| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الثلاثاء 30 / 7 / 2024 يونس عاشور كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
عن ثروة بناء الانسان الواعي..!
يونس عاشور *
(موقع الناس)هل لك ان تتصور أن يعمّ السلام في أرجاء هذا الكون الفسيح وينعم كل إنسان بنعمةِ الامن والاستقرار والطمأنينة والأمان في كافة شؤون حياته التي سيترتب عليها مضاعفة كل جهوده لممارسة أعماله الطبيعية في اضفاء صور شتى من العطاء العلمي والمهني وهذا ما بدوره سَيساعد ويضاعف من عجلة التقدم والنمو على الصعيد البشري مما قد تجد أنّ الجميع سيحضى بنعمٍ كثيرة، لأنه حينما تتلاشى الصراعات والحروب والمشاكل فإنّ ذلك سيصب في خانة مصلحة الانسان الذي نراه اليوم في بعض المجتمعات لا يجد قوت يومه.
إن كثرةَ المشاكل والصّراعات تُضعِف الحالة البشرية والاقتصادية لدى المجتمعات وتجعلها منهكة في أمور تافهه إلى حدّ الجمود والتأخر والانشغال عن بناء العوامل الرئيسية للحياة الفردية والاجتماعية، وإنّ ذلك الأمر ليس بالهين بل يجعل الانسان في قوقعة التراجع عن الالتفات إلى أهم القضايا الانسانية التي وجد من أجلها وهي عملية البناء والتقدم والمساهمة في اعمار الحياة الاجتماعية سواء كانت علمية أو ثقافية او معرفية أو غيرها من شأنها أن تساهم أيضاً في سيرورة النهضة وتضفي طابعاً حضارياً شمولياً على حياة الانسان من الناحية العملية.
وبالفعل إنّ المجتمعات التي تخلو فيها الصراعات والعداوات هي الأقرب الى مفهوم التطور والتقدم والعمل المستديم الذي يعطي النتائج والغايات، وما أحوجنا في هذا الزمان الى التوجه الحقيقي الفاعل للعب دوراً رئيسياً في تهيئة الظروف والمناخات العامة التي تساعد على إشاعة المفاهيم الخلاقة حول نتاج ومخرجات مفهوم الأمن والسلام على الصعيد الاجتماعي والإنساني، إن نحن اردنا بناء الأوطان والمجتمعات على قاعدة الألفة والتوحد التي تحيي النفوس وتجعلها تعيش لحظات تنتج بعطائها وبذلها لكل ما تملك من طاقات وقدرات تساهم في تشكيل المشهد الحضاري للإنسان كانَ لنا الدور القيادي والريادي البارز في بناء الأمم والمجتمعات.
إن أهم ثروة يقتضي على الانسان أن يتوجه إليها في هذا العصر هي ثروة بناء الانسان الواعي الذي يتحلى بالقيم الحضارية والانسانية على أساس التعريف بماهية الأمن والسلام ومن ثمةَ تفعيله وتطبيقه على أوجه شؤون الحياة العامة، إذ ما فائدة ان يكون الانسان ذو مرتبة من العلم والمعرفة والشهادة وهو لا يمتلك أبسط مفاهيم مقومات التعامل الأخلاقي والإنساني مع الآخرين كأهم مفردة من مفردات التسامح والقبول والعفو عن الناس وبالطبع إذا توفرت تلك المفاهيم فإن الانسان سيستطيع بدوره إدارة شؤون الأفراد والمجتمعات على تلك القواعد المبنية على التفقه في أمور متطلبات السمو والتقدم.
* كاتب وأكاديمي فلسفي