|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  20  / 4 / 2020                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لا تقلق ياعزيزي .. فكورونا صديق البيئة..!

يونس عاشور *
(موقع الناس)

مع تزايد المخاوف من جائحة وباء كورونا الجديد (19) فقد عمدت الكثير من الدول إلى تَقْنيِن أنظمةً جديدةً وتشريع دساتير عديدة فيِما يخصُّ النّظام الصّحِّي والبيئي لدى معظم هذه الدول وما يتعلّق بالأمور العامّة التي قد تكون بؤرةً لتفشي هذا الوباء وما قد يترتّب عليهِ من آثار ونتائج سلبية لا تُحمد عُقباها.

من ضمنِ هذه الأنظِمة الصّحية هو تفعيل مستوى التّعقيم والتّطهير والتّنظيف للبيئة بشكلٍ عام ورفع درجة الجهوزية للدّرجة القصوى واستنفار جميع كافة الأجهزة الحكومية لمحاصرة هذا الوباء الخطير بالمُحافظة على مستوى النّظافة في المرافق العامّة بأهميةٍ بالِغة، وقد لُوحِظ مؤخراً في كثير من الدول اللجوء إلى استخدام الأجهزة التقنية الحديثة التي تُساعد على التّقليل من مخاطرِ انتشار هذا الوباء الخطير باستخدام الوسائل والمُعدّات والأدوات الصّناعية المختلفة في المُساعدة على المسح التعقيمي للمكروبات والأوساخ في القضاء عليها خشية انتشارها بشكل واسع.

وهذا بالطبع إنّما يدلُّ الآن على وعي هذه الدول والمجتمعات ومدى تصرّفها الحكيم في التعامل مع مثل هذه الجوائح الخطرة التي قد تهدد حياة الفرد والمجتمع وبالتّالي شل حركته الفردية والاجتماعية والاقتصادية ...الخ فمثل هذه الأوبة تشكّل مُنعطفاً خطيراً خاصّةً على الصعيد الاقتصادي وربما هذا مُلاحظ الآن كيفَ أنّ هذه الجائحة قد عطّلت الكثير من الأعمال والمشاريع والصفقات التجارية بين الأفراد والدول.

ولم نكن من ذي قبل على مستوى عالٍ من الوعي والاهتمام بالجانِب الصّحي والبيئي لو لا أنَ هذا الوباء قد باغتنا بمجيئه واستشرائه بيننا، فقد حضَي هذا الوباء باهتمام بالغ في كيفية مُحاربته ومقاومته بشتّى السُّبل وتوظيف أقصى درجات الوعي لدى الدول خوفاً من الآثار والسلبيات التي ربما يتركها ويعكسها هذا الداء على الفرد والمجتمع، وقد تمثّل هذا الوعي لدى الناس بتفعيل مستوى النّظافة سواء كان على المستوى الفردي أو العائلي أو المجتمعي وباتَ كل شخصٍ يحتاطُ في أمورِ حياته اتّجاه هذه الجائحة خوفاً من عقباتها وأزماتها التي إن حَدَثَتْ لا سمح الله فقد يكون الإنسان في عداد الهالكين والموتى لا سمح الله.

إن الاستهتار الذي قد حدثَ قبل مجيء هذه الجائحة بعدم الاهتمام بأمور النّظافة لهو شيء مُحزن ومؤسف لدى مجتمعاتنا وهو أن ترى أشخاصًا لا يهتمّون أو يتفاعلونَ بالمحافظةِ على البيئة والنّظافة أو لا يؤمنون بهذه المبادئ والمفاهيم، فتراهم لا يكترثونَ اتّجاه أنفسهم ومجتمعهم بالمحافظة على أمور النظافة، لكنّ من أيقظهم من سباتهم هو هذه الجائحة الخطيرة التي ألزمت الكثير من الدول والمجتمعات بالمحافظة على النّظافة واعتبارها شيئاً ضرورياً في كل المرافق العامّة وقد أصبحنا نرى أنّ حياتنا الفردية والاجتماعية قد تغيرت كثيراً عن ذي قبل ممّا جعل البعض أن يغرق في الهلوسات إتّجاه الأمور الحياتية فبدأ بالاهتمام بغسلِ يديه باستمرار وتكرار وعدم اللمس للأجسام المختلفة بل التباعد عن الآخر بشكل غريب وعجيب كلّ ذلك خوفاً على نفسه من هذه الجائحة، من هذا المنطلق لا تقلق يا عزيزي فكورونا صديقَ البيئة..!

 


* كاتب وأكاديمي فلسفي
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter