|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  26  / 8 / 2016                                 تحسين المنذري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

طرق على شبابيك المؤتمرالعاشر
للحزب الشيوعي العراقي
(8)

تحسين المنذري
(موقع الناس)

الكوتة الانتخابية

إن أبسط توصيف لنظام الكوتة في الانتخابات، وبحسن نية متناهية، إنه نظام إنتخابي غير ديمقراطي ، فأن تجبر الناخبين على إختيار مرشحين دون غيرهم هو عمل لا ديمقراطي، أو إنك تسمح لاشخاص لا يستحقون منصب ما أن يترشحوا إليه بدون ضوابط ومعايير إستحقاق المنصب فإنه عمل لا ديمقراطي أيضا.... ونظام كوتة النساء المتبع في الانتخابات البرلمانية او مجالس المحافظات في العراق دليل واضح على لا ديمقراطية النظام الانتخابي وعلى وصول من هنّ في الاغلب الاعم غير كفوءات بالمرة ولا يستحقين أن يكونن ضمن الهيئة التشريعية العليا للبلد أو ضمن مجالس المحافظات المسؤولة عن مراقبة تنفيذ المشاريع والخطط في محافظاتها .


وفي الحزب برز نظام الكوتة بناء على توجيهات قيادة الحزب قبل المؤتمر التاسع ، حيث طُلِبَ الى المنظمات كافة بإختيار مندوبين ضمن الكوتة وهم من الشباب دون سن الثلاثين عاما ومن النساء بعدد حسب قوام كل محلية أو منظمة ، وإنسحب ذلك الى داخل المؤتمر حيث جرى إنتخاب ثلاثة شباب (يقال إنهم دون الثلاثين) وخمسة نساء، لم تتح لنا فرصة التعرف على جميع من فاز بنظام الكوتة عدا رفيق شاب يقال إنه كان صحفيا واعدا لكنه مجرد ما تحصل على عضوية ل .م. لم نسمع ولم نرَ أية مساهمة متميزة له وحتى لم نعد نلحظ إسمه كصحفي في طريق الشعب وربما يكون قد توقف عن التطور بحجة إنه صار قياديا في الحزب وهذا يعني إنه يعرف كل شيئ ويستطيع من كل شيئ!!ولو لم تعطى له فرصة كتابة عمود ولمرات قليلة، في طريق الشعب في الفترة التي تسبق المؤتمر الحالي (العاشر) لما تذكرناه، رغم وضوح الغاية من هذا العمود الذي جاء متأخرا، لكنه قد يشفع له في إعادة التأهيل كي يحافظ على عضوية اللجنة المركزية. والاخر كلما عرفنا عنه إنه حينما رزق بطفلة مولودة له، قدم الشكر لكل البشرية ، من يعرفهم ومن لايعرفهم، حيث إنه يبدو كان يتصور إن الناس جميعا يقومون الليل داعين له أن يرزق بتلك الطفلة ويجوبون النهارات بحثا عن تعاويذ وأدعية يحفظها سليمة في أحشاء أمها ، حتى ولدتها فكانت البشرية جمعاء على موعد مع النور !!!! ومن رفيقات ل.م. الفائزات بالكوتة عرفنا إثنتين فقط واحدة كانت باحثة بشكل دائم عن حب الظهور بأي شكل كان حتى ولو بإثارة زوبعة لمشكلة صغيرة كان يمكن حلها وديا وعائليا، وأخرى سمعنا إنها إعتزلت العمل الحزبي والسياسي بعد أن منَّ عليها الله بإبن الحلال الذي إصطحبها معه في (حجة عمره) وسافرت بدون إعلام الحزب لا بالزواج ولا بالسفر الميمون! وإن هذا الزوج يستحرم خروج زوجته لاي مكان بدون محرم وحتى يقال إنه أراد أن يحضر معها إجتماع اللجنة المركزية للحزب !! إلا إن الرفيقة آثرت أن تعتزل كل شيئ طاعة لزوجها فطاعة الزوج واجبة شرعا !!ولا أدري نحمد من بإتمام طلاقها في الفترة الاخيرة وعودتها للعمل في ل. م.!أما الشاب الثالث والاخريات فلم نسمع عنهم أي شيئ ولا نعرف تطوراتهم الفكرية أو التنظيمية أو أية قدرات أخرى !! فهل يعقل هذا ؟ هل يعقل أن تتحول اللجنة المركزية الى معهد تدريب لا ينجح حتى في إختيار المتدربين ؟؟ إن تدريب الرفيق وإعداده كادرا يبدأ من الخطوة الاولى للانسان في إنتمائه للحزب وليس كل من ينتمي يستطيع أن يكون كادرا متقدما، وأيضا ليس كل كادر متقدم يستطيع أن يكون عضوا في أعلى هيئة في الحزب ، فمواصفات عضو القيادة في أي حزب تشترط جملة أمور منها التمكن من فكر الحزب وفلسفته ومعرفة كبيرة إن لم تكن تامة بقضايا الحزب التنظيمية وقدرة على القيادة والتوجيه والتمتع بروح المبادرة المبدأية العالية والتمتع بالجرأة والاقدام وعلى قدر عالٍ بروح التضحية، وسرعة بديهية في تقديم الحلول للمشاكل التي تستعصي وقد تظهر بشكل مفاجئ في لحظة سياسية أو فكرية أو تنظيمية معينة، وغيرها من المواصفات الاخرى، وبالمناسبة ليس كل عضو في قيادة الحزب ممكن أن يكون سكرتيرا للحزب وهذا أيضا له مواصفات متعددة ليس أقلها الكاريزما التي تأتي معه وليس التي يمنحه أياها المنصب.

بُعيد المؤتمر التاسع للحزب جمعني لقاء ما برفيق عضو قديم في ل. م. وقال إن نظام الكوتة سوف لن يتكرر وإن الحزب قد وضع خططا بديلة تتضمن برامجا تدريبية كفوءة لاختيار الكادر وتنمية المواهب ، لكن كما يبدو من سير الامور الان إن الحزب عاد لنظام الكوتة فها هي قيادة الحزب تبلغ المنظمات بإنتخاب شباب ونساء على طريقة الكوتة في كونفرنساتها التحضيرية للمؤتمر القادم كما حدث قبيل المؤتمر التاسع. فما الذي يدفع الرفاق في قيادة الحزب على الاستمرار في نفس نظام الكوتة ؟ فهل إن من إستفاد أو إستفادت من هذا النظام صار قياديا ألمعيا وناجحا ؟ وماهي إضافات كل منهم / منهن في عمل الحزب؟ أية فكرة متميزة جاءت وأية طريقة تنظيمية غيرت وأي عمل لم يكن لاحد من أعضاء الحزب أن ينجزه لولا وجود رفيقات ورفاق الكوتة ؟ أخشى أن تكون القضية كما وصفها أحدهم عن الكوتة من إنه يأتون برفاق في قيادة الحزب لحساب هذا الرفيق أو ذاك تعديلا لتوازنات داخل قيادة الحزب على ضوء الصراعات التي تحتدم أحيانا بينهم ، أخشى أن يكون ذلك صحيحا .

 











 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter