|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  5  / 9 / 2016                                 تحسين المنذري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

طرق على شبابيك المؤتمرالعاشر
للحزب الشيوعي العراقي
(10)

تحسين المنذري
(موقع الناس)

تصويبات وهوامش

لم أكن أنوي كتابة هذه الحلقة من الطرق على الشبابيك لولا ما وردتني من ملاحظات من بعض الاحبة والتي تستدعي التوضيح. وهنا بودي أن أشير الى أن كثيراً من الملاحظات وردت عبر البريد الخاص أو بواسطة الايميل وحتى بواسطة التلفون أحيانا، وأنا في الوقت الذي أتفهم فيه دوافع الاصدقاء الذين لم يعلقوا علنا في ( الفيسبوك) فأني سأحترم رغباتهم في الابقاء على عدم علنية مناقشاتهم، لذا فقد يرد رد يتعلق بتلك الحوارات سأحاول توضيحه دون الاشارة الى المتسائل أو السؤال.

بخصوص عنوان السلسلة وهو الطرق على الشبابيك، سُئلت لماذا لم يكن طرقا على الابواب؟ في الحقيقة أنا أرى إن الطرق على الابواب به شيئ من التسول بل وحتى الذلة، وأنا لا أتسول أمام بيتي(الحزب) ولا يمكن لشيوعي أن يكون ذليلا في حزبه، أما الطرق على الشبابيك فإن به شيئ من المشاكسة التي تجبر من يقف خلفها الى الانتباه للطرق أو لأسبابه وأتمنى إني قد نجحت في ذلك.

طالب بعض الاصدقاء بأن أكتب الاسماء الصريحة للرفاق الذين وردت الإشارة لمواقفهم إرتباطاً بما ناقشته من تفاصيل تتعلق بسياسة الحزب ومواقفه، وهنا أوكد ما قلته في الحلقة الاولى بأن لا موقف شخصي لي مع أي رفيق داخل الحزب سواءً كان في قاعدة الحزب أو في قيادته، وما ثبته من قضايا كانت عامة وتخص عمل الحزب، ماعدا طلبا واحدا كان يطالب بدليلي حول ما كتبه أحد رفاق المكتب السياسي من أن الحركة الاحتجاجية لا تنوي تغيير الحكم فإن المصدر لذلك لمن يريد الاطلاع عليه هي مجلة الثقافة الجديدة العدد 380 الصفحة 14 العمود الايسر السطر رقم 6 وما تبعه.

أرسلت المواد تباعا الى موقع الحزب فلم ينشر منها أي جزء، وأرسلتها الى موقع الناس فنشر الاجزاء الستة الاولى ثم الحلقة الثامنة لفترة وجيزة ورفعها، والى موقع رابطة المرأة حيث نشروا كل الحلقات عدا الحلقة الثانية، والى موقع ينابيع العراق الذي واظب معي نشر كل الحلقات بلا تردد، لكل هؤلاء أوجه شكري الجزيل والى موقع ينابيع شكر خاص وإمتنان.

الحلقة الثامنة كانت الحلقة الاكثر إثارة لردود الافعال المتباينة حتى إتهمني أحد الاحبة بأني أكتب منطلقا من موقف شخصي، وأعيد ما قلته سابقا وسأبقى أعيده، لا موقف شخصي لي مع أي رفيق في الحزب، مواقفي يحددها العمل الحزبي متفقا أو مختلفا لا غير، أما لماذا كتبت عن رفاق ورفيقات الكوتة بهذا الوضوح، فإنها الصراحة الرفاقية التي هي لانهائية، وإن كان هناك من لا يطيق الصراحة فتلك ليست مشكلتي بل عليه هو شخصيا أن يعالج هذا الخلل. حين أكتب عن الشبيبة الذين إستفادوا من الكوتة، يخطر في العقل والروح إسم الشاب (حسين أحمد الرضي) الذي قاد مفاصلا مهمة في الحزب وهو لم يبلغ الثلاثين بعد ، ومن ثم قاد الحزب وقد تجاوز الثلاثين بنيف من الاعوام،وكانت أيما قيادة، نقلت الحزب والوطن من حال الى حال! ويخطر في العقل والروح أسماء شبيبة عملت رفقتهم، كانوا مملوئين حيوية وعنفوانا، متشبعين بالفكر حد الابداع، شبيبة أثرت ترك كل ملذات الحياة وأرتقت نجوما ساطعة في سماء الوطن وتركت الارث الجميل والكبير، وهو ما أتمناه في رفاقي الحاليين ولي ثقة بقدرتهم على أن يواصلوا ذلك الأرث، ومن حقي أن أطالبهم بذلك. وحينما أكتب عن رفيقات الكوتة فإنما أتذكر رفيقات الاجيال السابقة يوم إعتقلت زكية خليفة وهي لم تبلغ الرشد بعد وأتذكر بطولات زكية شاكر وعمومة مصري ووردة ماربين وأتذكر نزيهة الدليمي وهي تكسر الطوق الرجولي وتفرض هيبتها وزيرة أولى في العراق وبقية البلدان العربية، أتذكر الشهيدة عايدة ياسين وعشرات الشهيدات الاخريات بكل عنفوانهن وشموخهن ، أتذكر كل تلك الرفيقات، فأتمنى من رفيقاتي أن يواصلن ذلك الأرث، ولي ثقة بقدرتهن على تقديم المزيد.

ليس إعتذارا لكني بودي أن أقول لكل رفاقي في الحزب الشيوعي العراقي إن الدم الشيوعي الذي يجري في عروقنا المشتركة أكبر من الخلاف على تفاصيل العمل، وأبعث بباقة ورد شيوعية لكل رفيق لم يتسع صدره لصراحتي او للشكل الذي عبرت فيه عن قناعاتي .
وأخيرا حاول بعض المتصيدين في الماء العكر إستغلال ما كتبته في هذه السلسلة لاظهار نوايا غير التي أردتها أنا، حتى ذهب البعض للتصور بأني قاسٍ أو إني أكتب لرغبة مني في حب الظهور، أو هي القطيعة مع الحزب وغير ذلك من التصورات وللجميع أقول هنا: ما قمت به ينسجم مع النظام الداخلي للحزب والذي يشير في المادة الثالثة المتعلقة بحقوق عضو الحزب في الفقرة 3 ما يلي: (ينشر وجهات نظره في القضايا الفكرية والسياسية في المنابر الاعلامية للحزب)، وقد أرسلت الى موقع الحزب كما أشرت أعلاه وبقية المواقع التي لم تخرج عن عباءة الحزب بعد. كما إن علاقتي بالحزب الشيوعي العراقي ليست علاقة سياسية أو تنظيمية فحسب، وليست علاقة ولدتها ظروف بعينها وقد تنتهي بإنتهاء تلك الظروف ، ولم تكن تلك العلاقة متعلقة أو مرتبطة بوجود فلان من الرفاق في الحزب أو بعدم وجوده، بل هي علاقة تكوين بايولوجي وربما لها إمتدادات جينية، فالحزب كان بالنسبة لي هم أعضاء الخلية السرية الذين يدخلون بيتنا تباعا متخفين كي لا يرصدهم الشرطي (السري) الذي يقف على مقربة من البيت، وهي كيف يتم التنسيق لتوزيع البيان والجريدة السرية، وماهي الشعارات التي ستزهو بها حيطان الكاظمية، ومن ثم صارت هي زيارة المعتقلات والسجون وتنظيم الاحتجاجات وتقديم العرايض للمسؤولين والسفارات الاجنبية لغرض الضغط على الحكومة لاطلاق سراح المعتقلين ومنهم بعض أخوتي، ومن ثم تحولت العلاقة بالنسبة لي شخصيا الى جهد يومي عضلي وفكري ومتابعة وإصرار على فهم آخر للواقع، فهم شيوعي يحلل ويسعى للتغيير، وصارت العلاقة فيما بعد تمسك بكل تلك القيم والمبادئ والحفاظ على الشيوعية في دواخلنا كنهج للحياة رغم كل ضغوطات وملاحقات الانظمة الفاشية، وأخيرا وليس آخرا فقد تعمدت تلك العلاقة بالنسبة لي ولعائلتي عموما بالدم، نعم بالدم ، فقد سقت دماءٌ طاهرة لبعض من عائلتي سنديانة الحزب الشماء، ولسنا نادمين على ذلك، فهل لمثل هذه العلاقة أن تنفصم عراها بمجرد ما كتبت أنا عن الحزب وللحزب ؟ ولا بد أن أقول إن شيوعيتي لا يحددها رضا أو غضب هذا الرفيق أو ذاك عني فقد أختُبِرت في ظروف أكثر حلكة ولم يزدها ذلك الا بريقاً، وليعلم الجميع حتى وإن تأرجحت تلك العلاقة اليوم ولاي سبب كان فتركيبة الدم البايالوجية إمتدت لكرياتها الحمراء لونا من الشيوعية وحزبها العراقي لاغير.

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter