|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  2  /  8 / 2021                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

في الحاجة إلى قراءة الهوية الحقيقية المغيبة..!

يونس عاشور *
(موقع الناس)



هل لا أحْسَسْتَ بِغربتي..
أو اسْتَشعرتَ وحْدتي..
أو تعرّفتَ على صُورتي وهويّتي
الحقيقية المغيبة بين عوالم النّهايات
الكامِنة خلفَ جدران الحياة..
وهل لا قمتَ بلملمةِ جراحاتي المتناثِرة
في زمنِ الذكريات الشجية المتكاثرة..!؟
كي تداويها ببلسماتِ أمنياتي وتطلّعاتي
الشّاردة نحو هدفٍ تكويني يبعثُ على يقظتي..
من جديد في تجديدِ الأمل وانبعاثِ العمل
الدؤوب القاضي بحلحلةِ الثابت إلى متحرّك..
وزحزحةِ مفهوم المتجذّر إلى متفرّع يبلور
المفاهيم الخاطئة ويحولّها إلى مضامينٍ هادفة وصادقة
كي استطيع من خلالها استعادة مركزيّتي وعلاقتي
بمجتمعي وعالمي المحسُوس والملمُوس الواقعي-
اليقيني المبني على حقائق وعلائق عقلية جوهرية..
كلُّ أملي أن يأتي من يستوعبَ فكرتي وإضبارتي
ويعمل على قراءة شريحتي المُبهمة بين مُنعطفات
الوجود الاجتماعي المتكاثر الذي يسعى لأن يكونَ
في قنوات الابتعاد والانفصال وعدم الرّغبة
في الاقتراب والاتصال المفاهيمي الذي يخلقُ الجسور
عبر عتبات الوصول إلى ضفّة منطلقاتي وغاياتي
وكلّ آمالي وتوجهاتي نحو العيش الرّغيد والهناء السعيد..
***
يا عزيزي مرةً أخرى احتملني..
واحتملني في بداياتِ الطّريق..
دعْني أرسم لكَ شيئاً فيهِ خيراً للمعانِي يحتمل كلّ الصّواب..
ربما فكرةُ شخصٍ قد تجلّت واستقرّت بالجوابِ النّافعِ..
واستعادت منهجاً فيهِ قولاً صائباً كانَ مغيّب في دواليب الحياة..
أيها الواقفُ عندَ بابٍ مؤصدٍ، كن رفيقاً لأخيكَ في الوجودِ الشاسعِ..
كن جسوراً .. كن حليماً.. كن صَبوراً في الزمانِ والمكان الجامعِ..
وتريّث عندَ قولٍ ريثما تدركُ معنىً مُحْكَمَاً حيثُ يسمو بكَ للعلا بازدهارٍ واصلِ..
لا تكنْ يائساً أو بائساً تمتطي ثوبَ المذلّة بخنوعٍ كاسحِ..
ثمةَ من يُلقي عليكَ مثقلاتٍ زائفاتٍ ناقضاتٍ للعهود..
يتحيّن كلّ فرصة كي يتعدّى كل نطاقات الحدود..
يبتغي الشرّ طريقاً في المعاني الشائبات..
يتباهى كلّ حينٍ.. يرتجي المجدَ المؤثل حتى يبقى في الصمود..
لمعاني واعتبارات الحياة الزائفة..
للتمنّي والتمركز في منصّات الظهور..
للتظاهر والتفاخر في الحضور..
ليتَ شعري أي فكرٍ هؤلاء القوم يفقهون..!؟
لا حديثاً يسمعون..!
لا خطاباً يعقلون..!
قد تباكوا حينها على مر الشهور..
ببكاءٍ يائسٍ يُدهشُ العقلَ الرصين..
 


* كاتب وأكاديمي فلسفي
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter