|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  23  /  9 / 2021                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

فلسفة الاستقلال في المنهج.

يونس عاشور *
(موقع الناس)

الفلسفة الّتي نقترحها أو نعمل على تقديمها كنهج نظري أو كتطبيق عملي هُنا هي " فلسفة اللاتبعية " أي بمعنَى فلسفة الاستقلال في المنهج والرؤى والمقصد في المحتوى المبنِي على اتّخاذ القرارات العملانية والإجراءات البراغماتية الجديدة والمتجددة باستمرار الخاضِعة لمبدأ الاستنباط العقلي والتوجه الذاتي نحو إعمال العقل بشكل ديناميكي مستمِر بحيث ينحو نحو استحداث منهجيات ونصوص فكرية جديدة ترمي بضلالِها نحو الإبداع والتجديد والاختراع والتقويم أو البناء والتجديد لماهية الرؤى والأفكار على نحو استيلاد نصوص مفاهيمية جديدة تعمل على ديمومة الرؤية والفكرة أو النظرية للصورة المنهجية القائمة على التصّورات الواقعية والتطلّعات للغايات الفكرية السليمة التي مآلها مبدأ الجدّة والأصالة والتأسيس لمنظومة فلسفية قيمية جديدة تتيح للإنسان ممارسة حياته وتوجيه مصالحه الذاتية والاجتماعية على قاعدة الاستقلال والتوجه الفكري الغير تبعي نحو التيارات الفكرية الأخرى.

إن من مثالب فلسفة مبادئ التيارات الفكرية هو الانتقال التدريجي نحو الآخر بالانفلات التّبعي ألاستقطابي قد يكون بقصد أو بغير قصد، بعكس مفهوم "الاستقلال في المنهج" فهو يعتمدُ على الاستقلالية الذاتية في الرأي وخاصة فيما يتعلق بأمور الحياة بالنظر إلى أهدافها وغاياتها ومصالحها الكبرى وفي ذلك رسوخ وترسيخ لمنطق الثبوتيّة الفكريّة المُنْطلقة من مركزية التوجه الذاتي اليقيني إلى شمولية وفاعلية الفكر العقلاني التحديثي الذي يتّسم بالنشاط والحيوية في اكتشاف وسبر أغوار الحياة التي تخدم مصالح وغايات الإنسان.

التبعية من وجهة نظر فلسفية هي مدٌّ إيديولوجي جارف وحلقة وصل واتّصال فكري لاستقطاب شتّى المعارف الفكرية الأخرى والتي من شأنها العمل على تفكيك الهويّات وتذويب للخصوصيّات وتفتيت للماهيّات خالقةً مضامين ومفاهيم متشعّبةً في فكر الإنسان.
إنّ ثقافة التبعية للتيارات الأخرى هي ثقافة التداخل الدوغمائي بين الأنا والآخر سواءً كان في النصّ أو الخطاب أو المفهوم فهي تحمل أوجه متعدّدة في بنية التوجه الفكري والمفاهيمي.

لا يفهم من طرح مفهوم التيارات الفكرية هنا هو عدم قبول دراسة من الدّراسات أو ثقافة من الثقافات أو منظومة من التراثات أو مُعْطَى من المُعطيات الفكرية والأيديولوجية الأخرى، لسْنا هُنا بصدد عدم الإستمراء والاستفادة من منافع هذه الموضوعات والمناحي الفلسفية الأخرى بل على العكس تماماً، ما نؤْثِره هنا هو توظيف مفهوم الاستقلالية في البحث عن المنهج العقلي والفلسفي بحيث لا يكون هذا الإنسان منصاعاً لغيره بغير ممارسة فكرية مجدية تفتح له عوالم وثقافات أو أنظمة وعلاقات بين جوانب الفكر وتوابعه على صعيد المستجدات العلمية المستحدثة.

ربما يعترض معترض بالقول أنّ منهج التيّارات الفكرية هو منهج الدّراسات والإستفادات الهادفة لِلَمْلَمة ما ينبغي لملمته من مشكلات أو معضلات فكرية نستطيع من خلالها الاستفادة وجلب الحلول لهاته المشكلة أو تلك! لكنّ هذا المفهوم قد يخلق في عقل الإنسان جموداً وركوداً فكرياً بحيث لا يتسنى له ممارسة النشاط العقلي فيبقى أسيراً مُستهلِكاً لكل منتج فكري ينبثق من هنا وهناك.

 

* كاتب وأكاديمي فلسفي
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter