|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  3  /  7 / 2021                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

رؤى في عالم التّصوّرات الكونية..!

يونس عاشور *
(موقع الناس)



كأنّي أقطعُ مسافاتٍ في الكون..
الكونُ المُترامي الأطراف والأبعاد اللامحدودة..
لا أتوقّف إلاّ عندَ محطاتٍ فيها نُجومٌ ومجرّاتٍ فلكية لا معدُودة..
ومجموعات شمسية قياسية مُختلفة مَحْسوسة..
ثمّةَ أجسامٌ أخرى متعدّدة الأطوارِ والأشكال تقتربُ منّي..
من حيثِ الحَجم النّسبي..
وفراغاتِ البُعد الكلّي..
في ظاهرةٍ خارقةٍ للنّظر البَصري..
فأحاول هرباً وفراراً من أجسامٍ مروّعة حولي..
أشاهدُ أشياءً ليست مألوفة أو معروفة..
عجائب وغرائب في مخلوقاتٍ شتّى..
البصرُ يمتدُّ نحوَ مسافاتٍ كونية..
والرؤية تحكمهما قياسات زمنية
أرى أنوراً تسطعُ من كلِّ مكان..
لا تتسنّى لي الرؤية كاملةً للعيان ..
من كثرةِ أنوارٍ تتناثرُ من أقمارٍ ونيازك وكواكبَ ضوئية..
كأنّي أسبحُ في كونٍ محسوسٍ موجود..
تداهِمُني فيهِ موجات كهرومغناطيسية..
وتتدفقُ حولي شعاعات تحتَ الحمراء تعملُ بالموجاتِ المرئية..
أحاولُ أن ابتعدَ عنها كي لا تلتصق في جسدي..
كهلام يُطاردني في ليلٍ حالك لا يتوّقف ..
وأشباح تباغتني في ساعةِ ليلٍ متأخر..
فتغرسُ رُعباً في قلبي..
فينتابني قلق يجعلُ من نفسي في حالةِ خوفٍ وكأنّي في معركة فيها قتال أبدي..
السيرُ هناكَ بينَ مسافات وقياساتٍ زمنية..
لا زلت قريباً من مركبةٍ لا أعرف كيف تمرُّ خلْفي..
السرعة قصوى..
ودخان يخرجُ من فوّهةٍ كشرارةِ نارِ البركان..
حدّقتُ بصري نحو المركبةُ السائرة في الكون..
فرأيتُ أناساً غُرباء يطلّونَ عليّ من قفصِ فيه زجاجات بلّورية..
تعلوها أعمدة شاهقة يصدرُ منها أصداء الموجات الصوتية..
تُعطي إشارات وعلاماتٍ للأجسام القادمة من كلّ مكانٍ..
والسّابحة في العشوائيات الكونية..
كسديمٍ الكوكب فيه غيمةُ من غازات الهيدروجين..
ينتجُ عنه قزمُ أبيض نوع من أنواع النّجم..
وطريق لبني لهُ حجمُ محدودُ في حدّ الحجم الكوكب..
***
العتمة تنفذُ في بصري..
تحجبُ عنّي الإبصار البشري..
لا يتسنّى ليَّ التمييز بين الأجرام والكتل الحجرية..
قطع مختلفة تقذف إشعاعات نارية..
أتصوّر لو أنّ شرارات منها تُلقى عليّ..
لكنّي أراها من بُعدٍ ومسافات بينية تبعد عنّي بالكلية..
هنالك فكرتُ وفكرت كيف فراري سيكون من هذا الموقف ..!؟
ما دامت تلك الأجرام بعيدة عنّي..
راودني الفكر بأن أذهب نحو فضاءِ الأرض..
كي أخلّص نفسي من متاهات لا تُحمد عقباها..
بالفعل خطرة فكرة في ذهني ..
فتوجهت نحو المركبةُ الواقفةُ عند محطات فضاء مفتوح..
وهنالك كنتُ أفكر كيف أعتلي فوقَ مركبةٍ مجهولة..
لا أعرفُ إلى أين تذهب أو ترحل..
تصورتُ أنّ سفري مقترناً بهذا النّوع من التفكير في اعتلاءِ مسبارٍ يطوفُ حول فضاء الأرض..
لكنّ الرؤيةَ كانت أطياف..
وخيالات علمية..
وتصورات كونية..
تصول وتجول في تفكيري وخاطرتي في رؤى الليل الحالك..
فتجعلني كأنّي أحيى الواقع معناه..!



* كاتب وأكاديمي فلسفي
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter