|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  5  / 8 / 2016                                 تحسين المنذري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

طرق على شبابيك المؤتمرالعاشر
للحزب الشيوعي العراقي
(1)
 

تحسين المنذري
(موقع الناس)

أكثر من مقدمة

في بلاغ إجتماع للجنة المركزية للحزب المنعقد في 9/ تشرين أول (أكتوبر)/ 2015 ، نوه البلاغ الى قرب إستحقاق موعد إنعقاد المؤتمر العاشر للحزب، وأعاد الحزب تأكيد ذلك في بلاغ إجتماع اللجنة المركزية بتاريخ 12/3/2016 ورغم عدم صدور أي بيان رسمي أو أية إشارة لموعد المؤتمر تحديدا، إلا إنه بحكم النظام الداخلي للحزب فإن موعد المؤتمر سيكون هذا العام (2016) وربما يكون أحد الاشهر القادمة موعدا لانعقاد المؤتمر، ومثلما عوّد الحزب أعضاءه ومناصريه بسماع أرائهم وتصوراتهم عن برنامج الحزب ونظامه الداخلي وعموم سياسته فأتصور إن هذا المؤتمر سوف لن يخرج عن هذا المنحى، ومن هذا المنطلق وددت المساهمة في طرح تصوراتي .

في البدء اشير الى أن الحزب الشيوعي العراقي هو الحزب الوحيد في العراق بل وربما في المنطقة الذي يطرح وثائق مؤتمراته بكل شفافية ووضوح ويفتح منافذ إعلامه لنشر أراء الناس جميعا بلا تمييز وحتى مع قساوة بعضها في الطرح أو النقد، وتلك لعمري من المحاسن التي يتفرد بها الحزب عن غيره من الاحزاب حتى التي تتربع على عروش السلطة، ورغم كل ما يقال هنا وهناك بشأن الاخذ بتلك الاراء والمقترحات فإن العديد من الاصدقاء ممن حضروا مؤتمرات الحزب يشيرون بوضوح الى شفافية المؤتمرات والتعامل الديمقراطي في ورش المؤتمر أو في جلساته العمومية ، وطمعا بهذا ولثقتي الكبيرة مسبقا بقيادة الحزب ومندوبي مؤتمره العاشر فإني أطرح تصوراتي على الملئ فربما تصل عن طريق الاعلام أو أحد المندوبين الى المؤتمر.

بعد حقبة من العمل العلني الرسمي للحزب في الداخل العراقي وفي ظل أوضاع إتسمت دائما بالتعقيد والانحدار أحيانا نحو الهاوية ووضع أمني سيئ أدى في الاخير الى إحتلال ثلث البلد من قبل قوى إرهابية وتردي مريع في الخدمات وتراجع في الاقتصاد وإنقسامات مجتمعية حادة وتوتر دائم على صعيد العلاقة بين كتل وأحزاب السلطة وغير ذلك الكثير من المساوئ التي جرها الاحتلال وسياساته وما إختطه المتنفذون في الحكم من نهج التقسيمات المحاصصية المقيتة والتي ترافقت مع إستشراء الفساد ليس في مفاصل مؤسسات الدولة فحسب بل وأيضا شمل العلاقات المجتمعية وصولا حتى للعلاقات داخل الاسرة الواحدة ، في ظل كل تلك الاوضاع إختار الحزب نهجا وسطيا في العمل السياسي وفي برامجه ومواقفه الرسمية بل وحتى مشاركاته المحدودة في الحكومات ، وفي علاقاته كحزب وقيادات حزبية مع بقية القوى السياسية ، ولان كل تلك السياسات والبرامج الوسطية لم تؤدِ الى الان الى تغيير نوعي في أي صعيد وعلى أي مستوى فإن أمر مراجعتها بات من القضايا الملحة على الحزب والتي ينبغي كما أتصور على المؤتمر العاشر مراجعتها، أي إني أدعو إن يكون المؤتمر القادم مؤتمر مراجعة السياسات والبرامج والخروج بنتائج تؤدي الى تغييرات في سياسة الحزب وبرامجه وربما حتى في هياكله التنظيمية ، بما يعزز ويرسخ بدايات الديمقراطية وتعديل بنائها المشوه وبما يعزز أيضا من دور الشيوعيين وحضورهم السياسي إنسجاما مع أكثر من ثمانين عاما من التضحيات الجسام والمواقف المشهودة وبسالة مناضليه والتي أدت في كثير منها الى تغييرات لمصلحة كادحي الشعب وقواه ذات المصلحة الابدية في التغيير نحو الافضل. ومن هذا المنطلق أرى أن يكون البدء في مناقشة وثائق الحزب ببرنامجه فعلى ضوء ذلك ترتسم السياسات ويتكون الهيكل التنظيمي للحزب بما يتلاءم وطبيعة العمل وشكل العلاقات المطلوبة داخل الحزب بين أعضائه وقياداته وبما ينسجم مع البرنامج المقر، لذلك ستكون مناقشة برنامج الحزب أولى الفقرات التي ألج منها الى المؤتمر العاشر . وقبل الشروع في أي شيئ فلابد من تأكيد الحقائق التالية :

* تغطي الملاحظات فترة ما بعد التغيير في عام 2003 والى الان حيت أرى إنها الفترة الاهم والتي يفترض مراجعتها، وأحداثها ما زالت طرية ومؤثرة في وضع العراق عموما والحزب بشكل خاص، ولاني أعتقد إن الحزب إنتقل فيها وبشكل نهائي الى العمل العلني المشرعن والتي تضعه تحت المجهر ليس من قبل أعضائه ومؤيديه فحسب بل من قبل كل القوى الاخرى صديقة كانت أم لا، وإن كل ما سيرد من أراء وأفكار هي من بناة أفكاري ولا أحد آخر غيري مسؤول عنها.

* لا أبتغي من طرح ما سيرد لاحقا في سلسلة المواضيع عن المؤتمر العاشر إلا محاولة لطرح رؤى ربما مختلفة عن رؤى وتصورات الرفاق في قيادة الحزب ، قد تثير نقاشا يفضي الى إغنائها بالتصحيح أو التأكيد أو أي شيئ آخر بما يخدم مسيرة الحزب ، وربما تُهمل أيضا ، بجميع الاحوال أنا أبرئ ذمتي واقول ما أعتقده صائبا .

* سوف تتطرق سلسلة المواضيع هذه الى جملة أمور أعتقدها شخصيا إنها أخطاء أو سلبيات في عمل الحزب وذلك لاني أعتقد بضرورة مراجعة الاخطاء والسياسات التي أدت الى التراجع في عمل الحزب بين صفوف الجماهير ، أما أني لم آتِ على ذكر الايجابيات فليس لانها غير موجودة بل لاني أعتقد إن الاهم هو التركيز على النواقص كي يتم تلافيها ولاجل أن تنسجم مع ما موجود من إيجابيات في عمل الحزب وهي كثيرة حتما.

* قد ترد تسميات لرفاق في قيادة الحزب جهدت أن تكون بمناصبهم وليس بأسمائهم الشخصية حرصا مني على التأكيد بأني لا أمتلك موقفا شخصيا مسبقا من أي رفيق في الحزب وليس فقط في القيادة ، لكني أوردت ذلك من باب تبيان فكرة أو توكيد حادثة ولم أبتغِ التشهير أو الاساءة بأي رفيق فعذرا مسبقا لكم ولكل الرفاق الذين سيرد ذكرهم .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter