارات والتفسيرات لا يمكن الا ان نعتبر يوم 5 /11 /2006 يوما تاريخيا بكل المقاييس . ليس لان في هذا اليوم اعلن الحكم على صدام بالموت ، لان صدام كان ميتا منذ ان حكم هو على نفسه عندما اتخذ ذلك الجحر مأوى له ...
بل لان لهذا الحكم اعتبارات ومعاني اخرى غير التي نص عليها قرار الادانه ، اهمها البعد القانونية والتطبيقات القضائية التي اثبتت المحكمة من خلالها انها استطاعت تطبيق القانون بموضوعية وشفافية عندما منحت كل تلك المساحة الواسعة للمتهمين بالدفاع عن نفسهم ... وهذا ما لم نكن نجده في زمن محاكم صدام التي كانت تحكم الالاف بدون وجه حق ، من هنا اثبتت المحكمة وجودها كسلطة قضائية فاعلة على ارض الواقع في زمن نحن أحوج ما نكون اليه الى تطبيق القانون وهذا ما كان ... نأمل ان يكون هذا مدخلا في بناء استقلالية القضاء وان يسود القانون وسيادة القانون العراق اجمع ...
ومن الجانب الاخر لقرار المحكمة البعد السياسي ، اذ هو رسالة موجه للداخل والخارج ، وكأن لسان حال المحكمة يقول انظروا ايها السادة الحكام الجدد ورؤساء الاحزاب والطوائف والمذاهب ، بأم عيونكم ان كنتم تبصرون اليس هذا هو الذي كنتم تخشونه وتهابون اسمه ، هاهو ينال جزاءه العادل ما بالكم انتم لا تتعضون..
الا تخشون اليوم الذي انتم به ستكونون اكثر اذلالا مما رأيتموه .... الا تحسبون حسابات الزمن الذي اوجدكم به ..؟ لان سيأتي اليوم الذي سوف لا ينفعكم لا مال ولا بنون ولا عصابات ولا مليشيات ولا اقزام يطبلون ويزمرون لكم ويهتفون بأسمكم ... كفى لكل ما ترتكبونه من موبقات وقتل وارهاب بحق شعبكم بمبررات واهية واجتهادات مقيته وتفسيرات مظله ليس ورائها الا لتحقيق مصالحكم الخاصة ، لا والف لا ايها السادة مصيرصدام يجب ان يكون درسا لكم اقتدوا به لكي لا ينالكم مثله ...... ان كنتم مؤمنون كما تدعون بأن الله يمهل ولا يهمل ... والشاهد على ذلك الجبروت الذي كان يمثله صدام حسين الدكتاتور.....
ومن الناحية الخارجية لمعنى القرار من الاهمية بمكان ان يجدوا قادة العرب والاسلام الذين كانوا يخشون صدام ويطلبون وده ، بأن هذا هو صدام الذي كنتم تهابونه ، الا تخشون مصيره ...؟ فأبدوا في بناء اوطانكم وأمنحوا شعوبكم حقوقهم وامنوا بالعهد الجديد في بناء الديمقراطية والحرية والمساواة في اوطانكم بدل ارهابكم لشعوبكم وقمع حرياتهم وافكارهم ، فاختاروا ايهما انفع وانجع لكم البقاء مع بناء الديمقراطية والعدالة ام مصير صدام و ما الْ اليه ... فأختاروا بين الجنة والنار ،،، فخيروكم فأختاروا ...
مع الاعتذار للشاعر الكبير نزار القباني .....

6 /11 / 2006