|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  8  / 9 / 2021                                 تحسين المنذري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

السيدة بلاسخارت ومراقبوها الدوليون!!

تحسين المنذري
(موقع الناس)

في مؤتمر صحفي عقدته السيدة بلاسخارت يوم أمس 9/7 ( ولا أعرف مناسبته) قالت إن الامم المتحدة ستنشر (130) مائة وثلاثين خبيرا ومستشارا لمراقبة الانتخابات التشريعية العراقية المزمع إجراؤها في العاشر من تشرين أول القادم، واكدت إن هذا العدد هو خمسة أضعاف العدد الذي راقب الانتخابات في 2018... الى هنا تبدو الامور وهي تسير بشكل إيجابي، فالامم المتحدة مهتمة بالعراق وتريد له إنتخابات نزيهة خالية من التزوير والغش وبرلمان قادم افضل من كل سابقيه. وبناءا على هذا دعت بلاسخارت الجميع للمشاركة في الانتخابات وأعتبرت إن المقاطعة خاطئة!!! ولست أدري هل هي واثقة بشكل اعمى من دور مراقبيها في ضبط الانتخابات أم هي تتغابى عن الواقع وكأنها لا تعرف شيئا!!

حسب مفوضية الانتخابات فإن العراق تم تقسيمه الى (83) ثلاثة وثمانين دائرة إنتخابية، بواقع (8273) ثمانية ألاف ومئتين وثلاثة وسبعين مركزا إنتخابيا!! فماذا سيفعل خبراء الامم المتحدة المائة وثلاثون إزاء هذا العدد الكبير من المراكز الانتخابية؟ لكني سأفترض إن هؤلاء الخبراء لديهم من التجارب والخبرة العالية والاجهزة المتطورة بحيث يكتشفون الخطأ والتزوير حتى لو كان في مثلث برمودا وإنهم سيتمكنون من ضبط عملية الانتخاب في يومها 10/10، مما يفرض سؤالا مهما جدا هنا هو: هل إن التزوير والغش يتم فقط داخل صندوق الاقتراع أو في محطة الانتخاب أم إن التزوير الحاصل في البلد هو تزوير إرادة الناخب العراقي نفسه؟ وإلا كيف سيعرف خبراء بلاسخارت إن القانون الانتخابي مفصل على مقاسات الكتل المتنفذة حتى وإن تغيرت أسماء المرشحين؟ وكيف سيمنعون مرشحي الكتل التي لها أذرع مسلحة، وما أكثرها، من الترشيح للانتخابات بعد أن صادقت على ترشيحهم مفوضية الانتخابات؟ وكيف سيعرفون دور مشايخ الجوامع وأئمتها في تسميم أدمغة بسطاء الناس وحثهم للتصويت لمرشحي الطائفة؟ وكيف سيتعرف خبراء الامم المتحدة على دور الميليشيات المسلحة في إرهاب وتخويف الناخب وبشتى الطرق مما يجبره على التصويت لمرشحيها؟ وكيف سيضبط الخبراء مبالغ صرفيات المرشحين على حملاتهم الانتخابية ويعرفون ماهي مصادرها؟ وكيف سيعرف الخبراء إن أباءا كثيرين جدا يهددون إبناءهم وبناتهم بوجوب إنتخاب المرشح الفلاني الطائفي وإلا فإن أمهم ستحرم عليه ويضطر لتطليقها ويتهدم البيت؟ وكيف سيصل الخبراء الى أدوار وكلاء المرشحين ومعاونيهم وما يقومون به من صرفيات ورشى للناخبين وكلها من السحت الحرام وماهي الوعود التي يطلقونها لكسب زائف لاصوات المواطنين؟ وهل إنتبهت بلاسخارت وخبراءها الى إن موعد الانتخابات جاء بعد شهري محرم وصفر بأيام معدودات وتلكم الشهرين هما فترة التجييش الطائفي وإستدرار العواطف الكاذب؟ وهل وكيف ربما لعشرات الاسئلة الاخرى .

لكن السيدة بلاسخارت لم تنسَ أن تركب موجة القوى المتنفذة وتذكِّر العراقيين بأن الانتخابات مبكرة بناءا على مطالبة المحتجين في إنتفاضة تشرين 2019 دون أن تتريث وتحسب إنها جاءت بعد سنتين من المطالبة وقبل ستة أشهر من موعدها الأصلي.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter