|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  13  / 2 / 2023                                 يونس عاشور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

في بعض مقومات التفكير الفلسفي.

يونس عاشور *
(موقع الناس)

يرتكز التفكير الفلسفي على مجموعة من القواعد الأساسية، أهمها إيجاد وحدة المنطق التي تتمثل في تقديم الدليل أو البرهان والتعليل للبيان الواضح لمعنى المقولات والموضوعات الخاضعة لمبدأ العقلانية من خلال توظيف مسطرة القياس العقلية على أسس منطقية يستطيع المتحدث من خلالها صناعة الإقناع الخطابي لدى المتلقي، من هنا بدا مفهوم وحدة المنطق(Logical Study) بمفهومه المنهجي والمعرفي لا بمفهومه الرقمي والحسابي المركزي يشقُّ طريقه في القاموس الفلسفي المعاصر وأهمية الحاجة إليه لدى المناطقة والمتفلسفين باعتباره شكل من أشكال الاستدلال الصحيح لقوانين المعرفة الحقيقية/الابيستمولوجيا التي تدعم الاستدلال ونتائجه العلمية -فهو بحد ذاته منهج ودراسه يُركن إليها عند الاستدلالات المتعددة والاستعمالات المتجددة في الحوارات واللقاءات المختلفة بين المتحاورين حيث أن وظيفته تؤدي دور مرحلة التكامل الجنيني لتقويم التفكير الفلسفي، فوجود وحدة المنطق أو دراسة المنطق هي بمثابة الداعم لسيرورة توظيف التفكير الفلسفي وتقويمه ضمن التصورات العقلية التي تتوافق وتتفق مع خاصيّة الحدس والاستنباط وإعمال العقل واللجوء إلى شبكة معارفية فلسفية تقوّمه بروح الاكتمال والصيرورة والانتقال به من التكوين إلى التطبيق ومن الطرح إلى التوفيق المنهجي في حلقة لا مفرغة.

ومن ضمن تلك المقومات مضاعفة عامل توليد النظريات والدراسات التي تنبثق من فهم واستيعاب النظريات والدراسات ذاتها من خلال الاحتكاك المباشر والنقاش المباشر(Dialogue) على نحو يخلق للإنسان دينامية تفكيرية جديدة وحديثة لتوسيع دائرة المدارك والمعارف لديه مما يساعده على التتابع والتثابر Following Up نحو إيجاد قاعدة البناء لماهية الحصول على تفكير فلسفي صحيح وبالاتجاه الصحيح الذي يكفل للإنسان الاستثمار الأمثل في سوق المعارف والعلوم.

وثمةَ مقومات أخرى نستطيع من خلالها دعم عملية التفكير الفلسفي بخلق تأملات وملاحظات أو مناقشات ومساهمات فكرية أخرى بحيث تثري العقل وتجعله خاضعاً لمبادئ التحليل والتركيب أو التأصيل والتعليل لجوهر التفكيك كما هو الحال عند بعض الفلاسفة، حيث يُستخدم كمنهج للاستفادة من إمكانياته وإحداثياته على أنّه نموذج فعّال في عملية القراءة المثمرة والمراجعة المستمرّة لمعرفة ماهية المنهج المراد فهمه أو توضحيه وشرحه بخاصية منهج التفكيك.

يخضع التفكير الفلسفي في العادة إلى سيرورات معقّدة ومركبة في آن بحيث يواجه الباحث في بعض الأحيان، إن لم يكن في الأعم الأغلب مفهوم الدهشة والحيرة التي تشكل آلية من آليات التفكير الفلسفي فهي عملية وجدانية ومهنية، وهناك الشك المنهجي حيال العقل في كيفية التشخيص لمبدأ القضية المراد بحثها أو إيجاد سبل لها على أنّ ذلك يحتاج إلى ممارسات ومنهجيات مركبّة حتى يصل الباحث إلى مراده وبغيه في البحث عن الإشكالية التي قد تواجهه كالسؤال الفلسفي ذو الطابع الحجاجي أثناء الحيرة والدهشة والذي قد يتعرض للنقد أو القبول من خلال توظيف منهاج التفكيكية باعتبارها أداة من أدوات فهم واستيعاب النص بأسلوب قابل للتبسيط.
 


* كاتب وأكاديمي فلسفي
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter