|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
		الجمعة  7  / 6 / 2024                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
		نصوص شعرية.. (2) يونس عاشور * (موقع الناس) 1 (استبصار): لا أذن تصغِي لما يجري.. لا عقل يستغرقُ في التفكير فيستوفِي معنَى الضّنكِ المضني.. لا أفئدة تستبصرُ من هفوتها.. إغفاءٌ حتّى الإغفاء.. وشرودٌ حتّى الإقصاء.. إفراغٌ النفسِ عن الترويض.. الترويضُ يسوقُ إلى التهذيب النفسي إنْ وجِدَ حقا.. فيُساعد تصحيحاً عملانياً.. تلكَ سمةٌ استبصار القلب روحياً.. لكنّ سُبات النّفس في شططٍ يوحِي بأنّ الغفلةَ غيٌّ جاثمة لا تتأرجح مقدار انملة كي يوقظها استبصار حسّي بمشاعرِ فيضٍ إنسانية.. 2 (محو المعنى الأخلاقي): تدمير معاني الأخلاق ومسخُ ثقافاتٍ ذات الأعراق.. وتغيير الوجهة الإنسانية بلا أعراف.. وإقلاع صفات التفكير كأهدافٍ واستهدافٍ مقصُود.. بحيث لا تعرف كيف تفكر أو تتأمل في معنى الشيءَ الموجود.. شلّ القُدرة العقلية.. إن جرّدتَ الانسانَ من التفكير.. ولم يتسنّى لهُ فهمَ التغيير.. عندئذٍ سيفنى أصلُ وجود المعنى الحقي لثقافةِ إنسانٍ متحضّر.. تلك هي الألغام التي نُصِبت فخاً للإنسان.. كي يتغيّر نهجَ مساره.. 3 (لا أخلاق إنسانية تتجلى في آفاقٍ عقلانية): أين هي الاخلاق الإنسانية اليوم.. !؟ لم تغدو منهاجاً بحيث تصبح مدرسةً للأجيال.. بل أخلاق محصورة في شأنٍ بيني وشكلي صوري .. بينَ التاجر والتاجر.. أو بين الطبقات الشخصية المرموقة.. والتمجيد له معناه.. والقدسية لأشخاصٍ مرموقي الجاه مقاما.. 4 (الحق في الحياة): حقٌ قدسي يتضمّن كلَّ معاني الخير.. حقٌ سامي يتسامى للغير.. إن أدْرِكَ معناه كانَ للفهمِ غايةَ فحواه ومأواه.. دعني أختارُ حياةً يتحقّق فيها مثوى عيشي.. عيشُ رغيدٍ جذلان.. وجديد بين الأحباب الخلاّن.. يضفي عليَّ طمأنينة أسمى العنوان.. ومنهاجُ حياة يتحقق فيها معاني الحبّ الصالح للانسان.. 5 (ترجمة الأقوالِ إلى أعمال أفعال): أغرس في قلبي حبّا.. صوّر لي صوراً من واقع ملموسٍ محسوس .. لا مغشوش أو مدسوس.. أو منهوبٍ أو مغصوب.. ترجم لي مفاهيم تتحدّث عنها عند الالقاءِ أو الإنشاء.. أعمالكَ ترجمها أفعالاً كاملةً حسيّة مرئيةَ لا شكلية أو صورية.. قول كلامٍ أوصله بفعلِ سلام وتمام.. ليس الأقوال لها معنى إن لم تتبعها قاعدةٌ في المبنَى.. المبنى له أصلٌ وأصولٌ في علم المنطق.. 6 (أتحفنِي بقولكَ يا هذا عن معنى حضارة مدنية): قصدكُ مرموقٌ لا مخفوقاً أو مشقوقا.. قولكَ يشرحُ لي أسمى ما أتقصّدهُ في المجدِ سموّا.. قولكَ موسوماً بوسامِ حضارة.. قولكَ مرموقاً برقي.. نتاجٍ فكري وثقافيٍ مُتراكم لمجتمعٍ يستحضر معنى حضارة.. يكمن في نُظمٍ جمعية وخصائصَ علمية.. تبدأ من معرفةِ المبدأ بالفنٍّ وعمارة تطوّر في مفهومٍ لمدنية وصناعية.. وتلاحم بين المجتمعات البشرية السيّارة.. نحو توليد ثقافات فنية وأدبية ثقافية وفكرية.. 7 (الأم مدرسة الأجيال): قم واستحضر ذكرى الآباء والأجداد.. واستحضر تاريخ مدرسة الأجيال.. الأمُّ مربيّة بالأقوال والأفعال.. تعطي الآمال للأجيال.. هي من كانت تغرسُ منهاجاً للخير لإنتاج المحصول التعليمي القيمي.. هذا هو الناتج والمعطى الأخلاقي.. ليس المعطى كلاماً أو شكلاً لا يتضمّن حقّ التفعيلِ أو التشكيل للأجيال القادمةِ والمنسية.. الأجيال الحالية تحتاج إلى مدرسةٍ كسابقتها في التربية والتعليم لغرس مفاهيم قدسية.. كصفات الصدق والأخلاق المتمثلة في علمِ الأخلاق الحقة النفيعة.. مبدأه منطلق سامي.. تلك الغايات.. غايات فعلية.. ليست شكلية أو زيفية.. الجيلُ الحالي يحتاجُ إلى إعدادٍ روحيٍ وثقافي شمولي.. يحتاج الى إعداد وتكوين.. وإلى عنصر تبيين.. يشرح كيفيات الإعداد في أصلٍ وأصول التكوين.. 8 (عوائق فولاذية): كأنك تمشي في حفرٍ لا مخرج منها أو منجى.. فوّهة قاتمة تقذف حمماً بركانية.. أشواكٌ منثورةُ في الأرض.. وصخورٌ ملقية في كل مكان.. تمنعُ من سيرِ الحركة.. أعمدةٌ ساقطة وحواجز أسمنتية صاعدة للأعلى.. ليس بمقدور المرءِ أن يتعدّاها..   * كاتب وأكاديمي فلسفي
	Since 17/01/05.  web counter