|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  24  / 7 / 2021                                 تحسين المنذري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نعم للمقاطعة ... ولكن

تحسين المنذري
(موقع الناس)

* في تطور لافت أعلن الحزب الشيوعي اليوم في مؤتمر صحفي، لبعض من أعضاء قيادته، عن عدم مشاركته في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في تشرين أول القادم، وتلك نقلة نوعية جيدة لابد من السعي لتطويرها برفض كل مخرجات العملية السياسية والتي كان الحزب الشيوعي مساهما رئيسيا فيها منذ إنطلاقها عبر مشاركته في مجلس الحكم الذي شكلته قوات الاحتلال .

* بيان اللجنة المركزية لم يخلو من تصعيد للموقف مع مجمل العملية السياسية لكنه يضع في الاخير مطلبا مبهما حيث يشير الى (اننا اليوم بحاجة ماسة الى منظومة كاملة من الاجراءات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المدروسة، الرامية الى انقاذ البلاد من الأزمة الخانقة وتحقيق التغيير. فمن دون هذه الاجراءات سيستمر التدهور ويتعمق، ويعاد انتاج المنظومة السياسية الحاكمة بما يؤدي الى ما لا تحمد عقباه.) والتساؤل هنا لمن يتوجه هذا المطلب؟ ومن سيتخذ هذه الاجراءات؟ هل القوى السياسية المتنفذة نفسها؟ فلماذا المقاطعة إذاً؟ أم البديل الذي طالب به الحزب بتشكيل تحالف واسع ؟ وكيف يتم ذلك؟

* في معرض رده على الصحفي الوحيد الذي سأل في المؤتمر الصحفي أشار السيد رائد فهمي الى إن الحزب سيطلب من كافة أعضائه الذين ترشحوا بإسم الحزب ضمن قائمة التيار الديمقراطي الى سحب ترشيحهم، وتلك خطوة ضرورية، لكن ما الموقف من اعضاء الحزب الذين لم يترشحوا بإسم الحزب؟ وهنا أسوق مثالا واحدا هي السيدة (شميران مروكل) عضوة المكتب السياسي للحزب التي ترشحت خارج إطار التحالف الديمقراطي أي ليس بإسم الحزب الشيوعي ، ولا أدري كيف يستقيم ذلك مع عضوة منظومة قيادية تقرر المقاطعة وهي تشارك، أليس في هذا إزدواجية في الموقف ؟ وما تبرير ذلك؟

* وردت عبارة في البيان بتقديري خطيرة جدا حيث يشير البيان الى (شاركوا في الاستفتاء بنشاط. وينتمي هؤلاء الرفاق الى شرائح اجتماعية متنوعة، الأمر الذي يبيّن أن عيّنتهم لا تمثل الشيوعيين فقط، وانما تعكس مزاجا شعبيا واضحا.) ومكمن الخطورة هنا هو ما الذي يعنيه بيان اللجنة المركزية بـ (شرائح إجتماعية متنوعة) هل بمعنى الانتماءات الدينية والطائفية والعرقية أم الانحدارات الطبقية؟ ذلك إن المرء حينما يكون شيوعيا سيتجرد عن تأثيرات كل تلك المرتكزات والهويات الفرعية وإلا لماذا صار شيوعيا؟ أما إذا كان المقصود ـ كما سيفسر البعض ـ إنه التباين في المستويات الثقافية فهذا لا يسمى شرائح إجتماعية بل تباينات أو شرائح ثقافية وليس إجتماعية، ويختم العبارة بإن عينتهم لا تمثل الشيوعيين وإنما مزاجا شعبيا !!!! فهل شمل الاستفتاء أشخاصا خارج الحزب ؟ من هم ولماذا هم دون غيرهم؟ وما هو دور الحزب في توعية وتثقيف أعضائه إن كانت التأثيرات الفرعية مازالت فاعلة؟

* وأخيرا فعلى قيادة الحزب أن تراجع مواقفها من الرفاق الذين كانوا يدعون الى المقاطعة في الانتخابات السابقة في 2018 ورفع الحيف الذي وقع عليهم نتيجة مواقفهم تلك وتتقدم بإعتذار رسمي لهم وللجماهير التي خذلها إشتراكهم في الانتخابات السابقة ضمن قائمة بائسة ، وذلك من أجل أن تكتمل الصورة ويتعزز المشهد بإجراءات فاعلة وليس مجرد أقوال .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter