|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  3  / 7 / 2020                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الأسس الفلسفية والمنهجية في تقدّم المجتمعات الإنسانية

يونس عاشور *
(موقع الناس)

لا تتقدّم المُجْتمعات إلّا إذا كانت هُنالكَ ثمّةَ مُقوّمَات أساسيّة ومُنطلقات سياسية ناجِعَة وفلسفات منهجية جامِعَة تجمع بين الفِكر النّظري المسؤول والتّطابق البراغماتي في المنهجِ والأسلوب أي بينَ الدّراسات التّطبيقية النّظرية الفاعِلة والسيّاسَات التّنظيميّة المنهجيّة الواعِدة ذات المُعطى البنيوي والقِيَمي الديناميكي الذي يُحِدث سيرورةً في التّحوّلات العلمية والمعرفية والفكرية التي من شأنها خلق فلسفة غائية ترمي بدورها إلى تقويم وتأسيس منهج تأصِيلي ميكانيكي يدعمُ المقوّمات والمُنْطلقات الميثودولوجية للوصول إلى عتبةِ التقدّم والرقي للمجتمعات الانسانية ومن ثمّة تجاوز العقَبات والأزَمات الحياتية التي تكمن في التّقهقر والتأخّر، وهذا ما يقتضي الاشتغال عليه والانشغال بهِ حتّى يتسنّى لنا الخروج من المأزق الماهوي وبالتالي مواكبة التّطورات والتّحولات العلميّة الكُبرى التي تنبثق من مواطن متعدّدة وبأساليِب فكرية متجدّدة لا تتوقف عن التّكاثر والانتشار أو التّناثر في عملية توليد الرؤى بالأفكار وبالكم المعلوماتي والمفهوماتي والموضوعاتي والتي هي الآن قيد الإنتاج والتّشغيل أو الابتكار في حقل التنظير والتّجديد المعرفي وفي شتّى الميادين العلمية من قبل النُّخب العلمية الطموحة.

أنّ فلسفة تقدّم المُجتمعات تنبثق من قواعد منهجية سَنُحاول في هذه المقالة عَرْضَها وبَسْطها ومُناقشتها وتوضيحها بأسلوب فلسفي حداثي حتّى نستطيع من خلالها توظيف المبادئ والأسس المنهجية لخلق رؤى تقدميّه عقلانية تستهدف المنْحى والجانِب النّهضوي/ التّنموي لدى المجتمعات الإنسانية وهذا ما هو ملحوظ وملموس بقدر ما هو محسوس وموجود على أرض الحدث والواقع لمن أمسك بزمام مفاتيح النّهضة والتقدّم في ميادين العلم وتطبيقاته العملية وما أحوجنا في الوقتِ الراهن إلى جهود النّابهين أو العلماء والمفكرين أو المشتغلين من فلاسفة وأساتذة زمنيين حتى نستطيع قطع المسَافة التي تفصل بيننا وبين سائر الأمم الأخرى لِنساير ركب التّطور العلمي الحدِيث عبر إنشاء شَبَكات فعّالة في التّواصل والتّدارس أو ممارسة التّجارب وقراءة المناهج الحداثوية التي من شأنها فتح آفاق فكرية نستطيع بواسطتها الولوج في عالم الفكر والمعرفة من أوسع أبوابه وذلك عبر التّوافق الاجتماعي للملمة كل ما هو في الشّتات عبر صياغة خلاّقة تتغيّر مَعَها العلاقة البنيوية نحو الإيجاب والهدف المرجو الذي يحقق المُشاركة الجماعيّة في الاتجاه نحو تفعيل الصّياغات المُشتركة والأهداف الاجتماعية المبتكرة نحو القيام بالدّعم والمُساندة للأجيال الفاعِلة والتي تتّسم بالطموحات الفاعِلة في الحياة العلمية المعاصرة.

إنّ أهم عامل يقتضي علينا معرفته وصياغته وترجمته وتطبيقه هو الانخراط الجماعي المُمَنْهَج وفق عملية نوعية تسهم في المشاركة الفعّالة بالتّعرف على أصحاب الكفاءات والقدرات أو ممّن لديهم إسهامات وإبداعات علمية ونوعية في المسارات التعليمية والأكاديميّة، بحيث يتشكّل فريق من الخبراء والباحثين يعملونَ على استقطاب واختيار تلك الكفاءات العلمية المميّزة والاستفادة من تجاربهم وقدراتهم وابتكاراتهم التقنية في الميادين العلمية المختلفة ومن ثمّة توظيفها وتحويلها إلى واقع عملي يخدم المصلحَة العامّة للمجتمع، حينئذٍ نكون قد أدركنا معنى مفهوم المبادئ والأسس الفلسفية ومضمون المصالح والمرتكزات الفاعلية التي ينطلق منها مفهوم تقدّم المجتمعات بالاستفادة أيضاً من مفهوم إعادة دمج العلوم الاجتماعية في نظرية العقلانية التواصّلية كما سيتضح لاحقاً من أهمية هذه الفكرة في عملية توظيف المناهج الأخرى في الصرف والتحويل أو في منهجية التغيير والتبديل أو الإنتاج وفحوى الإخراج النهائي للمنهج العملي بالاشتغال على تفكيك موضوعاته ومفهوماته الشائِكة وتركيبها بصياغة جديدة لائقة وفق الرؤية والأسلوب حتّى تنفتح معه طرائق جديدة ومسارات إبيستمولوجيه عديدة نستطيع من خلالها القيام بالمشاركة في سيرورة البناء والتركيب والإنشاء والتطبيق العملي في حياتنا المعاصرة خاصةً وأنّنا نعيش ضمن ثورة معلوماتية وعولماتية نتواصل عبر قنواتها ومساراتها الالكترونية مع الآخر وفي كل حين، فيجب علينا الاستفادة من هذا النوع التركيبي التقني العملاق حيث التّواصل الخلاّق الذي يتيح للإنسان الاتّصال بالمناهج العلمية والمعرفية والفكرية الأخرى ضمن نظرية العقل التواصلي الفعّال.

الفلسفة وإعادة دمج العلوم السوسيولوجية في نظرية العقلانيّة التّواصلية:
"إن فكرة الدمج بين العلوم الإجتماعية تتأتى من وظيفة الفلسفة نفسها، فإذا كانت العلوم تنحو في مناهجها وموضوعاتها نحو الجزئية والتّخصيص، أو القراءة الميكروفيزيائية للظواهر والحوادث، فإنّ الفلسفة تعيد ترتيب العلاقة بينهما من جهة التداخل والتفاعل الوظيفي والآلي، ومن حيث التأسيس المعرفي المتعلّق بأسئلة المبدأ عن طريق إعادة تفعيل العلوم الاجتماعية ووصلها في إطار التنظير للعقلانية التواصلية، والتأسيس للشرائط المنطقية واللغوية للحوار، وانقاد للمسار والنّتائج التي آلت إليها العلوم الإنثروبولوجيه في الممارسات والسياسات المعاصِرة أو علوم الفكر كما يسميها ما كس فيبر، إنّها صارت تستبطن إرادة السّيطرة مُنْخَرِطةً في لعبة العقلانية الأداتية بدلاً من أنْ تظل مستقلةً أو متحررةً تنظّر لفلسفة التفاعل بين أفراد المجتمع، وإذ يزيل هابرماس الأقنعة عن العنصر المصلحي والمنفعي المستدخل خلف فروع المعرفة، فإنّه لا ينكر الارتباط الحاصِل بين المعرفة والمصلحة، بل ينكر إرادة الهيمنَة على العالم المعيش، المختلف عن أشكال الموضوعات الأخرى، فإنكار التداخل الحاصل بين العلم والتقنية هو من قبيل رفض الحقيقة، ذلك أنّ المصلحة التقنية التي تؤسس لعلوم الطبيعة يوجهها هدف السيطرة على الطبيعة والمصلحة التطبيقية التي تكمن وراء العلوم التاريخية والانثروبولوجيه التي تتجلى في التعايش وفهم الآخر المفترضين في الفعل الاجتماعي، ثمّ أنّ العلوم الاجتماعية النقدية والتّحليل السيكولوجي والفلسفة تقوم مصلحتها على التحرر بمعنَى أنّها مصلحة تَتَوخّى التّحرر من جميع أشكال الهيمنة".(1)

إذن يتحقق مفهوم التعايش وفهم الآخر من خلال التحرّر من اشكال الهيمنَة سواءً كانت ذاتيةً أو مصلحيةً أو فئويةً ترتبطُ بالأفرادِ والجمَاعات والتي من شأنها إعاقة سيرورة التقدم والتّطور في ميادين الحياة، من هُنا فإنّ الحاجَة الماسّة إلى نظرية العَقلانيّة التّواصلية لخلق جسور عملانية توصلنا إلى العمل الجماعي لهي بحاجة أيضًا إلى عقول توافقيّة وإصلاحات إجتماعية جذرية تقوم على مبدأ الإصلاح والتوافق أو الانسجام والتطابق في القول والفعل والعمل الذي يحقق مفهوم التوافقية الجماعية بين أطياف المجتمع وشرائحه المختلفة ومن ثمّة الانطلاق نحو العمل باتجاه التفكير في صياغات فكريه جديدة تساعد على تجذير وتأسيس المفهوم النهضوي الذي من شأنه أن يقود المجتمع إلى عتبات التّطور والتّقدم والرقي.

المبدأ المنهجي الفلسفي في فلسفة الفيلسوف فرانسيس بيكون:(2)
نستطيع في هذا السياق الاستفادة من منهج الفيلسوف بيكون "الجديد" الرامي إلى عملية إحراز التقدم العلمي لدى المجتمعات الإنسانية حيث يعتبر أنّ المعرفة تبدأ بالتّجربة الحسيّة التي تعمل على إثرائها بالمُلاحظات الدقيقة والتّجارب العملية، ثم يأتي دور استخراج النتائج منها بحذر وعلى مهل ولا يكفي عدد قليل من الملاحظات لإصدار الأحكام، وكذلك عدم الاكتفاء بدراسةِ الأمثلة المُتشَابِهة بل تجب دراسة الشواذ من الأمور الجوهرية في الوصول إلى قانون عام موثوق به، يقول بيكون: إنّ الاستنباط الذي يقوم على استقراء أمثلة من طراز واحد لا يعتد به وإنما هو ضرب من التخمين، وما الذي يدلنا على استقصاء البحث وعموم القانون وقد تكون هناك أمثلة لا تشترك مع البقية في الخصائص، وهذه لا بد من دراستها؟ وقد دفع به هذا الموقف إلى نقد المدرسيين والقدماء لاكتفائهم بالتأمل النظري حول الطبيعة دون أن يعنوا بملاحظة ظواهرها. ومن ثم فإن الفلسفة الحقّة – في نظره- يجب أن تقوم على أساس من العلم وتستمد نتائجه القائمة على الملاحظة والتجريب والصياغة الرياضية والتكميم الحسابي. فيجب على العلم الطبيعي إذن احترام الواقع الحسي إلى جانب الذهن في تخطيطه للطبيعة. وهذه هي أسس النظرية المنطقية الجديدة، التي استند إليها بيكون في دعوته إلى ضرورة إصلاح المنطق الصوري الأرسطي وتعديله والاستعاضة عنه بمنطق جديد يمهد السبيل أمام الإنسان لكي يستطيع بواسطته الكشف عن ظواهر الطبيعة والسيطرة عليها، أي انه يريد استبدال منهج البرهان القياسي بمنهج الكشف الاستقرائي.

أن الشرط الموضوعي يتمثل في رد العلوم إلى الخبرة والتجربة أو على القدرة والمعرفة وهذا يتطلب معرفة المنهج القويم للفكر والبحث المستديم، وهو ليس إلا منهج الاستقراء وليس المنهج هدفا في حد ذاته بل وسيلة للوصول إلى المعرفة العلمية الصحيحة، إذ أنه - كما يقول بيكون - بمثابة من يقوم بإشعال الشمعة أولا ثم بضوء هذه الشمعة ينكشف لنا الطريق الذي علينا أن نسلكه حتى النهاية.
أن التقدم العلمي إذا أردناه أن يكون ملموساً فعلياً أن نجعل له طريق صواب وان نقيم له نظام قوة لتناسقه واتساقه في كيفية تقدم العلوم إلا انه يستدعي طريق الصواب قبل تحديد الهدف نفسه ووضعه في المكان الصحيح وما تحتاجه العلوم هو الفلسفة وتحليل الشاكلة العلمية وتنسيق الأهداف التكاملية وكل علم بغير هذا يكون بطيئاً ومتأخراً ويقدم لنا بيكون شهادة على ذلك بقوله أننا لا نستطيع مشاهدة منظر المدينة تماماً من مكان منبسط أو منخفض، كذلك من المستحيل اكتشاف الأجزاء الشاسعة والعميقة للتقدم بالوقوف على مستوى العلم نفسه.

أن الفاعل الرئيس واللاعب الأساس في دعم تنمية المجتمعات هو العامل الثقافي لأنّه يشكّل ركيزة أساسية في تقدّم المُجتمعات وبدونهِ يفقد المجتمع عنصراً فعّالاً في تشكيل معالم هويتهِ وشخصيتهِ الإنسانية.

دورة الثقافة في تنمية عقول المجتمعات.
فالثقافة تقوم بترشيد وتنضيج سيرورة التفكير بقدر ما تقوم بتحويل المُمْكِنات إلى إمكانات للتغيير والتطوير أو إلى ابتكار أدوات فاعلية تقوم هي الأخرى بفتح آفاق ومناخات عملية للتحريك والتحفيز الذهني الذي يساعد على اكتشاف القراءات المهنية الفاعلة لاتخاذ الإجراءات والقرارات الحياتية المختلفة الشاملة والتي تتعلق بحياة الفرد والمجتمع وبالتّالي توظيف هذه القرارات ضمن نطاقات وإمكانات العقل البشري الخلاق حتى يتسنّى لنا بناء منطلقات منهجية راشدة تكون عاملاً مساعداً في دعم المجتمعات الإنسانية وإيصالها إلى دفة القيادة المركزية.

فمن يستطيع اليوم تكوين رصيداً ثقافياً ضخماً هو الذي يتقدّم وتكون قراراته ناجحةً وصائبةً على الصعِيد الفردي والمجتمعي سواءً كان القيادي أو الإداري للمؤسسة المراد إدراتها إدارة صحيحةً مبنيةً على التّطلعات العقلانية الفاعلة، وهذا ما يتوجّب علينا توضيحه وشرح مفاهيمه للأجيال الصاعِدة . بأنّ للثقافة أهيمةً بالغةً ودور كبير في تنمية العقل البشري نحو القيام بالأعمال المختلفة وتحقيق النجاح وما يصبو إليه الإنسان وبدونها لن يتحقق فهم واقع المجريات والتحديات التي تنطلق من كلّ حدبٍ وصوب وضمن متغيرات ومعادلات عالميه.

إذن الحاجة إلى تأسيس دور النشر والمكتبات والمراكز الثقافية المهمّة والمؤسسات التدريبية التي تساعد على اكتساب وتقويم منهج الثقافة لدى الجيل الجديد.

الفاعل الفكري:(3)
فهو القدرة على الفهم والتفسير أو التعقّل والتدبير أو التقدير والتقرير. به نبدع ما نبدعه أو نخترع ما نخترعه أو ننجز ما ننجزه من لغات الفهم وطرق المعرفة، أو من قواعد السلوك ومعايير العمل، أو من سبل العيش وموارد الرزق، أو من أسباب التحضّر وأدوات التقدم. والفكر بما هو كذلك، أداة التّحول والتّجدد، به نتغيّر عمّا نحنُ عليه، ذلك أنّ الفاعليّة الفكرية، بما هي حركة وتوتر أو تقلّب وتشّعب بين الوجوه والأطوار أو بين الأقطاب والأضداد إنما ننتج التنوّع والتعدد بقدر ما تولّد التفرّد والتفنن.

الحرية والخلق:(4)
لأن الحرية هي صناعة الإمكان، فإنه لا حرية من غير خلق أو إبداع. والإبداع هو اشتغال على المعطيات من سلطات ورغبات أو مقولات ومؤسسات، تتغير معه بنية الواقع وتراكيب الفهم أو منظومات التواصل وأنظمة الخطاب، بقدر ما تتغير شروط الوجود وقواعد اللعبة.

إذن هو الطاقة الحية والخلاقة على إجراء التحولات على الواقع، بمختلف أبعاده المكانية والزمانية، من خلال التفكير الحيّ والعمل المتقن على سبيل الإنتاج والابتكار.

التجارب المهنية المتعددة :
من اللازم الاشتغال بالتّجارب على أكثر من صعيِد والدّخُول في المحاولاتِ والتّحولات والصّياغَات ومعرفة المُشتركات والعِلاقات التي قد تنشأ بين العامل وطرق الصّناعة أو بين الطالب ومنهج الدراسَة أو بين الكاتب ومعرفة القراءة التي يكتب عنها أو يفكّر فيها أو بين المعلّم والمتعلّم وبالتجارب يستطيعُ الإنسان تجاوز العقبَات ويتمكّن من حلّ الأزمات التي قد تصادفه في حياته أو معاملاته اليومية فالتجربة هي خير برهان يتكشّف للإنسان عبر عملية الحِرفة المستمّرة التي لا تتوقف فإنّها إن توقفت توقف معها عقل الإنسان وتأخّر أما إذا وضع نُصب عينه الدخول في المحاولات المتكررة فإنه سيصل في النهاية إلى مآربه وغاياته، من هنا لزم الأمر أيضًا بأن يكون لهذا الموضوع أهميه بالغة على الصعيد الدراسي والتعليمي بالنّسبة لأبنائنا الطلبة حتّى يتمكنونَ من الإبداع والاختراع بشكلٍ متقن في مجالات الحياة ومتطلباتها.

نكتفي بهذا القدر على أمل محاولة عرض دراسات فلسفية أخرى ذات جدوى تسهم في عملية الترميم والبناء والتأهيل وإعادة التركيب لقراءات واستثمارات منهجيه جديدة تساعد في معرفة ماهية الأسس الفلسفية لكيفية تقدم المجتمعات الإنسانية.


مصادر الدراسة :
(1) تحولات الفكر الفلسفي المعاصر – أسئلة المفهوم والمعنى والتّواصل. عبدالرزاق بلعقروز. الطبعة الأولى1430ه-2009م.
(2) الموسوعة الحرة آراء الفيلسوف الانجليزي فرنسيس بيكون.
(3) تواطؤ الأضداد "الآلهة الجُدد وخراب العالم". – علي حرب. الطبعة الأولى 1429هـ -2008م.
(4) تواطؤ الأضداد "الآلهة الجُدد وخراب العالم". – علي حرب. الطبعة الأولى 1429هـ -2008م.
 


* كاتب وأكاديمي فلسفي
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter