|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  17  / 5 / 2021                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ومضات في تاريخ الأمّهات..!

يونس عاشور *
(موقع الناس)



لا تؤذينِي .. لا تؤذينِي..
فهنالكَ أطفالٌ أيتامٌ جرْحَى تُناديِني..
وهنالكَ أمٌ حنيّة تتسابق بعواطِفها الجيّاشةَ تُهديني..
بسمةَ حبَّ تغرسها في قلبي..
بل تتعدّى كلَّ نطاقٍ من حولِي..
فتحنُو على طفلٍ قد أنهكهُ حُزنٌ لا يُرحَم..
قد أوجعهُ سقمٌ لا يَفْهَمُ معناه..
قد أعناهُ غمٌّ لا يدركُ فحواه..
وأبِي الحيران لا يتفوه بالآه..
صمتُ قد خيّم عليهِ من وقتِ العصرِ إلى الفجر..
وصحى من نومٍ كانَ يحلمُ فيه طوال الليل
بأشياء وأشياءٍ لم تتحقّق..
صورٌ وخيالات وأطياف كانَ يراها في حُلمٍ ليس بواقع..
***
أبِي كانَ ينْصتُ لِجدّاتٍ تحكِي مآثر في التاريخِ الماضي..
يكتبنَ كتاباتٍ مخطوطة ومحفوظة على جدران الإسكان..
وفيها نقشٌ قنيٌّ لا يُنسى بتعابيرٍ عن معنى وفهم الأوطان..
تزوّقه وردة حبٍّ في قلبٍ يتلظّى نارا..
تغمرُ نفسٍ بسرورٍ وتباشير زمنية..
جدات كنّ يخدمنَ الأجيال المنسيّة..
فَيُسَخِّرنَ لهم كلّ الخيرات وحسن الكلمات ..
أيَادٍ بَيْضَاءُ كانت تخدمُ من في الحارة بالإمكان..
فتطال المسكينَ الباكي..
الشاكي إلى اللهِ أمره..
وتطال الفقراءُ المحرومِين من لُقمةِ عيشٍ مسلوب..
قد سلبه أصحابُ ضمائر ميتة..
لا تعرفُ باكٍ أو مسرور بالبتّة..
أمٌّ كانت تُفْرِحُ من في الدار..
بثيابٍ العيدِ البيضاء..
وثيابُ خضراء صفراء..
وتوّزع حلوى عند بيوتات الفقراء..
لِتسعدهم وتدخل سروراً في قلوب الضّعفاء..
المنسيين من قاموسِ حياةٍ عصرية..
يتبجّحُ فيها الإنسان العصري..
يعزفُ عن مجتمعٍ بشري..
***
دعنِي وحدي أستبقُ الخيرَات..
كي أستشعرً نفسِي رحمة تأتي منّي مرّات ومرّات..
بأنّي أرسمُ صورة مدنية عن مجتمعٍ في وطنِي..
أستشعرُ كلّ وجودٍ في المعمورة..
أتخطّى التفكير الذاتي المَحضْ..
حتّى أنطلقَ في الآفاق بروحٍ تُعطى معنى ومفاهيم العقل السامي للإنسان..!



* كاتب وأكاديمي فلسفي
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter