|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  4  / 5 / 2023                                        وهيب نديم وهبة                                     كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الغضب... يكسر الزّجاج

وهيب نديم وهبة (*)
(موقع الناس)

باقة ورد، بكل الود والشهد
مقدمة للشاعر: لطيف هلمت (1)

تحية فلسطينية تليق بكم وبعد.

يحط طائر الفينيق الاسطوري فوق براري كرملي الشامخ المتعالي عن جسد البحر – أمام مقالتكم الموسومة (بدل رفو) بحق، هو السفير الأوحد للشعر الكوردي في كافة مدن العالم ومنافيه!

وأنتَ الصديق...
الآن أهتف معكَ، بالصوت الجهوري اللطيف، من البعيد البعيد - كم أنتَ في قمة وهج الروعة في الكتابة – عن هذا الشاعر المشرق في لمعان النجوم وهدير البحر واجتياح اليابسة...
ها هو يجتاز حدود جغرافية كوردستان مع حقيبة عصافير الشعر والصخر والزهر والطيور الجارحة وخلية النحل وعشق الأهل والوطن ويزور - أماكن العالم كل العالم (لا يحمل في القلب غير الشعر والحب والوطن) وأنتَ تعزف بريشتك الملونة جمالية كتابات الشاعر وما كتبَ عن الأدب الكوردي... أقول (نحنُ هنا نعرف ) ونعرق الطريق إلى النور كم يحتاج منا الصبر والأمل والدماء.

كل شرايين القصائد، تصب في نهاية المطاف، في بحر الفكر والمجتمع والوطن... وأنتَ منهم الحامل الراية... الواقف في الصفوف الامامية تقطف العطر من فم الزهرة وتزرع في الأرض الخصبة الأمل.
شاعركَ (بدل رفو) وشاعرنا لو جاز لي القول - أقول: كل القصائد عن الوطن تصب في بحرنا - تخرج من عروق دمنا - تلعب في ملاعب المخيلة وتركض مع فراشات الحقول للحرية.

نحنُ هنا - نحب ما تكتبون ونحفظ العهد ونقرأ بين خفايا الكلمات – كل الكلمات - نحبكم وأنتم الاحرار.
وأجمل ما كان في رسالتكم الشامخة المبدعة الراقية - الختام -

(تحياتنا ومودتنا الأخوية، المفعمة بنسائم كوردستان المثقلة بشذى الورود والرياحين، إلى الشاعر الكوردي المبدع، وسفيرنا للشعر الكوردي في منافي العالم، ومدنه المرئية واللامرئية، بدل رفو، وتحياتنا لأصدقاء الشعب الكوردي، وقراء قصائدنا أينما كانوا!)

وفي الختام وأنا من الأصدقاء والمحبين - إليكم قصيدتي مع محبتي.

الغضب... يكسر الزّجاج

اللّيلة عند انتصاف القمر...
سقطت بعض النّجوم في يدي...
ظننتُ أنني أحلم...
نهضتُ إلى النّافذة لمعرفة الخبر اليقين...
كان الزّجاج مكسورا ولون يدي حمراء.

 2022 ما زلت حيًّا.

(لَا تَقْتُلْ)
صَوْتُكَ مِنْ أَعَالِي جَبَلِ الطُّورِ الْمُعَانِقِ لِزُرْقَةِ غَيْمِ السَّمَاءِ يَأْتِينَا...
وَقَدَمَاكَ الرَّاسِخَتَيْنِ فَوْقَ صَلَابَةِ قَسْوَةِ الْيَابِسَةِ وَالْوَصَايَا.
انْزلْ عَنْ جَبَلِكَ الْعَالِي... عَنْ عَرْشِ الْكَلِمَاتِ...
أَمَامَكَ بُحَيْرَةٌ مِنِ الدِّمَاءِ.

هَلْ تُبْصِرُ فِي هٰذَا الزَّمَنِ الْعَتَمَةَ؛ زَمَني؛
(مَسَارِح الْقَتْلِ الْعَلَنِيِّ فِي وَضَحِ النَّهَارِ)
كَيْفَ تَأْتِي الْقَصِيدَةُ الْعَرُوسُ فِي مَشْهَدِ
الْجَرِيمَةِ...
كَيْفَ إِكْلِيلُ الْوَرْدِ لِلْحَيَاةِ وَالْمَمَاتِ.
تَنْزِلُ الْقَصِيدَةُ كَمَخَاضِ امْرَأَةٍ –
لِلتَّوِّ أَخْرَجَتْ جَنِينَهَا بِالصُّرَاخِ عَلَى الدُّنْيَا.
قِفْ لَحْظَةً مَعِي،
جَبَلُكَ شَاهِقٌ وَضَعِيفٌ بَصَرِي...
انْظُرْ أَنْتَ وَبَعْدَهَا احْمِل وَصَايَاكَ إِلَيْنَا.

يَصْمُتُ الْقَلْبُ صَمْتَ الْمَلَائِكَةِ
تَفُوحُ رَيَاحِينُ الطِّيبَةِ...
يَصْمُتُ صَوْتُ الرَّصَاصِ...
تَعْلُو فِي فَضَاءِ الْغَيْمِ الْأَزْرَقِ أُغْنِيَةٌ لِلْإِنْسَانِ.

وَحدَكِ تُجَمَّلِينَ الدُّنْيَا وَقَتْلُكِ سُقُوطُ الْعَقْلِ وَالْحُرِّيَّةِ.
وَأَنْتَ مَعِي – تَقِفُ لَحْظَةً – تُغَادِرُنِي،
تَخَافُ – أَنْتَ الْقَادِمُ .


القصيدة من ديوان "ما يرسم الغيم 2022"

(1)
لطيف هلمت / شاعر من كوردستان العراق
 

 

(*) شاعر فلسطيني
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter