|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  9  / 11 / 2020                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

متاهات بين الأنا والآخر..!

يونس عاشور *
(موقع الناس)




رافقتُ أُنَاساً أعرفهم مُنذُ الصِّغَرِ..
وجاورتُ جيراناً لم أعرفُ لهم ذِكرى في الكِبَرِ..
أيقنتُ أنّ غريباً يتّسمُ بصفاتٍ وخصالِ الخيرِ من سائرِ البشرِ..
تعلوا بهِ هممُ تَتجلّى في مدِّ يدِ العَونِ والكرمِ..
أجْنَاسُ من بشرٍ تُصادفهم فلا تعرفهم حقّ معرفةٍ ..
لكنّ خِصال الخَيرِ تتجلّى فيهم بمعانِي الإخلاصِ والقيمِ..
****
لمْ أكنْ أعرفُ شَخْصَاً كانَ يوماً يتوارى عنّي بارتياب..
كانَ يمشي في طريقٍ مُبهمٍ فيهِ شوكُ واضطراب..
لم يجد خير نجاة من أناسٍ قد أضلَّوا الرُشدَ والصّواب..
أيُ عقلٍ لا يعي التّاريخ دوماً سوفَ يمضي في احتراب..
وخصامُ ليسَ فيهِ أيُ نفعٍ سِوى.. جلب المآسي والعِقَاب..
يجعلُ النفسَ شقية في إزدراءٍ واغتراب..
****
كنتُ أمشي ذات يومٍ بين أشرار الذئاب..
كنتُ أخشى يومَها كيفَ الفرار من عقاب..؟!
ينتظرني كلّما دقّتُ أجراس الخطر..
ضاق قلبي غُصّةً واكتئاب..
ليس ثمةَ من يسعى ليضئ شمعة الليل الحزين..
****
أي ليلٍ ننتظر فيه ابتسامات الأحبّة شَوْقاً وحنيِن..
قد غدت دومًا متاهاتٍ بَيننا على مرّ السّنين..
كلّ يومِ يَتَجدّد تسمعُ فيهِ صراخاتٍ وأنين..
من مآسٍ أجلبت للنّفْسِ صِعَاباً لا تلين..
كيف حَلاً !؟
كيفَ صَوتاً يعلو فوقَ صوتَ المستضعفين..!



*
كاتب فلسفي
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter