|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  20  / 8 / 2016                                 تحسين المنذري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

طرق على شبابيك المؤتمرالعاشر
للحزب الشيوعي العراقي
(6)

تحسين المنذري
(موقع الناس)

عن سياسة الحزب (ج)

إعلام الحزب : تعددت منابر الحزب الاعلامية بعد 2003 مابين موقع ألكتروني وصحيفة يومية ومجلة ودورية، وملاحظاتي السريعة هنا فقط على موقع الحزب الالكتروني وصحيفته اليومية (طريق الشعب) لانهما الاكثر تصفحا والاقرب الى الواجهة من غيرهما. فبعد السقوط المدوي للدكتاتورية كانت طريق الشعب هي الجريدة الاولى عراقيا التي تصدر في العلن وإستبشر الشيوعيون ومناصريهم خيرا بهذا الانجاز الرائع على أمل أن يكون إعلام الحزب أكثر تأثيرا في الساحة السياسية لما عرف عنه من مبدأية عالية في تناول الواقع تحليلا وإستنتاجا وحلولا، لكن بعيد أن أستتبت الامور في عموم الوضع وظهور صحف ومطبوعات أخرى بدأت الاضواء تنحسر عن طريق الشعب ليس فقط بسبب كثرة المطبوعات الاخرى لكن أيضا بسبب نوعية المنشور في الطريق نفسها، فقد كثرت العموميات في طرح الواقع العراقي وبدت في لحظات معينة وكأن الجريدة لا تتحدث عن واقع العراق بل عن دولة أخرى بعيدة جغرافيا عنّا أو إن الجريدة لا تصدر في العراق، ذلك بحجة الحيادية في نقل الخبر، ولا أظن إن إعلام الحزب الشيوعي بحاجة لحيادية غير مبررة، فالمطلوب دائما من الشيوعيين ـ سياسيا أو أعلاميا ـ موقفاً منحازاً وليس متفرجا على الحدث، واوغلت الجريدة في حيادية غير مبررة بحيث لم يكن بإستطاعة أي من كتابها، في فترة إنقضت، أن يذكر فقط تسمية (الاسلام السياسي) سواءا في السلب أو في الايجاب، وذلك موقف غامض بل وغريب على الشيوعيين، وهكذا كان الحال فقد عكس إعلام الحزب صورة واقعية لسياسة الحزب، فمثلما كانت مواقف الحزب يسودها التشوش كثيرا فيما أعتمدته قيادة الحزب من سياسة نقد السلبيات والثناء على الايجابيات، تلك السياسة التي أبعدت الكثير من الجماهير من الاعتماد على الحزب في طرح البديل أو حتى في تحليل الواقع، كما إن الجريدة غابت عنها في فترات طويلة أي مقالات في الماركسية حتى ولا المترجمة منها، وما نشر كان قليلا جدا لا ينسجم مع واقع حزب شيوعي ، بل إن الصفحات الثقافية أخذت مساحات واسعة في كثير من الاحيان، ورغم أهميتها كحزب مهتم في الثقافة لكنها لايفترض أن تكون على حساب الفكر والسياسة كركنين أساسيين في عمل اي حزب سياسي. كما إن الجريدة والموقع أجهضا الحق الذي كفله النظام الداخلي للرفيق بنشر أرائه المختلفة عن سياسة الحزب في منابره الاعلامية المختلفة فقد كانت الصرامة في ضرورة الانسجام مع سياسة الحزب وارائه في كل ماينشر وإلا فإن الاهمال سيكون مصير كل جهد يبذله الرفيق المختلف حتى ولو قليلا! إن الحديث عن إعلام الحزب ذو شجن وقد يحتاج الى وقفة جدية وطويلة من قبل المؤتمر العاشر لاجل عودة الصحافة الشيوعية الى واجهة الحدث والاكثر قراءة ولكي تساعد في التحشيد وكسب الانصار لمواقف الحزب التي يفترض بها أن تتغير أيضا نحو موقف معارض بشكل صريح ووفق منهج واضح.

الانتخابات: وأعني بها البرلمانية ومجالس المحافظات، فقد دأب الحزب على المشاركة فيها وتقديم مرشحين بأعداد جيدة، سواءا كان الحزب منفردا أو مؤتلفا مع قوى وشخصيات مستقلة، لكن في كل مرة كانت النتائج مخيبة للآمال حتى مع الفوز بمقعد هنا أو هناك، وبالتأكيد للظروف الموضوعية دور مهم في تلك النتائج الضعيفة، لكن التوقف بجدية عند العوامل الذاتية لم يكن كافيا في كل مرة، فمع نهاية كل إنتخابات ترسل قيادة الحزب تقييمها للانتخابات وما تمخض عنها بتوسع كبير في شرح الاسباب الموضوعية التي أدت لتلك النتائج من قانون الانتخابات الى دور القوى المتنفذة الى كل شيئ، إلا الاخطاء التي أرتكبها الحزب، وإن كان لابد من المرور على تلك فهي تلك الاخطاء أو التقصيرات التي إرتكبتها قواعد الحزب ومنظماته !! أما عن دور قيادة الحزب في كل ذلك فلم تتضمن تقييمات الحزب أي إشارة لذلك! بل إن الرفيق سكرتير الحزب ذهب في مرة الى الاشارة في إجتماع المجلس الاستشاري للحزب الى إن الانتخابات لا تقاس بنتائجها !!!!! طالبا الى الرفاق ألا يجلدوا أنفسهم في معرض البحث عن أسباب النتائج المتدنية ، فإن لم تكن النتائج معيارا، فما هو المعيار الذي يجب إعتماده؟ انا شخصيا الى الآن لا أعرف !

الحزب والحشد الشعبي: معروف إن ما يسمى بالحشد الشعبي قد تشكل عام 2014 بعيد سقوط الموصل بيد داعش، وسواءا تم تشكيله بناءا على فتوى مرجعية النجف كما يؤكد الحزب أو إنه تشكل بمبادرة من رئيس الوزراء آنذاك كما يؤكد هذا الاخير، فإن الحشد لم يستفد منه سوى الميليشيات الموجودة أصلا بشكل غير رسمي، فتحولت بموجب التشكيل الى قوى تتمتع بشرعية الوجود وبرعاية علنية من قبل سلطة الدولة العراقية والجارة إيران، وهي بهذا الشكل ذات توجه طائفي بحت، إلا إن الرفاق في قيادة الحزب يصرون على إن الحشد الشعبي هو تشكيل وطني وهو يضم كما عبر أحد رفاق ل. م. مجموعة من البواسل الذين تصدوا لداعش أو كما قال الرفيق سكرتير الحزب في مقابلة تلفزيونية من إنه يضعهم على رأسه!!!

صحيح إن الميليشيات قبلت بموجب فتوى المرجعية بعض المتطوعين الجدد ممن أعياهم البحث عن فرصة عمل، وكما يقول الحزب فإن شيوعيين قد تطوعوا أيضا،وتبرز في الاعلام عن قصد بين الفينة والاخرى عن وجود متطوعين من طوائف وديانات أخرى ، إلا إن كل ذاك لا ينفي الصفة الطائفية عن الحشد، والناس أجمع يعرفون ذلك بل إن بعضهم يقرها عن قصد، فلماذا يصر الحزب على دعم ميليشيات طائفية بإمتياز؟ وبأي ميليشيا تطوع الشيوعيون ؟ القضية بصراحة مقلقة جدا وتعطي مؤشرات على إن الحزب يجامل أو هو قد ذهب بعيدا في لعبة الطائفية المقيتة رغم إعلانه الدائم عن إدانته للطائفية وتقسيماتها، أتصور إن الموقف بحاجة الى مراجعة جادة.











 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter