|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  27  / 7 / 2022                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نحو إعمال العقل..!

يونس عاشور *
(موقع الناس)

يا أيتها النفوس الجاثِمة على موجات الأفكار التقليدية الجامِدة..
والأنماط العددية الراكدة التي لا تحرّك ساكنًا على مستوى التفكير..
أغسلوا أفكاركم بمياه البحر الأجاج علّه يعيد قنوات تغييرها إلى الأمثل فالأمثل..
بدلاً من أن تُصبح هامدة وبدون أي نتيجةٍ تُذكر..
الم يحن الوقت للخروج من المأزق الذي نسجناه بأيدينا لكي نتخلّص من عواقبهِ وشوائبه..
أم أنّنا نفضّل البقاء تلو البقاء على منوال النمطية المتدحرجة التي لا تُسمن ولا تغنِي من جوع..
"فالنمطية المتدحرجة" هو أسلوب الهاوية السحيقة التي تأخذ بالإنسان إلى مستويات التقهقر والنكوص..
وبالتالي عدم تحقيق مباني التقدم والسّمو والرفعة وكل أشكال مراتب الأنوار العصرية..
إن أهم مبنى نحتاج إليه في عملية القرينة المعرفية هو الخارج عن المألوف الاعتيادي..
بأن يكون شكلاً من أشكال التطور والنّمو المطرد في سيرورة رسم معالم الواقع البشري..
وقد تتسائل يا عزيزي عن ماهية معالم الواقع البشري..!؟
المعالم الحقيقية للوجود البشري هو إعمال العقل في مجالات التنمية البشرية المستدامة التي تساعد الإنسان
على رسم واقعه بيده ووضع الأطر والمستلزمات للماهيات التي يجب أن ينطلق منها ..
نحو الأفضل والأمثل وتحقيق النمذجة بكل صورها وأشكالها لكي يثبت هذا الإنسان بأنه قادر على
التغيير والتطلع نحو التطوير الذي يضمن له الانتقال من مستوى المعارف التقليدية إلى محتوى المناهج التجديدية
التي تسير على خطى الوعي والعقلنة أو التعقيل وخلق حالة الإستذهان (Intellectualization) لدى الإنسان بأن يمارس عقله في مجالات الحياة المختلفة..
لا أن يكون رهينة لمبادئ الفكر المتقهقر الجامد الذي يجعل منه كتلةً متجمّدة لا يعي حقيقة واقعه أو هدفه الإنساني النبيل..
ربما سيكون لنا متّسعاً من الوقت لكي نعيد التفكير بواقعنا الإنساني والحياتي ..
ثمة آفاق ليست بالقريبة منّا حتّى نصل إليها بسهولة ويسر..
حتى نقطع المسافات تلو المسافات ..
يقتضي علينا التريّث وإعمال العقل والتفكير الناجع الذي يكفل لنا دورة النجاح..
فإن وصلنا إلى أهدافنا فقد اجتزنا مرحلة الجمود واللاحركة (اللاسيرورة) ..
ذلك يعني حقيقة إعمال العقل بالصّورة الواقعية لا الصورة الكاريكاتورية..
المرسومة في جيوب النائمين على وسائد مخملية
حيث الغرق في مياه الجهل ومشتقاته..
ومن ثمة توليد مبادئ الأفكار التقليدية الكاسدة..
التي من شأنها أن تقود الإنسان إلى أفق مسدود ..!
 


* كاتب وأكاديمي فلسفي
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter